صحة

اثر الارتفاع فوق سطح البحر على حياة الانسان

تأثير الارتفاع الكبير على الجسم يكون كبيرا، فمع كل زيادة في ارتفاع الإنسان عن مستوى سطح البحر، يقل نسبة الأكسجين في الهيموغلوبين، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم. وحالما يصل الإنسان إلى ارتفاع 2100 متر أو 7000 قدم فإن هذا يشكل خطرا حقيقيا على حياته، لأن جسم الإنسان يمكنه التكيف مع الظروف لفترة قصيرة فقط، ولكن بعد ذلك يصل إلى حد التكيف الأقصى، وأكد المتسلقون أن الارتفاع الذي يتجاوز 8000 متر أو 26000 قدم فوق مستوى سطح البحر يؤدي إلى الموت الحتمي لعدم وجود جسم بشري قادر على التكيف مع هذا الارتفاع

اثر الارتفاع فوق سطح البحر على حياة الانسان

كثيرًا ما تحتوي الرحلات السياحية على نشاط ترفيهي خاص بتسلق برج ما أو جبل معين من أجل عيش المغامرة أو حتى بعض المنافسات الرياضية الخاصة بالارتفاع كثيرًا من مستوى سطح البحر ، ولكن الأمر هنا يحتاج بعض المعرفة بما يشكله هذا الارتفاع من ضرر على جسم الإنسان ، وتختلف نسبة التأثيرات بحسب الجسم .

يتكون الهواء على مستوى سطح البحر أو في الأعلى من عدة جزيئات، حيث يشكل النيتروجين حوالي 79.4٪ والأكسجين يشكل 20.93٪، وتبقى هذه النسبة ثابتة في كل تنفس لنا .

مع ارتفاع التضغط تدريجيا فوق مستوى سطح البحر، يتغير الضغط الجزئي للأكسجين، حيث يكون ضغطه على سطح البحر 159 مم زئبقيا، بينما يصل ضغط الأكسجين الجزئي عند قمة جبل إيفرست إلى 538 مم، ويبلغ الضغط الكيميائي للأكسجين 53 مم

في الارتفاعات الأعلى، تتفكك جزيئات الأكسجين عن بعضها، مما يجعل نسبة الأكسجين التي نحصل عليها في عملية التنفس أقل من النسبة الطبيعية، وهذا يسمى في الدراسات العلمية بـ”نقص الأكسجة .

ماذا يحدث في الجسم عند الارتفاعات العالية

بمجرد الصعود إلى ارتفاع شاهق عن سطح البحر، سنبدأ في محاولة التنفس، نظرا لندرة جزيئات الأكسجين التي نحصل عليها مع كل نفس. يحاول الجسم جلب المزيد من الأكسجين، وعلى الرغم من وجود كمية هائلة من الهواء في كل نفس نستنشقه، إلا أن الأكسجين يكون قليلا جدا في جميع أنحاء الدورة الدموية، وبالتالي يكون الأكسجين الواصل للعضلات ضئيلا للغاية مما يؤثر على الحركة .

ستقضي الساعات الأولى من الصعود في حالة فقدان الماء، مما يؤدي إلى الجفاف. إذا لم تتناول الطعام، فستحاول كبح شهيتك، مما يزيد من عملية الأيض لديك. وهذا يعني أنك تريد تحقيق نسبة أعلى من الغذاء بما يزيد عن شهيتك للحفاظ على توازن مستوى الطاقة في جسمك .

يبدأ جسم الإنسان في التكيف مع هذا الارتفاع الشاهق ونقص الأكسجين بعد مرور عدة أيام أو أسابيع، ومع ذلك، تستمر الرئة في المحاولة لجلب المزيد من الأكسجين من خلال نفس طريقة التنفس الأولية في الارتفاع، كما يزداد نسبة الهيموجلوبين أو البروتين في الدم الذي يحمل الأكسجين. وعلى الرغم من أن الجسم يحاول تعويض نقص الأكسجين ويتكيف مع الوضع الجديد، فإن الأداء البدني يتأثر بشكل ملحوظ. لذلك، لن تتمكن من ممارسة نفس معدلات النشاط البدني التي كنت تفعلها على مستوى سطح البحر، وأقصى نشاط رياضي يمكن القيام به هو الألعاب الرياضية مثل رمي الكرة وضربها

الإصابة بالغثيان

تظهر أعراض مرض الارتفاع الحاد عند العديد من الأشخاص الذين يتعرضون للارتفاع الشديد أو المتوسط، وتتضمن هذه الأعراض الصداع والغثيان والخمول والنوم المضطرب والدوار، وتحدث هذه الأعراض عادة بعد 6 إلى 48 ساعة من الارتفاع .

يؤثر هذا الشكل من التأثير على بعض الأشخاص عادةً عندما يصعدون إلى ارتفاعات تصل إلى 2500 مترًا بشكل سريع. لذلك، ينبغي على المتنزهين في المناطق الجبلية العالية تجنب الصعود بسرعة .

اشخاص معرضة لخطر الارتفاع

إذا لم يكن الشخص لديه سجل تاريخي عن تأثره بارتفاعات سابقة له ، فإن من الصعب جدًا التنبؤ بمن سوف يتعرض لخطر صحي جراء الارتفاع ، حتى في الأوساط الرياضية ، فإن اللياقة البدنية العالية ليس لها علاقة بهذا التأثر ، ولكن في حالة قال أحد الأشخاص أن استجابته منعدمة لمصادر الأكسجين الصناعية التي تعوض عن نقص الأكسجة ، فهو سوف يعاني من تلك الأعراض ، وذلك لأن بعض الأجسام لديها قدرة منخفضة على مقاومة نقص الأكسجين .

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل اضطراب الثلاسيميا قد تؤثر على قدرة الدم على حمل الأكسجين، ويزيد ذلك من خطر الإصابة بمضاعفات

السكان الأصليون للمناطق المرتفعة عن مستوى سطح البحر

لا يعد هذا الأمر مجرد مهاترات، بل يختلف أجسام سكان الارتفاعات الأصليين بشكل نسبي عن أجسام سكان المناطق المنخفضة عن سطح البحر، وتتمثل هذه الاختلافات في ما يلي:

  • يتميز سكان المناطق الجبلية في نيبال بقدرتهم البدنية الأكبر بالمقارنة مع غيرهم، حيث يتميزون بتسلق الجبال بصورة رائعة، وهم السكان الأصليون لهذه المناطق العالية .
  • تتميز أجسام السكان الأصليون للارتفاعات بأن حجم رئتيهم أكبر من حجم رئتي الآخرين، مما يجعلها أكثر كفاءة في نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، سواء خلال النوم وأوقات الراحة أو خلال الأوقات العملية مثل التمرين .
  • هناك جدل كبير حول ما إذا كانت هذه الطبيعة تم اكتسابها من الارتفاعات أم أنها عوامل وراثية، ومع ذلك، فإن الأمر الحاسم هو أن لدى هؤلاء السكان قدرة كبيرة على التكيف مع نقص الأكسجة حتى عند المستويات المنخفضة .
  • يمكن لأي شخص يعيش على ارتفاعات مرتفعة أن يتكيف مع ذلك عن طريق إجراء تمارين الاعتدال التدريجي ليتمكن جسمه من مواجهة نقص الأكسجين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى