اسباب العدوان الثلاثي على مصر

نبذة عن أزمة السويس :

كان الرئيس جمال يأمل في دعم الاتحاد السوفيتي بالأسلحة والأموال. ولكنه كان أيضا غاضبا من تخلف الولايات المتحدة عن وعدها في تقديم الأموال اللازمة لبناء السد العالي في أسوان على نهر النيل. وبالتالي، قرر جمال عبد الناصر استصدار الأموال المتراكمة من قناة السويس المستولى عليها واستخدامها في المشروع وتحقيق الحلم دون الحاجة إلى أي دعم خارجي. أثارت هذه الخطوة استياء البريطانيين الذين سعوا لدعم فرنسا، واعتبروا أن عبد الناصر يقدم الدعم للمتمردين في المستعمرة الفرنسية بالجزائر .

أزمة السويس : 1956-1957
في السادس والعشرين من أكتوبر عام 1956، قام الإسرائيليون بالهجوم أولًا لمدة يومين، وانضمت إليهم القوات العسكرية البريطانية والفرنسية، وكان من المفترض أن تشارك ثلاث قوات من الأندية القطرية في الهجوم معًا، ولكن تأخرت القوات البريطانية والفرنسية .
على الرغم من تأخرهم عن موعدهم، إلا أنهم في النهاية نجحوا في السيطرة على المنطقة المحيطة بقناة السويس من قبل القوات البريطانية والفرنسية. كان الاتحاد السوفيتي مهتما بالاستفادة من القومية العربية والحصول على موقع في الشرق الأوسط، حيث قدموا أسلحة من تشيكوسلوفاكيا إلى الحكومة المصرية ابتداء من عام 1955، وساعدوا في النهاية مصر في بناء السد العالي في أسوان على نهر النيل بعد رفض الولايات المتحدة دعم المشروع .
كان الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف ضد الغزو وهدد بإطلاق الصواريخ النووية في أوروبا الغربية إذا لم تنسحب القوى الإسرائيلية والفرنسية والبريطانية من مدن القناة .

تم قياس استجابة إدارة الرئيس دوايت أيزنهاور، الذي حذر من استخدام السوفيات بطريقة طائشة في الحديث عن الصراع النووي، الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأمور، واعتراضه على تدخل خروتشوف المباشر في النزاع. وعلى الرغم من ذلك، أصدر أيزنهاور تحذيرات صارمة أيضا لفرنسا وبريطانيا وإسرائيل للتخلي عن حملاتهم وسحب قواتهم من الأراضي المصرية .

اسباب العدوان الثلاثي على مصر :
بعد أزمة السويس، اكتشفت بريطانيا وفرنسا تأثيرها الضعيف على القوى العالمية. بدأت حرب مصر ضد إسرائيل وبريطانيا وفرنسا. وكان لكل بلد أسبابها الخاصة للمشاركة في العدوان، بما في ذلك:
تم توقيع اتفاقية بين مصر والاتحاد السوفيتي لتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تعزيز القوات المسلحة وردع إسرائيل. يذكر أن توقيع هذه الاتفاقية جاء بعد رفض الدول الغربية تزويد مصر بالأسلحة. وأثار هذا الأمر حماسة إسرائيل للمشاركة في هذا العدوان، حيث رأت أن تزويد مصر بأسلحة متطورة يشكل تهديدا لبقائها .

بالإضافة إلى دعم مصر للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي وتزويدها بالمساعدات العسكرية، مما أثار غضب فرنسا وحثتها على المشاركة في العدوان .
تأثر ربح إنجلترا بعد إعلان الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، حيث منعت من المرور في القناة، وبذلك دخلت في العدوان الثلاثي .

وكانت إسرائيل مطمئنة بشأن بعض الأندية القطرية العربية، إما أنها لا تزال بعيدة عن حدودها أو بالوقوع تحت التأثيرات الموالية لإسرائيل، أو لعجزهم عن التصدي لها عسكريا، ولكن كان يعتقد أن مصر بعد ثورة 1952 كانت عقبة في طريق طموحاتها الفعلية .
عندما أعلنت حكومة الثورة تأميم شركة قناة السويس في يوليو 1956، أتاحت للقوى الغربية الفرصة للمؤامرة ضد مصر. ووافقت كل من إنجلترا وفرنسا والقوات الإسرائيلية على تنفيذ هذه المؤامرة، والتي بدأت بمهاجمة الحدود المصرية في 29 أكتوبر 1956، وذلك عندما التقت هذه الأجندات الاستعمارية .

أسباب فشل العدوان الثلاثي على مصر
من أهم أسباب فشل العدوان الثلاثي على مصر هو شدة المقاومة والتحام الجيش والشعب المصري ضد العدوان، ولكن هناك أسباب أخرى لانسحاب الأندية القطرية الثلاثة بشكل سريع، وهي:
1- رفض الاتحاد السوفيتي الاعتداء الثلاثي
دعم الاتحاد السوفيتي لمصر وتهديده بالتدخل العسكري لوقف العدوان .
3- الدعم العربي لمصر .

* نتائج العدوان الثلاثي :
تحتفل محافظة بورسعيد في الثالث والعشرين من ديسمبر من كل عام، بسبب إجلاء قوات العدوان البريطانية والفرنسية من بورسعيد في عام 1956 .
– انسحبت إسرائيل من سيناء في بداية عام 1957، وانسحبت أيضًا من قطاع غزة .

تشمل مهام القوات الدولية في حالات الطوارئ وضعها على طول الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل .
لا يخفى أن مصر لم تحقق النصر العسكري الكامل، لكن الانتصار السياسي الكبير كان قد تحقق .