الأحلام وعلاقتها بتحليل الشخصية
تختلف العادات النوم لدى الأفراد، وكذلك المدة اللازمة للشخص للنوم، ونوعية الأحلام التي يحلم بها كل شخص، والأحلام تمثل جانبا هاما من ثقافتنا، وتكشف عن أفكارنا الخفية، وتمثل الأحلام أهمية كبيرة في الثقافة العربية التي ركزت على تفسير الأحلام منذ القدم، وكتب عديدة تحدثت عن تفسير الأحلام مثل كتاب تفسير الأحلام لأبن سيرين، وغيره من الكتب الموجودة في التراث العربي .
تعتبر فترة النوم اليومية واحدة من أهم العوامل التي تؤثر بشكل كبير على طبيعة الأحلام التي نراها والأحداث الموجودة فيها .
رصدت جريدة `الإندبندنت` البريطانية دراسة قام بها مجموعة من الباحثين في مجال علم النفس بجامعة ستوكهولم، بهدف الكشف عن طبيعة أحلام الأشخاص وسلوكياتهم أثناء فترة النوم .
وقد اعتمد البحث على دراسة سلوك الأشخاص أثناء النوم ، واشترك في هذه الدراسة 1000 شخص ، وقام الباحثون بدراسة كل سلوكياتهم وتحركاتهم والأصوات التي يصدرونها أثناء فترة النوم ، وأيضاً مقارنة تصرفات الشخص وهو مستغرق في النوم بسلوكياته عندما يكون مستيقظ ، وكانت هذه هي النتيجة .
السفر والترحال في الحلم
كشفت الدراسة على ان الأشخاص الذين يحلمون أثناء نومهم دائماً بالسفر في المنام والترحال وزيارة الأماكن الجديدة ، هؤلاء الأشخاص يكونوا منفتحين على الحياة بشكل كبير ويتمتعون بدرجة من الاجتماعية أكبر ، كما انهم يفضلون التواجد في تجمعات ويمتلكون عدد كبير من الأصدقاء في الحقيقة .
مشاهدة الكوابيس المتكررة في الحلم
وكشف أيضاً الباحثون عن الصفات الشخصية الحقيقية للأشخاص الذين يعانون من تكرار رؤية الكوابيس ، وهؤلاء الأشخاص دائماً ما يحلمون أنهم معرضون للمخاطر أ أن أشخاص ما يقومون بالانتقام منهم ، أو سقوط أسنانهم وتكسير عظامهم والسقوط من الأعلى ، وكشفت الدراسة على أن هؤلاء الأشخاص في الحقيقة يعانون من حالة من الوحدة وأيضاً ربما يعانون من الانطوائية .
الموت والانتحار في الحلم
وبحسب الدراسة فإن الأشخاص الذين يعانون من حالة اكتئاب مرضية تكون أحلامهم أكثر تعقيداً ، حيث يشاهدون أشياء تدعوا في الحقيقة إلى الاكتئاب مثل وفاة أحد المقربين أو مشاهدة الموتى إذا كانوا من ذويهم ، وأيضاً يشاهدوا بعض الأشياء غير الإنسانية مثل حالات تعذيب الحيوانات والأطفال والكوارث الطبيعية ، مما يجعل النوم بالنسبة لهم فترة زمانية من الألم والحزن تزيد بدورها من اكتئابهم .
تعريف الأحلام بحسب فرويد
عرف فرويد الحلم على أنه نشاط تفكيري يحدث استجابةً لمنبه أو دافعٍ ما ، وهو عبارة عن سلسلة من الصور أو الأفكار أو الانفعالات التي تتمثل لعقل المرء أثناء النوم ، وقد وصف بعضهم الأحلام بأنها مسرحيات تحدث في الذهن ، وتصور بعض الجوانب اللاشعورية من حياة النائم والدوافع أو المثيرات التي تثير الأحلام بعضها سيكولوجي مثل الرغبات العدوانية والتي تُكبت في الوعي ، أو قد يكون المثير فسيولوجياً مثل امتلاء المعدة بطعام ثقيل قبل النوم مما يؤدي إلى حصول أحلام أو كوابيس .
فرويد كان أول العلماء الذين تحدثوا عن الأحلام وتأثيرها على حياة الأشخاص الواقعية والعكس. وتحدث أيضا عن كيفية عمل أحلامنا كنافذة نستطيع من خلالها رؤية بعض الأشياء التي يتوقع عقلنا حدوثها فعليا في الحقيقة .