يؤثر التعاون بين الأفراد بشكل كبير على تحقيق مصالح الفرد والمجتمع، ويجب على الأفراد التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والعملية لرفع كفاءة ومكانة المجتمع. وحتى الدين يشجع على التعاون، فحث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على التعاون بين المسلمين.
أثر التعاون على الفرد
التعاون ضرورة من ضرورات الحياة، حيث لا يستطيع الإنسان العيش وحده أو تلبية احتياجاته بدون التعاون، وذلك لأنه يعود عليه بالعديد من الفوائد.
التعاون يجمع بين الأفراد ويزيل الضغينة من قلوبهم.
يساعد هذا الأمر على إتمام المهام الكبيرة التي يصعب على الفرد تنفيذها بمفرده.
بفعل ذلك، يشعر الفرد بالثقة بقوته، وأنه لا يشكل عبئًا على المجتمع الذي يعيش فيه
– التعاون يجعل الفرد يشعر بالسعادة
يجعل الفرد يبذل كل ما لديه من جهد وقوة
– التعاون يجدد طاقة الفرد وتنشطه
– يخلص الفرد من الأنانية وحب النفس
يعتبر أحد أهم أسباب نجاح الفرد وتفوقه في حياته
تعاون الفرد يساعده على تحقيق الاحترافية في العمل المسند إليه، حيث يشارك الأعباء والمسؤوليات مع الآخرين
يتيح التعاون في العمل فرصة اكتساب مهارات جديدة والاستفادة من خبرات الآخرين
أثر التعاون على المجتمع
– يحقق الأهداف والغايات السامية مما يؤدي إلى نجاح المجتمع وتطوره مثل المعلم الذي يقوم بمهمته بصدق، والعلماء والمفكرين الذين يعملون على تطوير التعليم، وأصحاب رؤوس الأموال الذين يدعمون الأبحاث والمشاريع العلمية، والأطباء الذين يخففون من معاناة المرضى ويعالجونهم، والعمال الذين يعملون في مصانعهم، وغيرهم من أبناء الوطن الذين يساهمون بتعاونهم في الحفاظ على المجتمع واستقراره ونجاحه.
يؤدي التكافل بين الأفراد إلى تماسك المجتمع وزيادة قوته
– ينشر المحبة بين أفراد المجتمع
يساهم التعاون في تحقيق النجاح في أكبر الاستثمارات
استغلال الطاقات الكامنة لدى كل فرد بطريقة صحيحة يترتب عليه فوائد عديدة للمجتمع
يساعد على تعزيز التقدم التقني والعلمي بشكل أسرع
– يصبح المجتمع أكثر تماسك وقوة.
صور التعاون في المجتمع
إذا كان أحد الزملاء في مقاعد الدراسة بحاجة إلى فهم شيء ما، يجب علينا التعاون معه ومساعدته في فهمه.
– التعاون مع عامل النظافة في إزالة النفايات من الطُرق.
يتضمن التعاون مساعدة كبار السن والفقراء والمحتاجين.
– التعاون يؤدي إلى نجاح مؤسسات المجتمع لأن المؤسسة التي يتشارك أفرادها في العمل وفي صنع القرارات، وتقوم بتطبيقها على الواقع هي مؤسسة ناجحة لديها إدارة جيدة تطبق مفهوم التعاون، وتبث روح التنافس الشريف بين موظفيها، وتشجعهم على العمل كفريق متكامل، ويساهم أفرادها في خدمة مجتمعهم.
التعاون في الإسلام
صيغ القرآن الكريم الخطابات الجماعية بأكثر من طريقة لإظهار أهمية التعاون في الإسلام، فقد ذكرت عبارة (يا أيها الذين آمنوا) في 89 موضعا، وعبر عنها بعبارة (أيها الناس) في 20 موضعا، وذكرت عبارة (بني آدم) في 5 مواضع، وهذا يشير إلى أهمية العمل الجماعي والتعاون.
التعاون هو صفة من صفات المؤمنين وأساس من أسس الدين الإسلامي، وينبغي للمؤمن العمل بها لدنياه وآخرته
إنه أمر إلهي يتطلب من المسلم العمل به لأنه واجب عليه، ولأن انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم كان بفضل العمل الجماعي.
يجب أن يكون التعاون بين المسلمين على البر والتقوى وعلى ما حلَّ الله وأباحه، فقد قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)
في الإسلام، يعتبر التعاون رفعة وثمرة من ثمار الأخوة والقوة
يتخلى عن الأنانية والأنا المؤمن بهذا الأمر
له فائدة كبيرة ويمكن أن ينتفع بها الآخرون
وسيلة للمؤمن لتحقيق رضا الله تعالى
يعتقد الإسلام أن الأعمال لا يمكن إنجازها أو جني ثمارها إلامن خلال العمل الجماعي التعاوني
– يروى في الإسلام أن التنافس والتنازع بين الأفراد يؤدي إلى فشل وانهيار المجتماع الإسلامي
يعتبر الاعتصام بحبل الله تعالى هو الدافع الأساسي للتعاون بين المسلمين، لأن الله خلق الإنسان وهو يعلم طبعه، لذلك ينبغي تجنب التنازع والخصام في الأمور الدنيوية والمادية، والاعتصام بحبل الله والتمسك به هو سبيل الوصول إلى الوحدة والتعاون، كما قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)
صور التعاون في الإسلام
– التعاون في أداء العبادات
– التعاون في نصرة الإسلام ونشره
التعاون في إبعاد الشر عن الناس
– التعاون في طلب العلم
التعاون بين المسؤولين الذين يجمعهم مشاريع مشتركة لإنجاز عملهم بما يرضي الله في خدمة الأمة الإسلامية
– التعاون بين الدول الإسلامية في جميع المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية حتى يستفيد جميع المسلمين من خيرات الله من معادن وبترول ومياه عذبة