اسباب و علاج مرض الشعرانية
توجد نساء يعانين من زيادة في نمو الشعر في بعض المناطق، لكنهن يختلفن عن المرضى الذين يعانون من مرض الشعرانية، حيث يتميزن بنمو الشعر بكثافة في المناطق التي ينمو فيها الشعر بشكل طبيعي لدى جميع النساء. فما هو مرض الشعرانية؟
ماهو مرض الشعرانية ؟
يمتلك الجميع شعرًا على جسمه، وتحدد كميته بشكل عام بالتركيبة الوراثية، ولكن عندما تكون المرأة تعاني من كميات كبيرة من الشعر الخشن والمصبوغ في مناطق الجسم التي ينمو فيها شعر الرجال بشكل عام – مثل الوجه والصدر والظهر – يتم تسمية حالتها بالشعرانية.
الشعرانية هي حالة غير مرغوبة في نمو شعر ذو نمط ذكوري لدى النساء، وقد تنجم عن زيادة في هرمونات الذكورة المعروفة باسم الأندروجينات، والتستوستيرون هو الهرمون الرئيسي المسؤول عن ذلك، أو قد يكون السبب متعلقًا بالوراثة أو العرق.
اسباب مرض الشعرانية
– أسباب وراثية أو عائلية أو عرقية: تعتبر من أكثر أسباب الشعرانية عند النساء إن العامل الوراثي من أهم أسباب زيادة الشعر إن زيادة الشعر عند الأم تزيد من احتمالات نمو الشعر الزائد عند الابنة كما أنه غالباً ما يكون هناك أكثر من فرد بالعائلة يعاني من الشعرانية كما توجد هذه المشكلة عند بعض الأجناس البشرية دون غيرها مثل الهند والشرق الأوسط
– تكيس المبايض: تعتبر زيادة إفراز هرمون الذكورة من أشهر الأسباب الطبية لنمو الشعر الزائد لدى النساء، وقد يرافق ذلك اضطرابات في الدورة الشهرية أو عدم القدرة على التبويض، مما يؤدي إلى تأخر الحمل، وقد يصاحب ذلك زيادة في الوزن والإصابة بالسمنة، ويحتمل وجود أكياس أو تكيس على المبايض
– أورام المبايض: يؤدي الورم النادر الذي ينتج عن زيادة إفراز هرمونات الذكورة إلى زيادة نمو الشعر، وغالبًا ما يحدث هذا الورم لدى النساء في سن متأخرة، ويكون نمو الشعر سريعًا
– أمراض الغدة الكظرية: تتسبب متلازمة كوشينغ وفرط التنسج الكظري وأورام الغدة الكظرية في زيادة إفراز هرمونات الذكورة وبالتالي تساهم في ظهور تساقط الشعر عند الإناث
– الأدوية: تعاطي بعض الأدوية يسبب الشعرانية مثل المينوكسيديل والكورتيزون وهرمون التستوسترون والذي يستخدم من قبل بعض النساء لبناء ونمو الجسم وزيادة الوزن وعقار الفنيتوين الذي يستخدم لعلاج الصرع قد يؤدي إلى الشعرانية وهناك نوعية من حبوب منع الحمل تسبب زيادة نمو الشعر لدى بعض النساء
تزيد إفراز هرمون الحليب أو تخمُّر الغدة الدرقية من نمو الشعر في الجسم
هناك اعراض لمرض الشعرانية :
–الشعرانية التي تصاحبها اضطرابات في الدورة الشهرية مع وجود إفراز حليب من الثديين دليل على ارتفاع هرمون البرولاكتين
يمكن أن يكون ظهور الشعرانية المفاجئ والغزير مصحوبًا بتضخم في الصوت وزيادة في كتلة العضلات وسقوط الشعر من الجزء العلوي من الرأس ناجمًا عن وجود أورام، سواء في المبايض أو الغدة الكظرية
يكون السبب الأكثر شيوعاً في الشعرانية التي لا تصاحبها أي أعراض أو اضطرابات في الدورة الشهرية نتيجة عوامل وراثية أو عرقية، وغالباً ما يكون هناك أكثر من فرد في العائلة يعاني من الشعرانية ولا يعاني زيادة في نسبة هرمونات الذكورة
علاج مرض الشعرانية :
– العلاج بواسطة الطرق التقليدية: قبل البدء في استخدام الأساليب التقليدية لإزالة الشعر الزائد، يجب التأكد من عدم وجود أسباب مرضية مثل اضطرابات في الغدة الكظرية أو المبايض التي تؤدي إلى ظهور الشعر غير المرغوب فيه. إذا لم تكن هناك أسباب مرضية، يمكن التحكم في الشعر الزائد بشكل خفيف إلى متوسط باستخدام الأساليب التقليدية. يحتاج المريض إلى عدة جلسات تشمل الحلاقة أو التشميع أو الكي الكهربائي أو الليزر
– المعالجة الدوائية: تقوم المعالجة باستخدام الأدوية الطبية بتقليل نمو الشعر بشكل كبير ويمكن أيضا منع ظهور الشعر المستجد بعد إزالته طالما أن المريضة تستمر في تناول العلاج، وقد يتطلب العلاج فترات طويلة لمنع ظهور الشعر المستجد، وهناك نقطة حاسمة يجب أن تمر مدة ستة أشهر على استخدام العلاج لتقييم فعالية أي دواء، ويجب معالجة كل حالة على حدة ومعرفة سبب الشعر المستجد قبل وصف أي دواء، وتشمل الأدوية الطبية المستخدمة لعلاج الشعر المستجد حبوب منع الحمل ومضادات الأندروجين مثل السبيرونولاكتون
دراسات مرض الشعرانية :
كيف يمكن علاج الشعرانية
يقول الدكتور حامد عبد الله، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم بجامعة القاهرة:
من الواضح أن الحالة التي تعاني منها القارئة هي إما نتيجة زيادة هرمون الذكورة عن النسبة الطبيعية في جسم المرأة، أو تحسس بصيلة الشعر من النسبة الطبيعية لهذا الهرمون، والعلاج الذي تلقته الفتاة هو عقاقير هرمونية تحتوي على الهرمونات الأنثوية التي تعمل كمضاد للهرمون الذكوري. هذه الطريقة العلاجية غير محبذة ويمكن استبدالها بعقاقير أخرى غير هرمونية، وبالتالي تكون أقل ضررا وأكثر أمانا من العلاج الهرموني، وخاصة أنها تستخدم لتقليل حساسية بصيلة الشعر من هرمون “التستسترون” بشكل خاص. وهذا العلاج يهدف إلى التخلص من السبب الرئيسي لحدوث هذه المشكلة، أما النتيجة – وهي نمو الشعر بكثافة – فيمكن علاجها من خلال جلسات الليزر، ويتم تحديد عدد الجلسات وفقا للحالة.
الطب الحديث وعلاجه للشعرانية
كانت الشعرانية في السابق تعتبر مشكلة دائمة وحتمية، وكان على الفتاة أن تبحث عن طرق للتكيف معها. ولكن الطب الحديث قد كشف عن الأسباب الحقيقية للشعرانية وتحديد مواقع الاختلال الهرموني الذي يسببها، مما فتح الباب أمام معالجات حديثة ومتقدمة تساعد في التقليل من الشعرانية، وربما حتى التخلص منها تماما. وبالتالي، أعطى الأمل لمئات الفتيات والنساء الذين يعانون من هذه المشكلة، والذين يرونها كنقص في جسدهن وتهديدا لأنوثتهن. الشعرانية لها درجات متفاوتة، فمنها المتوسط مثل ظهور شعر قليل على الوجه والبطن، ومنها الشديدة التي يمكن أن تصل إلى درجة مزعجة جدا تقارب كمية الشعر في الجسم عند الرجال. وفي بعض الأحيان، ترافق الشعرانية تغيرات أخرى مثل خشونة الصوت، وتوزيع العضلات بشكل ذكوري، وتغيرات في الأعضاء التناسلية، وهذا يشير إلى وجود اضطراب هرموني عميق وشديد. وفي هذه الحالة، تأخذ المشكلة منحى أكثر خطورة. ويعتبر آلية نمو الشعر آلية معقدة إلى حد ما، وما يهمنا توضيحه هنا هو أن البصيلة الشعرية تتأثر بالهرمونات الذكرية (الأندروجينات) التي تفرزها المبايض والغدة الكظرية بكميات فيزيولوجية ضرورية لبعض وظائف الجسم. وهناك أنواع مختلفة من الهرمونات الذكرية، ولكن الأكثر شيوعا هو هرمون التستوستيرون. ولكن عندما يزداد إفراز تلك الهرمونات في بعض الحالات، يبدأ الشعر في النمو بكثافة ويصبح أكثر خشونة.