اسباب نزول سورة قريش وسبب تسميتها بهذا الاسم
سورة قريش: تعتبر سورة (5811) واحدة من سور القرآن المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتقع في الجزء الثلاثين، وتتكون من أربع آيات، ويقال إنها مرتبطة بسورة الفيل وتكملتها، ونزلت بعد سورة التين، وتحتل الموضع المائة والستة في ترتيب سور القرآن الكريم.
سبب تسمية سورة قريش بهذا الاسم:
سميت سورة قريش بهذا الاسم لأنها تعتبر السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تحتوي على كلمة قريش، وتعتبر للسورة اسم آخر حيث كان يطلقوا عليها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم اسم لإيلاف قريش، وقد ذكر اسم قريش في كتب التفسير فيما بعد.
سبب نزول سورة قريش:
– كان من أسباب نزول سورة قريش أن يذكرهم الله تعالى أنه قد خصهم بالكثير من الخصال، وميزهم الله تعالى عن باقي القبائل فقد خصهم بكسوة الكعبة، وسقاية من يقومون بالحج، كما خصهم بالنصر على أبرهة الأشرم، الذي جاء إلى مكة لكي يهدم الكعبة في عام الفيل، كما أنه تعالى بعث منهم الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: فضّل الله قريشًا بسبع خصال لم يعطها أحدًا قبلهم ولا يعطيها أحدًا بعدهم، فهم يتمتعون بالخلافة والحجابة والسقاية والنبوة، وكانوا يحمون الكعبة ونُصروا على الفيل، وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم، ونزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم لإيلاف قريش .
تفسير سورة قريش:
– يفسر قوله تعالى (لإِيلافِ قُرَيْشٍ) يقول الكثير من المفسرين أن السور مرتبط بسورة الفيل التي قبلها، حيت ترتبط قصة أصحاب الفيل الذين أرادوا هدم الكعبة، وقد أكد ذلك كل من محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، حيث يقال أنها تعتبر سورة متصلة مع سورة الفيل وكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم، وقد قال مجاهد في قوله ( لإيلاف قريش ) قال : نعمتي على قريش.
يشير تفسير قوله تعالى (إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) إلى أن قريش كانت تقوم برحلة في الشتاء إلى بلاد اليمن، وفي الصيف إلى الشام بانتظام للتجارة والربح، ثم تعود إلى بلادها بأمان، ولذلك كان الجميع يحترمهم، وهذا من النعم التي أنعم الله بها على قريش.
– فسر قوله تعالى (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)، أن عليهم أن يشكروا نعم الله عليهم بأن يقوموا بشكره وعبادة الله الواحد الأحد، وألا يشركون به، فلقد أمن لهم حياة آمنة حيث قال تعالى في سورة النمل ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين ).
فسر قوله تعالى (الذي أطعمهم من الجوع وآمنهم من الخوف) بأن الله تعالى هو الذي يمنحهم الطعام ويحميهم من الخوف. إن الله تفضل عليهم بمنحهم الأمان والرزق، ولكنهم لم يقموا بعبادة الله وحده دون شركاء، بل كانوا يعبدون الأصنام. ويقال أن أسماء بنت يزيد قالت: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `ويل أمكم قريش، لإيلاف قريش`).
وقال أسامة بن زيد : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ويحكم يا معشر قريش، اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من الخوف`.
يعتبر الرزق والأمن والحياة الرغدة التي منحها الله للبشر من أعظم النعم الدنيوية، وبالتالي يجب على الناس أن يشكروا الله ويحمدوه على كل هذه النعم.