احقية تسمية المولود
لا يوجد خلاف بين الناس فيما يتعلق بحق التسمية للأب وليس الأم، حيث يتم تسمية الطفل باسم الأب لأنه يشتق منه. وبالتالي، فإن الأب هو الأحق في تسميته، ويتحمل مسؤولية النفقة والتعليم والعقيقة وغيرها. ولذلك، يدعى الأطفال في يوم القيامة باسم آبائهم وليس أمهاتهم. ومن يتبع أمه في الحرية والرق واللعن والزنا وغيرها من المسائل المعروفة في الفقه.
احقية تسمية المولود
– حق الأب في تسمية المولود هو الأحق، لأن الولد ينسب إلى أبيه. قال ابن القيم: `التسمية حق للأب، لا للأم. هذا من الأمور التي لا يختلف فيها الناس، وإذا تنازع الوالدين في تسمية الولد، فالحق للأب`
إذا لم يكن الأب متوفيا أو مفقودا أو مريضا يمنعه من القيام بمسؤولياته، فإن الأم هي الأحق بتسمية الطفل، وهي أولى بحضانته. ويمكن أن تسمي المرأة ابنتها، كما فعلت امرأة عمران التي سمت ابنتها مريم عليها السلام، حيث قالت: “إني وضعتها أنثىٰ” (آل عمران 36).
– قال السعدي: يشير ذلك إلى حق الأم في تسمية الطفل في حالة عدم اعتراض الأب.
ينسب الابن اسم أبيه عندما يتحدث الناس عنه، ولكن الله تعالى أمر بدعوة الناس إلى آبائهم لأن ذلك أكثر عدلاً عنده في الآية الخامسة من سورة الأحزاب.
– الولد يتبع أمه في الحرية والرق, ويتبع أَباه في النسب والتسمية وتعريف النسب والمنسوب ويتبع في الدين خير أبويه ديناً فالتعريف كالتعليم, والعقيقة وذلك واجب الأب لا للأم وقد قَال النبي صلى الله عليه وسلم “ولد لي الليلة مولود فأسميته باسم أبي إبراهيم وتسمية الرجل ابنه كتسمية غلامه”.
قال الدمياطي الشافعي، رحمه الله: ينبغي أن تكون التسمية حقا لمن له على المولود ولاية من الأب، وإن لم تجب عليه نفقته لفقره، فتكون التسمية للجد.
متى يسمى المولود
يتعين أن يسمى الطفل في اليوم السابع من ولادته في كل عام، وفقًا لقول عمرو بن شعيب، الذي نقل عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتسمية المولود في اليوم السابع، وإزالة الأذى ووضع العقد. وهذا حديث رواه الترمذي.
من الممكن أن يطلق عليه اسم إبراهيم في اليوم الأول، ويشير إلى ذلك ما رواه أبو موسى الأشعري عندما قال: `ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة`، وهذا متفق عليه.
أحكام المولود
يستحب أن يؤذن الوالد في أذن المولود اليمنى
– أول شيء يجب على الوالد أن يدخل كلمة التوحيد في أذن المولود اليمنى في البداية، فقد قال العلماء `هذا المولود أول ما يسمعه كلمة التوحيد`. وقد قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل كلمة التوحيد في أذن المولود اليمنى، وهناك حديثان حول إقامة الصلاة في اليسرى عند الولادة، لكن هذين الحديثين ضعيفان، ويقتصر الأمر على الشيء الثابت الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم. وعن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال: `رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدخل كلمة التوحيد في أذن الحسن يوم ولادته بالصلاة`
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
بعد الأذان في أذن المولود، يجب أن نستعيذ بالله باستخدام دعاء السيدة أم عمران الذي قالته في القرآن الكريم: “فلما وضعتها، قالت: رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
تحنيك فم المولود
من السنة النبوية أن يعطى المولود تمرة عند الولادة، وإذا لم يتوفر التمر فيمكن استخدام شيء ذو مذاق حلو مثل المربى أو التمر أو العسل الأبيض أو أي شيء سكري يوضع في فمه ليشعر بالحلاوة
– في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري:قال أبو موسى رضي الله عنه: أنجبت طفلا فأحضرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة بعد أن أخذها وجعلها طرية. وأضاف البخاري: ودعا له بالبركة وأعطاني إياه، وكان إبراهيم أكبر ولدي أبو موسى
قال أنس بن مالك: “ذهبت مع عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يهنئ بعيرا له في عباءة. فقال: “هل معكم تمر؟”، فأجبت: “نعم”، ثم ناولته تمرات، وألقاها في فمه، وفجأة فغر في نفس الوقت الصبي، فأخذته العباءة وأمسكته، وجعل الصبي يتلمظ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “حب الأنصار التمر”، وسماه عبد الله .
دعاء التهنئة بالمولود
السنة أن يقال “بارك الله في المولود” حتى ينشأ صالحا، وهذا من فضل الله على الوالدين، فقد قال الله تعالى: “ووهبنا له إسحاق ويعقوب ۚ كلا هدينا ۚ ونوحا هدينا من قبل ۖ ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسىٰ وهارون ۚ وكذٰلك نجزي المحسني
دعا النبي عليه الصلاة والسلام: `بارك الله لك في الموهوب وألهمك شكر الواهب وبلغ أشده ورزقت بره`.