أين دفن سيدنا آدم
سيدنا آدم هو أول إنسان خلق من البشر، وهو أبو الخلق جميعهم. تم خلق سيدنا آدم من الطين، وتم خلق السيدة حواء من ضلعه. لديه مكانة عظيمة عند الله تعالى، ولذلك سنناقش تفاصيل أكثر حول سيدنا آدم والمكان الذي دفن فيه.
سيدنا آدم عليه السلام
خلق الله تعالى سيدنا آدم من روحه، وأمر الملائكة أجمعين بالسجود تقديرا واحتراما وتكريما له، فسجدت الملائكة أجمعين، مطيعين لأوامر الله تعالى، باستثناء إبليس الذي رفض السجود وأدلى بقوله أنه خلق من نار ولن يسجد لإنسان خلق من طين، وبسبب ذلك غضب الله عليه ولعنه، فطلب إبليس أن يمهله حتى يوم القيامة، فأذن الله تعالى له وتوعد بأن يملأ النار بمن يتبعه.
قال تعالى في كتابه الكريم (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ*قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ*قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ*ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ*قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ).
رحم الله تعالى سيدنا آدم وزوجته حواء، وكان لهما مكان في الجنة للعيش فيه، وطلب منهم الله تعالى أن يأكلوا من أي شيء في الجنة إلا شجرة واحدة فقط، حتى وسوس لهم الشيطان فسمعوا له، مما جعل الله تعالى يطردهما من الجنة وينزلهما على الأرض.
عندما هبط سيدنا آدم والسيدة حواء إلى الأرض، توبوا إلى ربهما بسبب عدم امتثالهما لأوامره، فأجاب الله تعالى توبتهما، وجعل الأرض مكانا لهما للعيش والاستقرار والزرع.
قال تعالى عن ذلك في كتابه الكريم (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ*فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ*وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ*فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
وبقي آدم وحواء عليهما السلام على الأرض ليعرف الناس قصتهم، وليتعلموا أن عدم الاستماع إلى كلام الله والاستماع إلى كلام الشيطان يؤدي إلى إيذاء الشخص.
موقع قبر سيدنا آدم عليه السلام
عاش سيدنا آدم لفترة طويلة على الأرض، لكن لم يُعرف مقدار سنوات عمره على الأرض.
ذُكر في سورة التوراة أن سيدنا آدم عاش 930 سنة، ومع ذلك، لم يتم العثور على موقع قبر سيدنا آدم بالضبط حتى الآن.
قيل أن سيدنا آدم دفن في جبل أبي قبس في مكة المكرمة، وقيل أن سيدنا نوح حمله في تابوت في السفينة وبعد نجاته من الغرق، دفن في بيت المقدس.
يقال إن رأس هابيل قد دُفِنَ عند سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقدماه دُفِنَت عند بيت المقدس، ويُزعم أن السيدة حواء تُوُفِّيَتْ بعد حوالي عامٍ.
أخبرنا أبو هريرة أن عمر سيدنا آدم كان مكتوبًا في اللوح المحفوظ بأنه 1000 عام.
تقول العديد من الأقوال إن الله تعالى أخفى قبور جميع الأنبياء، باستثناء قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لحماية العقيدة الإسلامية.
تقول بعض الأقوال إنه عندما توفى سيدنا آدم عليه السلام، جاءت الملائكة بكفن وحنطوه في الجنة.
ورد في السنة النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “لما حضر آدم عليه السلام، قال لبنيه: انطلقوا فاجنوا لي من ثمار الجنة، فخرج بنوه، فاستقبلتهم الملائكة، فقالوا: أين تريدون يا بني آدم؟ قالوا: بعثنا أبانا لنجني له من ثمار الجنة. فقالوا: ارجعوا، فقد كفيتم. فرجعوا معهم، حتى دخلوا على آدم. فلما رأتهم حواء عليها السلام، ذعرت منهم، وجعلت تدنو إلى آدم وتلصق به. فقال لها آدم: “إليك عني، فمن قبلك أتيت، خل بيني وبين ملائكة ربي”. فقبضوا روحه، ثم غسلوه وحنطوه وكفنوه، ثم صلوا عليه، ثم حفروا له، ثم دفنوه. ثم قالوا: يا بني آدم، هذه سنتكم في موتاكم، فكذلكم فافعلوا.
قصة أبناء آدم عليه السلام
تحكي قصة سيدنا آدم في القرآن الكريم، وأول نسل له هما قابيل وهابيل اللذان اختلفا ولم يتقبل أحدهما الآخر، وكان أحدهما شريرا والآخر كان صالحا، وهذا كان أول صراع بين الخير والشر في التاريخ البشري.
بعد أن قتل قابيل هابيل، كان يحتار في ما يفعل بجثته، ولكن الله أرسل له غرابًا يحفر في الأرض، فوجد الحل في حفر قبر لأخيه ودفنه فيه