أشهر شعراء الأردن
الأدب في الأردن
تتميز الأردن بشعرها المميز والحركة الأدبية التي تطورت عبر ثلاث مراحل وهي:
- الأدب زمن الإمارة
يجب الإشارة إلى أن هناك صلة بين الأردن وبلاد الشام حتى نهاية الحكم العثماني، وأن الغزوات القبلية كان لها تأثير على العلاقات بين القبائل وسكان الريف، وتسبب غياب الصحف والمجلات والمدارس التي تعلم العربية في ندرة التعليم، وأصبح التعليم مقتصرا على الكتب ومدارس الشيوخ فقط، ومعروف أن هذه الوسائل لديها مناهج قليلة وثقافة ضئيلة، وتركز فقط على حفظ القرآن وكتابة الخط العربي، ولم تتأسس أول مدرسة ثانوية أردنية إلا بعد تولي الأمير عبدالله الحكم منذ سنتين، وتخرجت الدفعة الأولى منها عام 1928 ميلادي.
فأزدهر الشعر والأدب في عصر الإمارة فقد كان الشاعر عرار مصطفى وهبي التل الشاعر الأردني الأول يمثل تلك المرحلة خير مثال، فكان شاعرا فصيحا قريب من الشعب، يتحدث بأسم فقراء الأمة، ومهد الطريق للأدباء الأردنيين لإنتاج أدب مقاوم للتخلف والاستعمار، وهذا مضمون فلسفي وإنساني، سعي إلى التغيير والوصول لنقلة حضارية.
- الأدب بعد وحدة الضفتين
بعد نكبة فلسطين هاجر إلى الأردن نصف مليون لاجئ فلسطيني، وانضموا إلى المملكة الأردنية، وأصبح المجتمع الأردني خليطا بين الأردنيين والفلسطنيين بنسبة متقاربة، مما أدى إلى تضاعف عدد السكان واتساع مساحة الوطن وزيادة عدد المدارس والمتعلمين وخريجي الجامعات، فنشطت حركة الثقافة والأدب مما أدى إلى ظهور أدب جديد، يتحدث بشكل دائم حول القضية الفلسطينية، وظهرت اتجاهات أدبية متنوعة وكثرة المنتديات الأدبية وعدد الصحف.
عدد من الشعراء الأردنيين الفلسطينين كـ خليل زقطان، وفدوى طوقان، وجمعة حماد، وأسد محمد القاسم، وأمين شنار، وأيوب طه، ورحت سمرين، وكمال ناصر، ويوسف الخطيب، قدموا شعرًا تقليديًا وحرًا، حيث صدر حوالي ثمانين ديوان شعر في ذلك الوقت.
- الأدب ما بعد نكسة حزيران
بدأت مرحلة تأسيس الأدب الأردني الحقيقي في عقدي الخمسينات و الستينات. ظهرت المجلات الأدبية المتخصصة في دعم الأدب وتشجيع الكتاب. تم نشر مجلة القلم الجديد وكانت تعبر عن آراء المثقفين في الأردن. جمعت الشباب والشعراء والروائيين. زادت عدد المنابر الأدبية والمؤلفات في هذه المرحلة. تأسست رابطة الكتاب الأردنيين وانضم إليها المئات من الشعراء والكتاب. وكان عدد دواوين الشعر الأردني حوالي أربعمئة ديوان شعر. ظهرت دراستان في الشعر، وهما حركة الشعر في الضفة الشرقية لعيسى الناعوري واتجاهات شعراء شمال الأردن لمحمود محسن مهيدا.
في النهاية، يمكننا أن نقول إن الأدب الأردني يحتل المرتبة الثانية في الأدب العربي من حيث جودة إنتاجه وسلامة بنيته الفنية وانتشاره الواسع، والسبب الرئيسي وراء شهرته المحلية هو تأخر ظهور الحركة الأدبية.
من هم أشهر شعراء الأردن
هناك العديد من الشخصيات التاريخية الأردنية المهمة، ومن بين هذه الشخصيات شعراء الأردن في العصر الحديث، وعددهم كبير، إذ يتألفون من مزيج من الأردنيين الأصليين والمهاجرين من الخارج، الذين دعاهم الأمير عبدالله بن الحسين لدعم الحركة الأدبية والفكرية في الأردن، ومن بين أشهر شعراء الأردن هم
مصطفى وهبي التل
مصطفى وهبي التل ولد في عام 1899م وتوفي في عام 1994م، وهو واحد من أشهر شعراء الأردن، ومن بين العظماء في الشعر العربي المعاصر. سمي مصطفى على اسم جده، وأضيف اسم وهبي في نهاية اسمه، وذلك حسب عادة العائلات التركية التي تتطلب إضافة اسم آخر إلى اسم المولود.
كان يشبه والده وكان ذكيا ومتحمسا للعلم والثقافة، وكتابة الشعر وتلحينه. لقب بشاعر الأردن وكان اللقب الأكثر شهرة له هو العرار. تميز شعره بالجودة والمعارضة للظلم والاستعمار. ترك وراءه العديد من الكتب المترجمة والمؤلفات النثرية والشعرية، ومن بين هذه الكتب والديوانيات الأكثر بروزا: ديوان عشيات وادي اليابس، ورباعيات الخيام، وورقات عرار السياسية.
من أشهر قصائد مصطفى وهبي التل : قلت اليوم شكوى لمحبوب يلعب بمشاعري ولا يتركها، ليت ذلك الذي فجعني بالصدع يتألم به الآن إذا ما قابلته، ولا يجدي الحلف شيئًا، وإن كانت الحبيبة هربت وتركتني، كلما أن أدعو لها.
تيسير السبول
تيسير السبول هو شاعر وأديب أردني، ولد عام 1939 م في مدينة الطفيلة، أنهى دراسته الثانوية في عمان وكان من أوائل المحافظة، ذهب في بعثة تعليمية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، ولكنه تخلى عنها و درس القانون في دمشق، عمل في العديد من الوظائف الحكومية والخاصة، أنهى حياته منتحرا ضربا بالرصاص عقب حرب تشرين.
كان هذا الأديب مثقفًا وترك العديد من الأعمال الأدبية التي تشهد له بالإبداع والموهبة، وكان متنوعًا بين الشعر والنثر، حيث كتب العديد من الروايات والشعر والقصص القصيرة والمقالات والنقد الأدبي، كما ترك وراءه مخطوطًا فكريًا يتناول موضوعات العروبة والإسلام.
ومن أبرز قصائده : غجرية جثث تسقط وتموت، تمامًا كما ينتفض الطير الذبيح وتعصف الريح بالأوراق.
حيدر محمود
حيدر محمود هو شاعر أردني ولد في حيفا عام 1938م، وانتقل إلى الأردن مع عائلته عام 1948م، وأكمل دراسته الثانوية في عمان، وتخرج من كلية الحسين التي درس فيها تيسير السبول.
كان حيدر محمود شخصًا مهتمًا بالدراسة والتعلم، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الإعلام في لندن، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في كاليفورنيا، وكان أديبًا عظيمًا حيث حصل على العديد من الجوائز الرسمية والأوسمة تقديرًا لإبداعه وجهوده الأدبية.
له الكثير من الأعمال الأدبية الشعرية أشهرها : يغني شجر الدفلى على النهر في هذه الليلة، وهذا ما يُقال في حكاية الشاهد الأخير، والنار التي لا تشبه النار، ولعل.
من أبرز قصائده الشعرية : تعني الأبيات الشعرية: تمت الصفاحة وتلاشى الخلاف بين المسلمين بعد وصول النبي محمد، ولم يعد هناك خير منه. فلا تلوم شعبك المقهور، حتى وإن رأيته يشرب الخمر، فقد حُكم عليهم بالأفاقين، ولم يتواجدوا يومًا في إربد أو شيحان.
عبد الله محمد موسى رضوان
هو شاعر أردني وُلد في أريحا عام 1949 وتُوفي في الزرقاء عام 2015، حاصل على بكالوريوس الآداب من الجامعة الأردنية.
ومن أشهر أعماله خطوط على لافتة الوطن، وأما أنا فلا أخلع الوطن، والخروج من سلاسل مؤاب، وأرى فرحًا في المدينة يسعى، والنموذج وقضايا أخرى وأسئلة الرواية الأردنية، وغواية الزنزلخت، حصل على جائزة النقد الأدبي عن كتابه النموذج وقضايا أخرى، لرابطة الكتاب الأردنيين عام 1983 م ، وجائزة عبدالرحيم عمر لأفضل ديوان شعر عربي عن ديوانه يجيئون ويمضون، وحاز على وسام الثقافة الفرنسي من وزارة الثقافة الفرنسية عام 2006.
إبراهيم العجلوني
هو شاعر وأديب وكاتب صحفي أردني، ولد عام 1948 في الصريح محافظة إربد وأسمه عند الولادة إبراهيم خليل إبراهيم العجلوني، أنهى شهادة الثانوية العامة في كلية الحسين بعمان سنة 1966وتخرج منها من قبله حيدر محمود، وتيسير السبول، وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة بيروت عام 1976.
كان يشغل منصب رئيس القسم الثقافي في الإذاعة الأردنية في عام 1979، وعمل كسكرتير في مجلة أفكار التي تصدرها وزارة الثقافة، وتسلم مسؤولية رئاسة تحريرها في عام 1990. ثم عين مديرا للشؤون الثقافية في الوزارة وعمل كصحفي محرر ثقافي في صحيفة الرأي اليوم. بعد ذلك، أصبح له عمود يومي يسمى “أفق”، وعمل كمستشار في وزارة التعليم العالي، وكان مسؤولا إعلاميا في رئاسة الجامعة الأردنية. أسس مجلة المواقف وشغل منصب رئيس تحريرها.
حصل على جائزة الدولة التشجيعية من وزارة الثقافة عن كتابه فصول في الفكر العربي، وتم تكريمه من قبل الملتقى الحضاري الثقافي تقديرًا لجهوده الشعرية والإبداعية والإعلامية والفكرية. ومن دواوينه الشعرية: تقاسيم على الجراح، حينما نلتقي، وبالاشتراك، طائر المستحيل.