الباقيات الصالحات المنجية من أهوال يوم القيامة
جعلنا الله خلفاء على الأرض، وأمرنا بعبادته، وأرسل لنا الرسل والأديان السماوية، وآخرها الدين الإسلامي الحنيف، الذي أرسل على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ذكر الله في كتابه العزيز طرق العبادة المختلفة التي تساعدنا على النجاة يوم القيامة. ومن بين هذه الأشياء الصالحة المتبقية، التي ذكرت في القرآن مرتين، فما هي هذه الأشياء الصالحة المتبقية .
ذكر الباقيات الصالحات في القرآن الكريم
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}الكهف 46
{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} مريم 76.
تفسير الباقيات الصالحات
تم ذكر الباقيات الصالحات في العديد من الأحاديث النبوية ، و قد تم تفسيرها على أنها هي قول لا إله إلا الله ، و سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر ، و هذا حسب تفسير الطبري و القرطبي ، و بن كثير ، و هذا اعتمادا على العديد من الأحاديث الشريفة ، التي وردت عن أبي هريرة و الخدري و منها :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `احتفظوا بجنتكم.` قالوا: يا رسول الله، حتى من العدو الذي يهددنا؟ قال: `لا، ولكن جنتكم من النار. قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.` فإنهن ستأتين يوم القيامة متنعمات ومتقدمات وهن الأعمال الصالحات التي ستنجيكم. ذكره النسائي والحاكم وأكد صحته .
فضل الباقيات الصالحات
– الباقيات الصالحات تنجي من أهوال يوم القيامة ، فقد قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تنجي من النار ، و أهوالها .
يتم ذكر أن الأقوال الصالحة هي من أحب الأشياء إلى الله عز وجل، وأن الأقوال التي تحبها الله هي السبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولن يؤذيك أي من هذه الأقوال مهما كانت ترتيبها. وذلك ما رواه مسلم في صحيحه .
يعد من أفضل الأعمال وأحبها إلى رسول الله، فقد أشاد بأنها أحب إليه من أن تطلع عليه الشمس .
تملأ العمل الصالح ميزان الحسنات، ويقال إنه يملأ ميزان الحسنات بمقدار ملء السماوات والأرض .
– عرف عنها أنها كثرة قولها يزيد الحسنات ، و يمحي السيئات ، حسب رواية الخدري و أبو هريرة ، عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: { إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنْ الْكَلَامِ أَرْبَعًا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا عِشْرُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً وَمَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلَاثُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً }. رَوَاهُ أَحْمَد بْنُ حَنْبَل فِي مُسْنَده .
يعتقد أن قول هذه العبارة يؤدي إلى زرع شجرة في الجنة للشخص الذي يقولها، وأن ثوابها يعادل ثواب التصدق لوجه الله تعالى .
يقال إن كثرة قولها تجعل الملائكة يستغفرون لصاحب القول .
إنها ليست فقط إجابة للدعاء، وقد ذكر ذلك عندما جاء رجل عربي ليسأل النبي ما هو أفضل دعاء يمكنه أن يتعلمه. أخذ النبي بيده وقال له: قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ورددها وراءه، وقال له: رددها واطلب من الله ما تشاء. فسأله، هل يستجاب الدعاء؟ فأجابه بنعم .
ويذكر أن الدعاء والتعبد لله من خلال تكرار بعض العبارات يعد فضيلة عظيمة، وكمثال رجل عمر في الإسلام الذي دعا الله وتعبد له لسنوات عديدة، وكان ثواب تلك العبادة هو مثل ثواب التعبد لله طوال هذه السنوات .