اسباب سقوط الدولة الايوبية
عرف الأيوبيون في (4250) بأنهم إحدى الأسر التي لعبت دورا كبيرا في حكم العديد من المناطق في العالم العربي، وخاصة في الفترة بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي، وأن الدولة الأيوبية كان لها القدرة على السيطرة على الشام ومنطقة ديار بكر في جنوب تركيا، وشمال العراق والحجاز، بالإضافة إلى بعض الأماكن في جنوب وشرق اليمن، واختاروا دولة مصر مقرا لهم.
– “تأسست الدولة الأيوبية بقيادة صلاح الدين الأيوبي، وقد انتهت بسبب بعض النزاعات التي حدثت مع المالك في مصر ومع المغول الذين كانوا متواجدين في العراق والشام.
ما هو أصل الايوبيين
ان أصل الايوبيين قد اختلف عليه الكثير من المؤرخين، و>لك بسبب التضارب الذي يوجد في الروايات، فهناك بعض الروايات التي ترجع أصل الايوبيين الى الاكراد، وأيضا الارمان، وأذربيجان المستعربين، ولكن بنو أيوب قد أنكروا ذلك وقالوا بان اصولهم هي عربية، كما ان هناك البعض الذي يقول بان أصلهم يرجع الى قريش.
قوة الايوبيين
تمت ظهور قوة الأيوبيين من خلال عائلة نجم الدين، وهو والد صلاح الدين، واستمرت القوة في الزيادة تحت إشرافه وإشراف أخيه اسد الدين، وأظهروا كفاءتهم العسكرية الممتازة التي سمحت لهم بالترقية وتولي المناصب العليا بسرعة، حيث تولى نجم الدين بعلبك ثم دمشق، وظل في هذا المنصب حتى وفاة نور الدين زنكي.
تأسيس الدولة الايوبية
مع ارتفاع شهرة الأيوبيين في بلاد الشام كقادة عسكريين رئيسيين في المنطقة، كانت الدولة الفاطمية على وشك الانهيار، وكان هناك صراع شديد على السلطة في ذلك الوقت. لجأ أحد المتنافسين على السلطة، شاور، إلى نور الدين زنكي ليستعيد منصبه بعد أن تم الانقلاب عليه. استعان الوزير درغام أيضا بالصليبيين. أرسل نور الدين زنكي حملة قادها أسد الدين شيركوه، وكان صلاح الدين أحد القادة في تلك الحملة. حقق أسد الدين النصر واستعاد السلطة في مصر، لكنه توفي بعد ثلاثة أشهر من توليه الحكم. خلفه ابن أخيه، صلاح الدين، في الحكم واستطاع أن يمارس سيطرته في فترة قصيرة جدا. أمر بأداء الدعاء للخليفة العباسي بدلا من الخليفة الفاطمي في المنابر.
ما بعد صلاح الدين
في فترة قصيرة جدا، استطاع صلاح الدين أن يفرض سيطرته على مصر وبلاد الشام، وواجه الصليبيين بقوة، وتوفي في عهد صلح الرملة. وقسم الدولة بين أبنائه، الذين اختلفوا فيما بينهم واستقل كل منهم حكمه في إقليمه. وكانت إحدى العادات التي أسقطت الدولة الأيوبية هي شراء المماليك بكثرة. وقد نجحت المماليك في قتل آخر سلاطين بني أيوب في مصر، توران شاه، وأسسوا دولة المماليك البحرية، لكن المغول أقضوا عليهم في دمشق وحلب.
أسباب سقوط الدولة الايوبية
بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي، ظلت الدولة قوية ومتماسكة، ولكن تم تقسيم دولة الأيوبيين بين إخوته وأبنائه بعد وفاته، وهذا كان بداية الانهيار، حيث شهدوا العديد من التفرقات والنزاعات بينهم.
نور الدين تولى حكم دمشق ولكنه تصرف بشكل سيء وسبب العديد من المشاكل للدولة الأيوبية، وعثمان حمك تولى حكم مصر، وصلاح الدين شقيقه تولى حكم باقي الشام، وابن أخيه تولى حكم اليمن وأجزاء من الحجاز.
تلك التفرقات الكبيرة التي حدثت جعلت الباب مفتوح لكل الصراعات والخلافات بينهم، مما جعلت المسلمون مشغولون في انفسهم وقد نسوا العدو الصليبين حتى ان هناك عدة حروب قد نشبت بين الأفضل وبين العزيز الامر الذي انتهى بهزيمة الأفضل وتم عزله عن منصبه من ولاية دمشق واعطائها لعمه ابي بكر، ومن بعد ذلك توفي العزيز عماد الدين، فاخذ مكانه عمه أبو بكر، فكانت تلك خطوة أخرى لإعادة الدولة الايوبية الى عزها، ولكن في ذلك الوقت كان الصليبيين تشن الكثير من الهجمات الداخلية على بلاد الشام، ولكن استطاع أبو بكر ان يتصدى لها.
لكن بعد وفاة أبو بكر الأيوبي، تفرقت المملكة بين أبنائه الثلاثة، فاستولى محمد علي على مصر وحكمها، واستولى عيسى على دمشق الكبرى، واستولى موسى الأشرف على باقي بلاد الشام. وبسبب هذا التخبط والاختلاط، أصبحت هناك فرص كبيرة للعدو لتدمير الدولة الأيوبية، وشنت الحملات الصليبية العديد من الهجمات على مصر بشكل خاص. وعلى الرغم من قوة السلطان محمد، فإنه تنازل بشكل طوعي عن بيت المقدس لملك المانيا فريدريك الثاني في حملة دمياط في عام 625ه، وكان ذلك من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة الأيوبية. وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة الأيوبية، فإن التاريخ نسي تلك الإنجازات وتذكر فقط تلك الخطأ.
بعد وفاة محمد الكامل، تولى أخوه الصالح أيوب الحكم وكان أحد أفضل حكام المماليك على الإطلاق، حيث استطاع استعادة بيت المقدس وعسقلان ودمشق، ولكنه عانى كثيرا من عمه الذي كان من أكبر أعدائه، وفي نهاية حياته تعرض لهجوم الحملة الصليبية السابعة، ولكنه رابط في المنصورة وأصيب بمرض شديد أودى به إلى الموت.
لكن قامت جارية السلطان بإخفاء خبر وفاة شجرة الدر عنه، وقالت أنه لا يزال مريضا، ومنعت الناس من رؤيته، ولكنها التقت بالقادة والأمراء وأخبرتهم بالأمر وقرروا إخبار ابنه الأكبر توران شاه، والذي كان في الشام في ذلك الوقت، وفعل ذلك فجاء توران شاه وقاد الجيش وحقق النجاح الكبير وانتصر على الصليبيين.
وقد كان توران شاه يكره ابين وبعد انتصاره استدار الى زوجة ابية وقادة الجيش، وهم ما تبقوا من المماليك البحرية، وقد خطط الى التخلص منهم ومن شجرة الدر، الامر الذي جعل شجرة الدر تتآمر عليه مع قادة المماليك للتخلص منه، وبالفعل اجتمعوا عليه وقتلوه بسيوفهم وتفرق دمه بينهم، وبعدها اتفقوا على ان يولوا عز الدين ايبك التركماني، وقد كانت تلك هي بداية دولة المماليك ونهاية الدولة الايوبية.