تعريف العمل
العمل في اللغة هو القيام بوظائف وأعمال بغرض تحقيق نتيجة مفيدة، وهو المجهود والوقت الذي يقوم به الفرد أو الموظف لصالح جهة ما مقابل الحصول على أجر أو ربح. وبهذه الطريقة، يحقق كل من العامل وصاحب العمل المنافع التي يسعيان إليها، حيث يحصل العامل على الربح ويحصل صاحب العمل على النجاح وتطوير عمله. ولا يتغير مفهوم العمل بناء على طبيعته، سواء كان في وظيفة حكومية أو شركة خاصة أو في حرفة مهنية أو تجارية أو صناعية. الأساس واحد، وهو بذل المجهود والوقت وتقديم الخبرة، والحصول على الأجر.
أهمية العمل في بناء المجتمعات
بعد تعريف العمل، يأتي دور توضيح أهمية العمل بالنسبة للمجتمع. فالعمل ليس مردوداً ونتائجه لا تخص الفرد العامل فحسب، بل تؤثر على المجتمع بأكمله. وهذا يعود إلى حقيقة أنه لا يمكن لأي فرد أن يعيش معزولاً عن المجتمع، حيث يؤثر عليه ويتأثر به. وبالتالي، تتمثل أهمية العمل في بناء المجتمع
- يؤدي رفع مستوى الاقتصاد في المجتمع إلى فوائد اقتصادية عظيمة، حيث يعمل ويسعى المجتمع وتدور فيه عجلة رأس المال، ويتداول العملات والمنتجات، ويطور من نفسه ومهاراته لمواكبة التقدم.
- يعتبر العمل أمرًا هامًا للمجتمع من الناحية الاجتماعية، حيث إن الفرد الذي لا يعمل يشكل عبئًا على المجتمع، ويكون محدود الأفق والمهارات، فيعيش على حساب المجتمع ولا يقدم أي فائدة لبيئته، ويصبح عبئًا على مجتمعه.
- يعد استقرار المجتمع في حد ذاته الهدف والأهمية للعمل، فالمجتمع الذي يعمل فيه أفراده هو مجتمع متقدم ومستقر على أسس ثابتة وراسخة.
- يعتبر بقاء العمل واستمراره بقاءً للمجتمع بشكل عام، فالمجتمع الذي يعمل فيه أفراده ينمو ويتطور وينتقل إلى مراحل أفضل، وترتفع أهدافه ويتجه نحو القمة.
- العمل يحقق دخلا ليس فقط للأفراد بل للمجتمع بأكمله، حيث يستفيد الفرد من أرباح عمله ويستفيد صاحب العمل من نجاح مشروعه، وتخصم الضرائب التي تنفقها الدولة على تحسين الطرق والخدمات. وتعود الفائدة بشكل أوسع لتشمل الفقراء وأصحاب الخدمات، مما يجعل المجتمع يستفيد بأكمله في إطار أهمية العمل.
- يشكل العمل دافعًا رئيسيًا لتحسين الخدمات المقدمة للأفراد على المستوى الشخصي وللمجتمع بشكل عام، ويعد مهمًا بالنسبة للمجتمع لتحسين الخدمات المقدمة للجميع. وكلما كان العمل متميزًا ومحترفًا وتلبي رغبات العملاء، كلما زاد الطلب عليه واستفاد المجتمع من تحسينه وتطويره.
- يؤدي النمو المتزايد لدخل الفرد إلى نمو مستمر في المجتمع، حيث يزداد الإنفاق ونوعية الاستهلاك للشخص، مما يؤدي إلى تداول الفوائد والربح بين الأفراد في المجتمع.
- تؤدي البطالة إلى انخفاض الإنتاج المحلي وعدم قدرة الأفراد على تلبية احتياجاتهم في المجتمع، مما يجعله يعتمد على الاستيراد ويفقد العملة. وهذا يتسبب في خسارة للمجتمع بأكمله وللإنتاج. بالمقابل، يؤدي العمل وتقليل البطالة إلى زيادة الإنتاج والتصدير والاستفادة من العمليات.
- يساهم العمل في بناء المجتمع ويشجع المستثمرين، سواء كانوا محليين أو أجانب، على استثمار أموالهم في مشاريع تصب في صالح وتطوير المجتمع.
- طبقا لكلام خبراء علم الإجتماع وعلم النفس أن العمل يحمي من كثير من الأمراض النفسية والتي لو أصابت الفرد سيكون نتيجتها على المجتمع فكل فرد لا يعيش في بيئة منفصلة بل هو جزء من مجتمع يؤثر فيه ويتأثر به وما يصيبه من أزمات أو مشكلات يرجع نتاجها على هذا المجتمع ، كذلك فإن علماء الاجتماع يؤكدون أن العمل مهم جدا لتقليل الجرائم ، سواء باستغلال الوقت أو استغلال الجهد او استغلال الطاقة أو استغلال المال لأن كل هذه الامور يمكن استغلالها في العمل أو أنها سوف تهدر في أمور لا تنفع وقد تهدر في جرائم ، وخاصة الشباب ، وجرائم تعاطي المخدرات والمواد الضارة أو الإسراف فيما يهد المجتمع ، وتضييع الوقت فيما لا يفيد.
- يتطور التعليم بتطور المجتمع ويطور العلم المجتمع والعمل وسوق العمل كلما تطور ساهم أكثر في تطور المجتمع ، وتلبية احتياجاته ، في السابق كانت مهن الطب والتجارة والهندسة ، هي مهن التعليم وخدمة المجتمع مع غيرها ، الآن أصبح التطور يشمل مجالات أوسع بتطور المجتمع واعتماده على أساليب حديثة تحتاج لمهارة وتكنولوجيا وعلوم حاسب.
- يساهم العمل في تعزيز فكرة التكافل بين أفراده، والتعاون، وفتح مصادر دخل جديدة وتحسين معيشة بعض الأفراد الذين لا يستطيعون العمل والفئات التي تحتاج إلى العناية مثل الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن. ولتحقيق ذلك، يجب أن يركز معنى قضايا العمل على أهميتها ويتعامل مع مشاكلها بطريقة صحيحة
- يجب التخلص من مشاكل الفقر ومشاكل الشباب التي تنتج عن الفراغ والتي تؤثر على المجتمع بشكل عام، حيث يمكن أن تؤدي إلى الصراع وانهيار القيم والمبادئ.
أهمية العمل في الإسلام
إذا تخيلنا حوارا بين شخصين حول أهمية العمل في الإسلام، يوضح أحدهم للآخر أهمية العمل في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وفي التراث الإسلامي بشكل عام. ويوضح كلاهما وجهة نظره حول أهمية العمل في الإسلام ويذكران النقاط التي تهم العمل في الإسلام، ويشرحان كيف أن الإسلام ينهى عن الكسل والبطالة ويحث على البحث عن الكسب الحلال والعمل، وكيف أن ذلك يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع
دور الإسلام لم يقتصر على تشجيع العمل وتوضيح أهميته للفرد والمجتمع، بل تعزز أيضا الرضا عند الله والإنفاق في سبيله ورعاية المحتاجين وغير ذلك. بذل العلماء جهودا لتوضيح ذلك من خلال قصص الصحابة والتابعين، وحتى في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي قصص الأنبياء الأخرى مثل يوسف وداود وموسى وغيرهم. فقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الخيرية في الحياة وقيمة العمل، وتوجد العديد من الأدلة على ذلك في هذه الآيات
{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]، وقال تعالى:{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 11]، وقال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
أما من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وأفضل الصدقة هي التي تعطى في غنى الشخص، ومن يتقنع يعفو عنه الله، ومن يتخلى عن الحاجة يغنيه الله» (متفق عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: «لأن يمسك أحدكم حبله ويتعب في العمل خير له من أن يأتي رجلا ويسأله فإما أن يعطيه وإما أن يمنعه» (البخاري).