الأنهار و العيون الممتدة في الجنة
تحدث العديد من الآيات والأحاديث الشريفة عن شكل الجنة ووصفها، ويتم التركيز بشكل خاص على الينابيع والعيون الجارية داخلها، فيما يتعلق بوصف النعيم الدائم الذي ينتظر المقيمين فيها .
أنهار الجنة و عيونها
تكررت جملة جنات تجري من تحتها الأنهار في القرآن الكريم لعدد تجاوز الأربعين مرة ، و كأن القرآن الكريم يجزم على وجودية هذه الأنهار و جمال منظرها ، في حين عدم ذكر عدد لهذه الأنهار ، و لكن الذي ذكر فقط أربعة أنهار في جنات النعيم ، و هذه الأنهار ذكرت في سورة محمد في قوله تعالى ( مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ ) {سورة محمد الآية 15} .
أنهار من ماء غير اسن
ذُكرت العديدُ من الآيات التي وصفت رياضَ الجنة ووفرة الماء بها، ومن بين هذه الآيات قَولُه تعالى في صورةِ الواقِعة: “ماءٌ مسْكُوبٌ”، والتي تعني العديدَ منالأنهار داخل الجنة، وهو نوعٌ من أنواع الماءِ غير الآسِنِ الصافي الذي لا تتغير رائحتُه .
كما ذكر القرآن الكريم نهر الكوثر وهو واحد من أنهار الجنة، وهذا النهر الذي وهبه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره من البشر، وذلك استنادا إلى قوله تعالى: “إنا أعطيناك الكوثر”. وقد وردت العديد من الأحاديث حول جمال وروعة نهر الكوثر، ومنها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة، أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر .
أنهار من لبن
وحاول الكثيرون وصف طبيعة وجمال هذه الأنهار، ومن بينهم ابن كثير الذي وصفها بأنها أنهار بيضاء ناصعة البياض وشديدة الحلاوة عالية الدسومة. حاول الكثيرون تخيل اللبن بين هذه الأنهار بالذات، وقيل إن السبب وراء ذلك هو أن اللبن كان الطعام الأساسي لبدو الصحراء، ومن بينهم رسول الله، ويقال إن اختيار اللبن من بين أشكال النعيم في الجنة كان ليريح قلوب المسلمين ويجعلهم يشعرون بأنه لا جوع .
أنهار من خمر لذة للشاربين
– من بين أشكال النعيم المقيم في الجنة أنهار من خمر لا تنضب أبدا مهما شرب الشاربين ، على الرغم من أن الخمر في الحياة الدنيا هو مشروب الملاعين ، أما في الجنة فسوف تتغير الأحوال تماما ، و سوف نعطى ما حرم علينا كنوع من الهدية من الله على صبر المؤمن و ترفعه عن ملذات الدنيا ، و حينما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصف هذا النهر قال أنه خمر بلا طعم كريه و بلا رائحة سيئة .
– ذكر أيضا عن هذه الأنهار عدد من التفاصيل في الكثير من الآيات ، و منها ما ذكر في سورة الواقعة في قوله تعالى ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ ) {سورة الواقعة الآية 18-19} ، و تفسير هذه الآيات يحمل معنى أن نهر الخمر يحمل اللذة فقط و خالي من أضرار خمر الدنيا .
أنهار من عسل مصفى
يشهد الكثيرون عن نهر مذكور في الأدب ومنهم ابن كثير الذي وصف جماله وصفائه ولونه وطعمه ورائحته، وعندما حاول أن يفسر وجود العسل في الجنة، فقد ذكر أن العسل يعد ثمينًا جدًا في الصحراء، وهذا يدل على النعيم الذي يتواجد في الجنة .
بالنسبة للعيون الموجودة في الجنة، تم ذكر العديد من العيون فيها، فقيل إنها عين يشرب منها عباد الله، وقيل أنها عين جارية، وقيل أن هناك عينان تجريان، وغيرها .