علم وعلماءعلماء

ابن حزم الأندلسي

ابن حزم الأندلسي هو واحد من أبرز علماء الأندلس، ويعتبر أيضا من أفضل علماء المسلمين، ولقد كان فقيها ظاهريا وإماما وناقدا ومحللا وفيلسوفا، وقد تنوعت الدراسات حوله، وكان محل اهتمام وتسليط الضوء عليه .

نسب ابن حزم الأندلسي

أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلق بن معدان بن سفيان بن يزيد هو من أصل فارسي، وكان جده يزيد مولى للصحابي يزيد بن أبي سفيان، وكان جده خلف بن معدان هو من أوائل الذين دخلوا الأندلس في صحبة ملك الأندلس عبد الرحمن الداخل عام 1845 .

نشأة ابن حزم الأندلسي

ابن حزم الأندلسي ولد في قرطبة عام 384هـ، وقضى حياته في الأندلس. وكان والده من أهل قرطبة الكبار. وأمضى أبو محمد فترة شبابه في قصر والده الذي كان أحد وزراء المنصور بن أبي عامر وابنه المظفر بعده. وعاش مع أخيه أبي بكر الذي كان أكبر منه بخمس سنوات. تربى في قصر المنصور بن أبي عامر وعاش بالقرب منه، ولذلك كان له مكانة كبيرة لدى المنصور .

تمت اعتناق الإسلام من قبل أسرة أبي محمد منذ أن كان جدهم الأعلى يزيد بن أبي سفيان في بلاد الشام، وقد شارك جدهم يزيد في الفتوحات الإسلامية، ومن ثم أصبحت أسرتهم تحتل مكانة هامة في الأندلس بعد ذلك، وتمكنوا من الحصول على قرية كاملة تسمى منت ليشم .

مناصب ابن حزم الأندلسي

شغل ابن حزم العديد من المناصب، بما في ذلك وزارة المرتضى في بلنسية، عاصمة مقاطعة فالنسيا بشرق إسبانيا. وبعد تعرضه للهزيمة والأسر خلال منتصف سنة 409هـ، عاد إلى قرطبة بعد الإفراج عنه، ثم تولى صديقه عبد الرحمن المستظفر الوزارة خلال عام 412هـ. لكنه لم يستمر في المنصب لفترة طويلة، إذ تم اغتيال المستظفر وسجن ابن حزم، ثم عفي عنه. وأعيد تعيينه في منصب الوزارة خلال حكم هشام المعتد بالله بين عامي 418: 422 هـ .

علم وآراء ابن حزم الأندلسي

خلال بداية حياة ابن حزم في القصر ، كانت النساء والجواري يلقنه ويؤدبنه ، وقد تمكن من حفظ القرآن ، كما أنه تلقى الشعر وتعلّم الخط ، كذلك فقد أخذ عن والده الكثير حيث كان والده أستاذًا يتمتع بالكثير من العلم في الفقه والتاريخ ، لذلك فقد كان له تأثير قوي في تشكيل ثقافة ابن حزم  وإطلاعه على الأحداث التاريخية المهمة وغرس معالم الزهد والصبر في قلبه .

أبا الحسن بن علي الفاسي كان أول من رافق ابن حزم في سعيه للحصول على المعرفة، وقد وصل عدد المشايخ الذين رافقوا ابن حزم إلى حوالي 60 شيخا في مجالات مختلفة، وقد أسس ابن حزم ما يعرف بالمذهب الظاهري الذي يرفض القياس الفقهي المعتمد في الفقه الإسلامي التقليدي، ويؤكد على أهمية وجود دليل شرعي واضح من القرآن أو السنة للحكم على الأشياء، وكان يدعو إلى ضرورة التمسك بالقرآن والسنة وإجماع الصحابة، وكان يرفض المصالح المرسلة ويعتقد أنها مجرد افتراضات .

خصوم ابن حزم الأندلسي

قام ابن حزم بإثارة الجدل في المناظرات التي كان يجريها حول المذهب المالكي في الأندلس، لذلك كان لديه العديد من الأعداء هناك، وحرق بعضهم لكتبه وأجبروه على مغادرة البلاد، مما جعله يشعر بالحزن الشديد .

وفاة ابن حزم الأندلسي

توفي ابن حزم الأندلسي في عام 356 هـ في قريته منت ليشم التي كان يمتلكها، وكتب بعض الأبيات لنفسه قبل وفاته عندما شعر بقرب نهايته، وقال فيها:

كأنكَ بالزوار لي قد  تبـادروا          وقيــل لهــم أودَى عليُّ بن أحمــدِ
فيا رُب محزون هناك  وضاحكٍ         وكم أدمــعٍ تذرى وخـــّد  مخـددِ

عفا الله عني يوم أرحـل ظاعناً       عن الأهل محمولاً إلى ضيق ملحدِ
وأترك ما قد كنت مغتبطاً بـهِ          وألقى الـذي آنست منـه بمرصدِ

فوا راحتي إن كان زادي مقدماً          ويـا نصَبي إن كنتُ لم أتــــزودِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى