اكتشافات أثرية جديدة في موقع حليت الأثري بالرياض
أظهرت نتائج العمل الميداني الذي تم إجراؤه ضمن الموسم الأول لمشروع التنقيب في موقع حليت الأثري بمحافظة الدوادمي في الرياض، اكتشافات أثرية جديدة ومهمة، وأعلنت عن ذلك الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة .
الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني
تهدف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للاهتمام بالقطاع السياحي من كل الجوانب، سواء عن طريق التنظيم أو التنمية أو الترويج، وتقوم الهيئة بحل جميع المشاكل والعوائق التي تعطل تقدم القطاع السياحي في المملكة، لتنمية القطاع وتعزيز دوره، وتسليط الضوء على المقومات الكبيرة التي تتمتع بها المملكة، كما تقوم الهيئة بالمحافظة على الآثار والاهتمام بها، وتعزيز دورها في المساهمة في التنمية الثقافية والاقتصادية .
تم اكتشاف اكتشافات أثرية جديدة في موقع حليت الأثري بالرياض
في مجموعة من الاكتشافات الأثرية التي اكتشفها فريق التنقيب، في موقع حليت الأثري بالرياض، والتي أثبتت الأهمية العمرانية لهذه المنطقة، كشف الفريق أن الحفرية وجدت مسجد تراثي على غرار المساجد التي كانت توجد في العصر الإسلامي الأول، وهذا بحسب ما أعلن عنه ” عجب العتيبي “، رئيس فريق التنقيب ومدير إدارة التراث الوطني، في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الرياض .
كما وجد فريق البحث مجموعة من المساكن، والتي تحتوي على : أفنية، غرف تخزين، وساحات أفران لصهر المعادن ومعالجتها، وهذه الأفران هي ما تم وصفه في المصادر الإسلامية التي كانت تصف مراحل التعدين، بالإضافة إلى ذلك كشف فريق التنقيب عن وجود منتجات فخارية وزجاجية، ومنتجات أخرى صنعت من الحجر الصابوني، وأشياء أخرى مثل الخرز، وعدد من المكاييل المصنوعة من الزجاج، التي تدل على الحركة الاقتصادية والتجارية القديمة .
اكتشاف مجموعة من النقوش والكتابات الإسلامية
صرح السيد عجب العتيبي كذلك، أنه قد تم اكتشاف مجموعة من النقوش والكتابات الإسلامية في الموقع، وأكد أن هذا الاكتشاف سوف يضيف بعد تاريخي جديد للمنطقة في فترة العصور الإسلامية الأولى، وبعد الاختبارات التي خضع لها الفخار الذي تم اكتشافه، اتضح أنه يعود إلى العصر الأموي وبداية العصر العباسي، جدير بالذكر أن موقع حليت الأثري يركز على التنقيب في مساحة تبلغ 600 م في 100 م .
المواقع الأثرية في الدوادمي
يوجد في محافظة الدوادمي أكثر من خمسة وثلاثون موقعا أثريا، بعضها يحتوي على نقوش ورسوم وكتابات أثرية تاريخية، أهمها اثنان من النقوش تمت كتابتهم بالخط السبئي، ويعد الملك أبكر أسعد وهو واحد من أشهر ملوك حمير صاحب النقش الأول، أما صاحب النقش الثاني فهو الملك معد يكرب الحميري، كما يوجد أيضا مجموعة من النقوش الأخرى، التي تنتشر على الجبال والصخور الكبيرة، وهي مجموعة من الرسومات لبعض الحيوانات مثل النعام، وكذلك بعض رسومات الأسود التي توجد على آثار جبل ثهلان، وبعض الرسومات الأخرى للحيوانات البرية، والتي تدل وجود حرفة الزراعة في هذا الوقت في هذه المنطقة .
اكتشاف نقوش ورسومات يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي
تم اكتشاف مجموعة من النقوش والرسومات التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي، وتشير هذه النقوش إلى قدرة الإنسان في هذا العصر على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، وقدرته الكبيرة في استغلال قوى الطبيعة لخدمته. تعد قرية وضاخ واحدة من المواقع التراثية في الدوادمي، وتقع هذه القرية في الطرف الشمالي من بلاد بني نمير. تعود تاريخ هذه القرية إلى العصور الإسلامية الأولى، ويقال إن قبيلة غني وباهلة قامت بتأسيس هذه القرية بعد تشتت بني نمي .
يقال إن هذه القرية، التي تتمتع بمساحة تبلغ 60 ألف متر مربع، كانت تشبه المدينة في ذلك العصر. أصبحت مشهورة في بعض المصادر التاريخية باسم `معدن الصحراء`، حيث شهدت مجموعة من أشهر المعارك أيام العصر الأموي. في المنطقة الشمالية من جبال الأسودة، التي تقع جنوب غرب محافظة الدوادمي، توجد `أشقر البراقة`، وهي مشهورة بالمعادن، خاصة الذهب والفضة .
تاريخ بدء الأنشطة الأثرية في هذا الموقع
صرح العتيبي أن هذا الموقع واحد من أهم المواقع الخاصة بالتعدين في العصور الذهبية للاسلام ، وقال أن أولى الأعمال الأثرية التي تمت في هذا الموقع، كانت عام 1401 هـ ضمن أعمال مسح منطقة وسط المملكة، وقد تم اكتشاف عدد من الآثار المتعلقة بالتعدين في هذه المنطقة، مثل : مجموعة من كسر الأواني الفخارية والزجاجية، والرحي الحجرية التي كانت تستخدم في طحن المعادن، وغيرها .