احكام الاغتسال بعد الاحتلام
الاحتلام هو ظاهرة تحدث لجميع البشر، وفقا للغة، فإن الاحتلام يشير إلى الجماع أثناء النوم أو في الأحلام. إنه إشارة للوعي والنضج لدى الجنسين، حيث يشير إلى خروج السائل المنوي من الذكر والافرازات من الإناث أثناء النوم. وعادة ما يحدث ذلك في فترة المراهقة وبداية الشباب، ولكنه قد يحدث في أي فترة عمرية. الفقهاء يعرفون الاحتلام على أنه ما يشاهده الشخص أثناء الجماع ويؤدي إلى خروج السائل المنوي أو المذي، وهو أحد أشكال الجنابة. تم ذكر الاحتلام في القرآن الكريم كعلامة على الرشد والوعي، حيث يصبح الأطفال راشدين عند بلوغهم الحلم، فيجب أن يستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم. هكذا يوضح الله آياته، والله عليم حكيم.” سورة النور الآية 599.
هناك تصور خاطئ للإحتلام يؤكده الخبراء، حيث يشير إلى وجود هذه المادة في جسم الإنسان وضرورة خروجها، وإلا قد تسبب ضررا للشخص. تختلف وتيرة الإنبعاثات الليلية، فبعض الأشخاص يعانون من إنبعاثات ليلية في مرحلة المراهقة، في حين لا يحدث ذلك للبعض الآخر أبدا. وهذا يختلف من بلد لآخر. بعض الأشخاص يحتلمون في سن معينة، بينما يحتلم البعض الآخر طوال فترة البلوغ. ولا يرتبط الإحتلام بممارسة العادة السرية.
ليس بوسع الإنسان أن يمنع الاحتلام، ولكن يمكنه تخفيفه من خلال الأذكار وتجنب التفكير في المثيرات. ومع ذلك، السلوك السيء هو حك الفرج حتى ينزل المني. والحكمة وراء الاحتلام هي أن الله تعالى وضع هذا النظام في الإنسان عموما، سواء ذكرا أو أنثى، لتفريغ الطاقة بطرق صحيحة وسليمة، وهو من خلال الزواج. وعلى مر العصور، وجدت طرقا أخرى لتفريغ الطاقة، والاحتلام هو واحدة من تلك الطرق الغريزية التي تخرج عن طاقة الإنسان وسيطرته لتصريف القوة الجنسية. ولا يستطيع الإنسان غير المتزوج تفريغ تلك القوة، ولذلك فإنها تتم تصريفها بشكل طبيعي. وقد استدل العلماء على جوازية ذلك من خلال حديث `رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المجنون حتى يعقل`،
أحكام الاحتلام والغسل : يتساوى الرجل والمرأة في الاحتلام، وهو أمر طبيعي لا يمكن للإنسان أن يسيطر عليه. يجب على المحتلم أن يغتسل، وقد ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة الكثير عن فضل الاغتسال عند نزول المني بالاحتلام أو بدونه. إذا استيقظ الشخص النائم ورأى المني على ثيابه، يجب عليه الاغتسال، وإذا لم ير شيئا فلا يجب عليه الاغتسال
أحاديث الرسول صلّ الله عليه وسلم: قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين فخذيها الأربع ثم جهدها فإن الغسل واجب، وفي لفظ الإمام مسلم: ولو لم ينزل. ولقوله صلى الله عليه وسلم: إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة واجب الغسل.
حضرت أم سليم، زوجة أبي طلحة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسألته: يا رسول الله، هل يجب على المرأة الاغتسال إذا حلمت؟ فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا رأت الماء.
أما الغسل فهو جريان الماء على جميع أجزاء الجسد بطريقة مخصوصة:
يوضح الشيخ ابن عثيمين كيفية الغسل، ويقول أن الغسل للجنابة له نوعان: غسل جزئي وغسل كامل. في الغسل الجزئي، يجب المضمضة واستنشاق الماء وتجويف الجسم بالماء، حتى لو كانت دفعة واحدة أو بالانغماس في مياه عميقة. أما في الغسل الكامل، فيجب غسل العانة وتنظيف أي أثر للجنابة، ثم توضئة كاملة، ثم سكب الماء على الرأس ثلاث مرات حتى يبلغ جذور الشعر، ثم غسل الجزء الأيمن والأيسر ..
في الصفة الكاملة يسمي المغتسل بسم الله في حال إضافة الرحمن الرحيم فهو جائز، ثم ينوي الغسل بالقلب يغسل اليد ثم يزيل الماء على الفرج لإزالة الأذى ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه العشر إلى الماء ويخلل الشعر على الرأس واللحية ثم يحثي الرأس ثلاث مرات ثم يغدق الماء على الجسد كامل ويمرر اليد على البدن قدر الإمكان ثم ينتقل لغسل القدمين ، الصفة الحزئية ينوي الإنسان الغسل ويمر الماء على الجسد كاملًا والقدمين ومن زاد فمن السنة ومن شروط انقطاع السبب انتهاء فترة النفاس أو انقطاع الحيض أو بعد الجماع والاحتلام والنية والإسلام والعقل وتوفير الماء الطاهر ..