ادعية ليلة القدر
تعد ليلة القدر من أعظم ليالي شهر رمضان المبارك، وينتظرها الكثيرون من المسلمين ويحرصون على التقرب من الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة مثل الصلاة والدعاء، عسى أن يحظوا بعفو الله عز وجل ورضاه .
أولاً نبذة عن ليلة القدر
تعد ليلة القدر من خير الليالي وذلك لأن نزل بها القرآن الكريم و هنا نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) صدق الله العظيم .
ومن يحظى بنعمة الله سبحانه وتعالى بأداء صلاة الليلة المباركة يحصل على ثواب وأجر عظيم، وأوضح لنا الإمام ابن باز رحمه الله أن القيام بالأعمال الصالحة مثل الصلاة وتلاوة القرآن الكريم وذكر الله سبحانه وتعالى والدعاء يعد جزءا من قيام هذه الليلة المباركة .
يؤكد لنا الحديث الشريف عن قيام ليلة القدر أنه من قام بالصلاة في هذه الليلة بإيمان واحتساب، فإن له مغفرة ما تقدم من ذنبه، وهذا ما صدق عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
أما بالنسبة لموعد هذه الليلة المباركة فقد أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك و يتضح ذلك من خلال هذا الحديث (عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: (تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
المقصود بالتحري عن ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان هو أن تكون إما في الليلة الحادية والعشرين أو الثالثة والعشرين أو الخامسة والعشرين أو السابعة والعشرين أو التاسعة والعشرين. ولذلك يسعى المسلمون للاستفادة القصوى من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا نتذكر قول السيدة عائشة رضي الله عنها “كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان بما لا يجتهد في غيرها.” وبالطبع يجب أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ونسعى للتفاني والاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان .
أوضح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن من علامات ليلة القدر المباركة أن الشمس تشرق في الصباح دون شعاع، وتكون صافية، ويشعر المسلم خلالها بالراحة والسكينة والهدوء، بالإضافة إلى زيادة النور خلالها .
ثانياً أدعية ليلة القدر
من بين الأدعية التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سألت عائشة رضي الله عنها: إذا وافقت ليلة القدر، فماذا أقول فيها؟ فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: قلي: (اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني)، وهذا الدعاء من أفضل الأدعية التي يجب الاعتماد عليها في هذه الليلة .
يجب على المسلم أن يدعو الله سبحانه وتعالى بما يريد ويثق بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب لدعائه، ويمكن للمسلم الدعاء بالعديد من الأدعية المستحبة، مثل:
نسأل الله زيادة الإيمان وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق، ونستعيذ بالله من النار وما يقرب إليها من قول وعمل، ونسأل الله الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل .
اللهم، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل ذنب والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تترك لنا ذنبًا إلا وقد غفرته ولا همًا إلا وقد فرجته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا فيها خيرٌ إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم اذكرنا بمناسبات غفلنا عنها في القرآن، وعلمنا ما جهلنا منه، ووفقنا لتلاوته والعمل به في جميع الأوقات .
– اللهم إهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك، وإنّه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت، نستغفرك من كل ذنب ونتوب إليك .