اقدم نظام تبريد في التاريخ ” الملاقف “

الملاقف هي المباني المتصلة بالمباني المستخدمة للتبريد، والتي استخدمت في المساجد والمستشفيات الكبيرة خلال الفترة العباسية .

ملاقف التبريد

كان الملقف حلاً طبيعيًا لمشكلة الطقس الحار في البلدان الإسلامية، حيث يعتمد عمله على تبادل الحرارة بين الهواء الساخن والرطب والماء البارد في قنوات خاصة تحت سطح المباني.

تم تجهيز البرج بمنافذ هوائية على واجهات المبنى لإخراج الهواء البارد من الجزء السفلي ودخوله إلى الداخل. نظرا لأن حركة الهواء الخارجي التي تمر عبر الجزء العلوي من البرج تسبب فروقا في الضغط، فإن الهواء الدافئ يتم استخراجه من الداخل بواسطة المنافذ الموجودة في الفناء الداخلي، مما يضمن تجديد مستمر لهواء الغرفة.

يُعد مسجد الصالح طلائعًا لأحد أقدم المساجد، ولا يزال فيحالته الأصلية، ويتبعه مدرسة الكاملية وملقف خانقاه بيبرس الجاشنكير.

أنواع الملاقف

الملاقف الهوائية المفردة

يتم تصنيع ملاقف الرياح الفردية التي تواجه الرياح السائدة باستخدام سمك جدار متساو، ولا يتجاوز قطرها عادة 50 سم × 20 سم، وتحتوي نهاياتها على فتحة لا ترتفع أكثر من متر واحد عن الأرض، وتغطي الفتحات العلوية منحدرا مستطيليا أو منحنيا بقوس نصف دائري، وعلى قمتها قبو أسطواني.

ملاقف مسارب الهواء

يتم استخدام مخارج العادم التي تعمل بالرياح السائدة لإخراج الهواء الساخن من الغرف إلى الهواء الخارجي، والذي يحل محل الهواء الرطب الذي يأتي من الفناء.

تصوينة ملاقف الهواء

كمية الهواء في الجدار تعتمد على تأثير ضغط الرياح على الأسطح الكبيرة لجدران الغرف. يظهر الهواء من الخارج على شكل شرائح أفقية مجوفة توجد في منتصف ارتفاع الجدار الخارجي وفي الجزء السفلي من النافذة. يوجد مصراع للتحكم في فتح أو إغلاق الجزء الداخلي. يتراكم الهواء ذو الضغط العالي الذي يمر عبر الجدار الخارجي للغرفة المعرضة للرياح داخل الحلقات ويدفع الهواء الداخل من خلال الفتحات، مما يسبب حركة الهواء من الداخل.

ابراج التهوية

يتألف النصف العلوي للبرج من سطحين متراكبين، ويشكل السطح الأمامي أو الخارجي النصف السفلي للشفرة، ويتم بناؤه باستخدام الطوب أو الطين المدمج، ويتم إرجاع النصف العلوي إلى الخلف، ممايتيح مساحة لتدفق الهواء ويعرقل مسار الشماعات على الجدران.

المهويات المركبة

هذا البرج عبارة عن بناء مربع مقسم من الداخل إلى أربعة أعمدة تهوية، ومثبت بين جدرين عموديين متوازيين مع الجدران الخارجية، ويتم دخول الهواء من خلال بئرين صامدين للريح، بينما يتم خروج الهواء الساخن من خلال البئرين الآخرين.

تطوير ملاقف الهواء

في دراسات جامعة أريزونا، تتألف أبراج البناء في ملف الهواء من طين ومواد أخرى ذات أبعاد وارتفاعات متوافقة مع المناطق التي يجب تبريدها. تحتوي الفتحات على فتحات علوية تتكون من أربعة جوانب، وتكون مثبتة في خلايا من القش أو السليلوز المبللة بشكل مستمر بواسطة مضخة صغيرة. ينخفض الماء الزائد إلى أسفل الهيكل ويعود إلى خزان المضخة مرة أخرى، مما يؤدي إلى تبريد الهواء في البرج وتدفقه نحو الأسفل ودخول المبنى، بدلا من استبدال الهواء الخارجي الساخن والجاف. وبالتالي، يتم إنتاج تيار هوائي. ومع ذلك، فإن الاستخدام الواسع لهذه التقنية القديمة على نطاق واسع يساهم بشكل كبير في تقليل استهلاك الطاقة للمباني.

أنواع الملاقف الحديثة

ملقف الهواء أحادي الاتجاه

يتميز هذا البرج الشاهق بفتحات تهوية تعمل بواسطة الرياح، حيث يتم جمع الهواء البارد وتوجيهه إلى الداخل لتوفير التهوية داخل المبنى. يتم تحديد حجم المخرج بناءً على درجة حرارة الهواء الخارجي؛ فإذا كانت درجة الحرارة مرتفعة، يجب أن يكون حجم المخرج أصغر، بينما إذا كانت درجة الحرارة منخفضة، يجب أن يكون حجم المخرج أكبر.

ملاقف الهواء متعددة الاتجاهات

يعمل هذا البرج الرباعي الاتجاه على امتصاص الهواء من أي اتجاه، ويمكن تبريد الهواء الذي يمر بهذا البرج بوضع وعاء خزفي مسامي مليء بالماء لترطيبه وتبريده، وهناك عدة أشكال من مخطط بادجر، ولكن الشكل المربع هو الأكثر شيوعًا.

مسارب الهواء العادم المعاكسة للرياح السائدة

يستخدم هذا الجهاز لإخراج الهواء الساخن من المقصورات إلى الهواء الخارجي، الذي يحل محل الهواء الرطب الذي يأتي من الخارج.

ملاقف الهواء في العالم العربي الإسلامي

الملاقف هي إعادة إحياء الأشكال التقليدية ومواد البناء، ولكن هذا الاتجاه تغير بفضل تصميمات وكتابات المهندس المصري حسن فتحي وفلسفته وأفكاره، التي كانت مصدر إلهام لبعض المهندسين المعماريين لإعادة النظر في هذه العناصر وتقدير قيمتها المعمارية التقليدية.

استخدم حسن فتحي أشكال هندسية لها وظائف بيئية لتطوير تقنية منخفضة التأثير على البيئة والمناخ في المباني، على سبيل المثال عرض الهواء في منزل عبد الرحمن ناصيف في المملكة العربية السعودية.