استخدامات التقنية الخضراء
غالبية المهتمين بالبحث العلمي والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة يسعون دائما لتحقيق الفائدة والأمان للبشرية. ومن الواضح أن العديد من الاكتشافات العلمية في العقود السابقة ساهمت في تقدم البشرية بشكل لم يسبق له مثيل، ولكنها في نفس الوقت أحدثت تأثيرات سلبية جسيمة على الكون والغلاف الجوي وصحة الإنسان. وفي هذا السياق، يتجه العلماء الآن بشكل متزايد نحو الاعتماد على التكنولوجيا الخضراء في جميع المجالات .
معنى التقنية الخضراء
التكنولوجيا الخضراء أو الحوسبة الخضراء، المعروفة أيضا باسم التكنولوجيا المستدامة، تعتمد على مصادر بيئية آمنة، مثل النباتات والحيوانات والموارد الطبيعية، للحصول على الطاقة من مصادر صديقة للبيئة، وذلك لتجنب الأضرار التي تسببها مصادر الوقود والطاقة الأخرى التي تؤدي إلى إنتاج مواد سامة تؤثر على البيئة والإنسانية بشكل سلبي. ويطلق على هذه التكنولوجيا اسم “الخضراء” بسبب أن اللون الأخضر يمثل الطبيعة دائما .
مجالات التقنية الخضراء
–الطاقة الخضراء Green Energy : هذا الاتجاه هو الأكثر أهمية في مجال التقنية الخضراء، ويشهد سعيا حثيثا للانتقال إلى إنتاج وقود بديل وتوفير مصادر آمنة ومتجددة للحصول على الطاقة .
–المباني الخضراء Green buildings : تحتاج هذه المسألة إلى الدراسة العميقة حتى يتمكن العلماء من استخدام المواد الخضراء بشكل كاف في صناعة مواد البناء وكل ما يتعلق ببناء المباني .
–الكيمياء الخضراء Green chemistry : من بين المجالات الرئيسية التي يوليها مجال التقنية الخضراء اهتماما، يهدف هذا المجال إلى أن تكون الاختراعات والاكتشافات وتحضير المواد الكيميائية معتمدة على مواد آمنة بحيث لا يتم استخدام مواد سامة ومضرة فيها .
–تكنولوجيا النانو الخضراء Green nanotechnology : لا شك أن مجال النانوتكنولوجي يحتل مكانة قوية في الساحة العلمية، حيث يؤثر بشكل فعال في جميع جوانب الحياة مثل الزراعة والصناعة والصحة وغيرها، ويعتمد بشكل أساسي على استخدام حبيبات نانو متناهية الصغر في الحجم (10-9 متر)، ويتنافس العلماء في الوقت الحالي على تطبيق معايير الكيمياء الخضراء والهندسة الخضراء في مجال النانو للحصول على جزيئات نانو آمنة وصديقة للبيئة التي توفر الفوائد فقط دون أي آثار جانبية .
مستقبل التكنولوجيا الخضراء
يعمل العلماء في الوقت الحالي على تطوير التكنولوجيا الخضراء لتحقيق مستويات متقدمة تمكنهم من جعلها بديلًا فعليًا للتكنولوجيا المستخدمة حاليًا في السنوات القادمة .
-كما تهدف التقنية الخضراء أيضًا إلى تقليل الاعتماد على مصادر البيئة غير المتجددة التي دائمًا ما تمثل عامل خطورة على حياة البشرية واستبدالها بالمواد الطبيعية حيث أن هذا من شأنه أن يُساعد مستقبلًا في التغلب على الكثير من الأمراض التي تصيب البشرية نتيجة المواد السامة التي تخلفها عوامل التكنولوجيا الحالية .
تهدف هذه التكنولوجيا الخضراء أيضًا إلى أن تكون نظيفة تمامًا من خلال تقديم منتجات قابلة لإعادة التدوير وإعادة التصنيع، وبالتالي تقليل كمية النفايات والملوثات التي تنتج عن التكنولوجيا الاصطناعية .
-وهناك تنبؤات بأن مستقبل التكنولوجيا الخضراء خلال العقود القليلة القادمة سوف يكون بمثابة انتقال كلي في كافة مجالات الحياة سواء الصناعية أو الطبية والعلاجية أو الصناعية أو التعليمية أو غيرها من الشكل المتعارف عليه حاليًا إلى الاعتماد على هذه التكنولوجيا النظيفة ؛ فضلًا عن أنها سوف تكون ذات قدر أكبر من الفوائد ، بمعنى أنه لن يتم اللجوء إليها من أجل دفع الضرر الناتج عن أنواع التكنولوجيا الأخرى فحسب ؛ وإنما سوف يكون استخدامها منصبًا أيضًا على مدى ما توفره من فوائد جمَّة .