اسباب نزول سورة التحريم
سورة التحريم: هي إحدى السور التي نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها اثني عشر، ويبلغ عدد كلماتها مائتين وسبعة وأربعين، ويبلغ عدد حروفها ألفا وستين، ونزلت بعد أن حرم الرسول علي نفسه أحد أزواجه، وتناولت السورة بعض القضايا التي تتعلق ببيت الرسول، حتى تضرب مثلا للمسلمين بالنموذج الذي يجب أن يتبعه الأسرة المسلمة.
اسباب نزول سورة التحريم:
اختلف الكثير من المفسرين في معرفة سبب نزول السورة الكريمة، ولكن ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان عند زينب بنت جحش، وقدمت له عسلا فشرب منه، فذهب بعد ذلك إلى بيت حفصة بنت عمر، وكانت قد اتفقت مع عائشة أن يتظاهروا بأنه هناك رائحه كريهة منبعثه من فم الرسول، فقالت له حفصة (إني أجد منك ريح مغافير.. أكلت مغافير)،وكلما ذهب إلى أحد زوجاته قالت له ذلك فقال عليه السلام (لا، بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له)، ويقال أن هذا هو سبب نزول سورة التحريم بسبب أن الرسول حرم على نفسه ما أحله الله له.
يقال إن الرسول كان في بيت حفصة بنت عمر، زوجته، وطلبت منه إذنا لزيارة صديقتها مارية، فأذن لها الرسول وعندما خرجت حفصة، بعث الرسول عليه السلام بمارية لزيارته. وعندما عادت حفصة وجدت مارية في بيتها، فشعرت بالغيرة والانزعاج، واعتقدت أن الرسول فعل ذلك لهوانها عليه، وأخبرته أنها ستخبر عائشة، ولكن الرسول طلب منها عدم إخبار عائشة حتى لا تزعج وتستاء، وحرم الرسول نفسه من مارية، ولكن حفصة أخبرت عائشة مما أزعج الرسول، فقرر الرسول الابتعاد عن أهله لمدة شهر، ثم أنزل الله تعالى الآية “لم تحرم ما أحل الله ل.
في رواية أخرى لابن عباس، قالت حفصة إنها شاهدت الرسول عليه الصلاة والسلام مع مارية القبطية في يوم عائشة، فأخبرته أنها ستخبر عائشة. فقال الرسول لها أنه لن يقترب منها وأنها محرمة عليه وطلب منها ألا تخبر عائشة، ولكنها أخبرتها بالفعل. وعندما علم الرسول أنها أخبرتها، قرر الانعزال عن أهله، وأنزل الله تعالى الآية “إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما” في السيدتين عائشة وحفصة.
أسماء سورة التحريم:
لقد أطلقت على سورة التحريم العديد من الأسماء. فقد سميت بسورة `النبي` وأيضا وفقا لرواية أبي ذر الهروي باسم سورة `اللم تحرم`. كما سميت بواسطة الزبير سورة `النساء`. وتم تسميتها بالتحريم لأن سبب نزولها كان التحريم الذي حرمه الرسول على نفسه.
الدروس المستفادة من سورة التحريم:
تبدأ السورة الكريمة بتوبيخ الله للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث حرم عليه شيئا أحله الله له قبل أن ينزل عليه الوحي. وتشدد السورة الكريمة على أن الزوجات يجب ألا يكشفن أسرار أزواجهن، وأن السر يجب أن لا ينكشف بين الزوجين أبدا. وبهذا، يقدم الله نموذجا للأسرة المسلمة السعيدة، حيث يجب على الزوجين الالتزام بعدم الكشف عن أسرارهما لأي شخص آخر.
من سورة التحريم نتعلم أنه يجب على المرء الاستعانة بالله والتوبة الصادقة عند ارتكاب الخطأ، لكي يغفر الله له خطيئته. والله تعالى أمرنا في آياته الكريمة بالجهاد وتقديم الحجج والأدلة للكفار والمنافقين لكي يؤمنوا، وقد وضع الله مثالا لامرأة فرعون التي لم تتأثر باقترابها من فرعون الطاغية الكافر، بل ظلت مؤمنة ومخلصة وصادقة في إيمانها.