أسرة محمد علي

تحكمت عائلة محمد علي في مصر لمدة تقرب من قرن ونصف، وشهدت الكثير من الأحداث الهامة في تاريخ مصر، من ثورات واحتلال بريطانيا وحتى الاستقلال، ولذلك فإنها تمتلك تاريخاً طويلاً ومليئاً بالأحداث .

أسرة محمد علي

تشير أسرة محمد علي إلى الحكم في مصر خلال الفترة الوالية والخديوية والسلطنة والملكية، حيث تعاقب حكامها وشهدوا أحداثًا تاريخية هامة في تاريخ مصر العظيم حتى قيام الجمهورية، ويعتبر محمد علي باشا الجد الأول لهذه الأسرة .

محمد علي باشا

وُلد محمد علي في اليونان عام 1769، وكان الابن السابع عشر في أسرته، وكان إبراهيم أغا والده رئيس حرس المدينة .

وصل إلى مصر كجزء من القوات الألبانية التي كانت تهدف إلى حماية مصر من الحملة الفرنسية. بعد حملة الفرنسيين، تولى محمد علي قيادة الجنود الألبان، وبعد ثورة الشعب ضد خورشيد والصراعات بين المماليك والمماليك الفرنسية بقيادة البرديسي، نجح محمد علي في إقامة صداقة واضحة مع البرديسي باشا، وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك وجود المماليك الإنجليزية بقيادة محمد الألف .

في عام 1804م، تدهورت الأوضاع في مصر، وفرض البرديسي الضرائب على الأهالي حتى يتمكن من دفع رواتب الجنود الألبان، وتزعم محمد علي المقاومة الشعبية بالتحالف مع العلماء والشيوخ، وذلك بالإضافة إلى انضمامعمر مكرم نقيب الأشراف للحركة الشعبية .

تمكن محمد علي من التسوية بين جمع الأطراف ، وأطاح بخورشيد باشا ، ووصل إلى حكم مصر ، وكان أول حاكم يختاره الشعب المصري ، بالرغم من أنه ليس مصريًا ، وشهدت مصر في عهده الكثير من الإنجازات ، والتجديديات ؛ فيُعد مؤسس نهض مصر الحديثة ، وقد تولى إبراهيم باشا ابنه الحكم في عام 1848 لمرض والده ، وتُوفي محمد علي في عام 1849 .

إبراهيم باشا

إبراهيم باشا، الابن الأكبر لمحمد علي والأقرب إليه، قدم إلى مصر مع والده وأخيه طوسون في عام 1805، وتولى الحكم خلال حياة والده بسبب مرضه .

من بين أبرز مشاركاته العسكرية كحاكم لمصر، يبرز العدوان الوحشي على أهل الجزيرة العربية في نجد، وقد اعتمد إبراهيم باشا على بعض الخبراء الأوروبيين للمرة الأولى في المنطقة؛ بهدف اكتساب خبرات وتقنيات قتالية جديدة. قاد الجيش المصري في الحرب في اليونان، وفتح السودان والشام في عام 1831، وحكم مصر ولبنان وسوريا لمدة عشر سنوات. توفي في نوفمبر 1848، وبذلك يعتبر فترة حكمه الأقصر في عائلة محمد علي .

عباس باشا الأول

كان الوالي عباس باشا يعاني من الصرع، بالإضافة إلى بعض المشاكل النفسية التي تؤكد نظريته حول المؤامرة والاضطهاد وغيرها .

في عهده تدهورت الأوضاع العامة في مصر والسودان، خاصة في مجال التعليم، وكانت العلاقات المصرية الفرنسية في أسوأ حالاتها. من بين إنجازاته خطط إنشاء سكة حديدية بين القاهرة والإسكندرية والقضاء على قطاع الطرق التجارية. ولقد تم تسمية حي العباسية باسمه نظرا للقصر الذي كان يقيم فيه. توفي عباس باشا في عام 185 .

سعيد باشا

محمد سعيد باشا هو ابن محمد علي باشا ، وقد تولى حكم مصر بعد عباس باشا الأول ، وعرف بحبه الشديد لمصر ، وكراهيته للتدخل الأجنبي في شؤونها، وفي فترة حكمه قام بالعديد من الإصلاحات داخل مصر ، وزار السودان وقسمها إلى مديريات، ونفذ إصلاحات قصيرة فيها .

يعد إقرار سعيد بنتيجة إنشاء قناة السويس ومنح فرنسا حق الانتفاع فيها لمدة 99 عاما أكبر حدث في فترة حكمه. واستخدمت مصر العمال المصريين لحفر القناة دون مقابل، وفقدت مصر مليونا وربع المليون عامل مصري في هذه الأعمال. وحصلت الحكومة المصرية على 15٪ فقط من أرباح القناة. وتوفي سعيد باشا في عام 1863 .

الخديوي إسماعيل

الخديوي إسماعيل ابن إبراهيم باشا هو رائد النهضة المصرية الحديثة بعد جده محمد علي ، وعرف عنه حبه الشديد لأوروبا وحضارتها ، ولاسيما باريس ؛ ولهذا كان يُخطط لتحويل مصر إلى قطعة باريسية أوروبية في أفريقيا ، وأقام مشروع ” باريس الشرق ” الذي يهدف إلى إعادة تخطيط القاهرة ، وأوجد تجديدًا واضحًا في العمارة ، والفنون .

تم تخطيط مساحة تبلغ 1000 فدان وتعتبر مساحة كبيرة جدا في ذلك الوقت، وتم إنشاء شبكات المياه والصرف وما إلى ذلك. هذه هي إحدى أبرز إنجازاته إلى جانب افتتاح قناة السويس بعد الانتهاء من الحفر. وبسبب مفاوضاته بشأن حق مصر في قناة السويس وديونه الكبيرة لفرنسا، اضطر إلى بيع أسهم مصر في القناة إلى إنجلترا، وهذا هو السبب الرئيسي وراء احتلال إنجلترا لمصر. وتوفي الخديوي إسماعيل عام 189 .

الخديوي توفيق

خلف الخديوي توفيق والده في الحكم عام 1879، وكان شخصية ضعيفة وسيطرت عليه إنجلترا. أقال نظارة شريف باشا وأظهر أعمالا استبدادية في بداية حكمه، حيث رفض مشروع الدستور وتولى رئاسة الوزراء والعرش معا لمدة شهر. خلال هذا الشهر، عادت المراقبة الثنائية لكل من إنجلترا وفرنسا على مصر. ثم جاءت حكومة رياض باشا التي تنازلت عن حصة مصر في أرباح قناة السويس لسداد ديون مصر. شهد عهده الثورة العرابية ونزل إلى الثوار وقال لهم “ما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.” لم يشهد عهده أي تقدم أو استقرار في أحوال مصر، بل شهد المزيد من التدخل الأجنبي والاحتلال الأجنبي ذاته في عام 1882 من إنجلترا، وظل في الحكم لمدة حوالي 72 عاما. توفي الخديوي توفيق عام 1890 .

الخديوي عباس حلمي الثاني

بعد وفاة الخديوي توفيق، تولى ابنه الأكبر عباس الحكم، وقد كان أول من دعم الحركة الوطنية من أسرة محمد علي. وقد حكم عباس البلاد بطريقة ديكتاتورية، كما تدخّلت بريطانيا بشكل كبير في الشأن الداخلي لمصر خلال فترة حكمه. ومن بين الأحداث الهامة التي وقعت خلال فترة حكمه حادثة دنشواي الشهيرة، وتوفي عباس عام 1944 .

السلطان حسين كامل

تولى السلطان حسين كامل الحكم بعد عزل انجلترا للخديوي عباس حلمي الثاني ، وإعلان مصر تحت الحماية البريطانية مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 ، وخلال فترة حكمه أعطى الألقاب الهامة لكبار رجال الدولة لنيل رضاهم ، وكرهه الشعب ، وتعرض لمحاولتين فاشلتين للاغتيال ، وتُوفي عام 1917 .

الملك أحمد فؤاد

السلطان أحمد فؤاد الأول هو المؤسس الرئيسي للنظام الملكي في مصر، وبعد ذلك أصبح ملكا. ومن بين أبرز أحداث حكمه: ثورة عام 1919 ومحاولات الاستقلال في مصر، وتغيير وزارات الحكومة عدة مرات، وهي أولى التغييرات من نوعها بعد الحرب العالمية الأولى. كان يربي ابنه فاروق ويجهزه لحكم مصر منذ صغره، وقام بإجراء تعديلات على قوانين وراثة العرش، ليصبح الأمير فاروق ولي العهد في عام 1922. وتوفي الملك أحمد فؤاد عام 193 .

الملك فاروق الأول

يعود تولي الحكم للملك فاروق إلى سن السادسة عشر بعد وفاة والده، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، أصر الملك فاروق على البقاء محايدا رغم احتلال بريطانيا لمصر، وخلال الحرب اضطرت بريطانيا إلى تعيين مصطفى النحاس وزيرا للحكومة، ومن بين الأحداث الهامة التي وقعت خلال حكمه تأسيس جامعة الدول العربية وخسارة العرب في حرب 1948، مما أدى إلى زعزعة شعبية الملك فاروق، وكان الأضعف بين ملوك عائلة محمد علي، وفي عام 1952 شهدت مصر ثورة يوليو نجحت في عزله وإنهاء الاحتلال البريطاني .

الملك أحمد فؤاد الثاني

هو ابن الملك فاروق ووصل إلى الحكم في عام 1952 الذي وُلد فيه، بعد عزل والده وكان ملكًا تحت الوصاية حتى إعلان الجمهورية في مصر عام 1935 .