أين يقع غار ثور ؟
غار ثور هي إحدى المناطق في غرب المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من أطهر الأماكن على الأرض بسبب قيمتها التاريخية الإسلامية. وقد مكث في هذا الغار الذي كان يعرف في السابق باسم جبل أطحل، النبي محمد وصاحبه أبو بكر الصديق لمدة ثلاثة أيام أثناء هجرتهم من مكة إلى المدينة. وقد تم تسمية هذا الجبل بجبل ثور بعدما استقر فيه ثور بن عبد مناف. ونظرا لأهميتها التاريخية، تعد هذه المنطقة واحدة من أهم المعالم الإسلامية التي يزورها الكثيرون من المسلمين أثناء تأدية العمرة أو الحج، وذلك للاطلاع على ما تعانى منه الرسالة الإسلامية. ومع ذلك، لا يوجد أي إلزام شرعي بزيارة هذا المكان أثناء تأديتهم لأداء مناسك الحج أو العمرة. ويتم ذكر الغار في القرآن الكريم، حيث يتحدث عن وقوع النبي محمد وصاحبه في الغار وما حدث لهم هناك.
أين يقع غار ثور؟ يوجد غار ثور على قمة جبل ثور الواقع في جهة الجنوب من مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية. يبعد الغار حوالي أربعة كيلومترات ويقع على ارتفاع حوالي 740 مترا فوق سطح البحر. الجبل له شكل مستدير والغار هو صخرة كبيرة تحتوي على تجويف داخلي وفتحتين، إحداهما في الجهة الشرقية والأخرى في الجهة الغربية، وطولها يبلغ مترا وربعا.
تعتبر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، من أهم الأحداث التي مرت في ذلك الوقت لبقاء أهم رسالة سماوية أنزلها الله عز وجل للبشرية، وهي الدين الإسلامي، وهي أخر الرسالات. وبالتالي، أشتهرت جميع الأماكن والطرق والشخصيات التي كانت في ذلك الحدث، ومن ضمنها غار ثور. وكانت هذه الهجرة من أحد الأسباب التي ساعدت على تثبيت قواعد الدولة الإسلامية، حيث بدأ عهد جديد بعد الهجرة، وتمكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من نشر دين الله في جميع بقاع الأرض.
أسباب الهجرة… كانت أن أهل قريش وسادتها، المشركون، يحاولون القضاء على الدعوة الإسلامية بشتى الطرق والمؤامرات، حيث كانوا يعذبون من يعتنق الدين الإسلامي هو وأهله. وفي العام الثالث عشر من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وتحديدًا في هذا الوقت، أمرهم النبي بالهجرة إلى المدينة المنورة، حيث استطاعوا الهجرة إليها ونجحوا في التغلب على جميع العقبات التي وضعها أهل قريش في طريقهم، تاركين خلفهم كل ما يمتلكونه في الدنيا، اعتزازًا بكلمة الله عز وجل ودينه الحنيف. وبعد هجرتهم، اجتمع سادة قريش ليروا ماذا يفعلون فيما يتعلق بالنبي الكريم، فمنهم من اقترح حبسه، ومنهم من اقترح نفيه وطرده، وفي النهاية وصل تفكيرهم إلى قتله. وبطريقة ما، عجزوا عن أن يأخذوا قبيلة النبي محمد عليه الصلاة والسلام (بني هاشم) الثائرة لهم، حيث تم اختيار صفوة فتيان قبائل قريش ليضربوه ضربة رجل واحد، ثم يهدروا دمه بين القبائل، ولا يبقي لبني هاشم سوى قبول الدية، ولكن الله متم نوره، وإن كره المشركون. وقد قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال 3). وفي هذا الوقت، أذن الله عز وجل لنبيه بالرحيل والذهاب إلى المدينة المنورة، ليتمكن من تكملة مسيرة الدعوة. وبعد ذلك، ذهب الرسول الكريم متخفيًا في وقت الظهيرة إلى بيت صديقه سيدنا أبو بكر، ليخبره بخبر الهجرة، فاستأذنه أبو بكر بصحبته، وكانت صحبة نعمة. وقام سيدنا أبو بكر باستئجار أحد الرجال المشركين كدليل لهم في الطريق، وكان هذا الرجل هو عبد الله بنأريقط الذي كان على علم ودراية بدروب الطريق ودهاليزه. وتم الاتفاق على أن يلتقيا به بعد ثلاثة أيام في الغار. وقامت كل من السيدة عائشة وأختها أسماء بنت أبي بكر بتجهيز العدة من متاع وطعام ومياه ما يلزم لرحلة السفر. ووصى نبينا صلى الله عليه وسلم سيدنا علي بن أبي طالب بأن يلبس بردته وينام على فراشه كي يوهم أهل قريش بعدم رحيله، بالإضافة إلى تكليف سيدنا علي بإرجاع الأمانات إلى أصحابها قبل الانضمام لهم. وبعد ذلك، بدأت الرحلة التي انتهت بسلام إلى المدينة المنورة، ومنها انتشرت الدعوة في أنحاء العالم.