آيات قرآنية عن مساعدة الفقراء وتفسيرها
آيات قرآنية عن مساعدة الفقراء مع التفسير
نشأت فكرة الجمعيات الخيرية والتبرعات وغيرها من وسائل المساعدة للمحتاجين من منشأ ديني بالأساس، ومن ثم منشأ إنساني، ولكن الإسلام هو الذي حث بشدة على مراعاة الفقير والاهتمام به، بغض النظر عن دينه
ويتبين ذلك بوضوح من خلال آيات القرآن الكريم، وبالاطلاع على الآيات التالية يتضح حقيقة ذلك بشكل جلي، ومن بين الآيات من آيات مساعدة الفقراء ” إِن تُبۡدُوا۟ ٱلصَّدَقَـٰتِ فَنِعِمَّا هِیَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَاۤءَ فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۚ”. وتفسير الأية هو أن إخفاء الصدقة للفقراء خير، وكذلك ما يلي من آيات:
- إذا أظهرتم الصدقات، فهي نعمة، وإذا أخفيتموها وأعطيتموها للمحتاجين، فإن ذلك أفضل لكم، ويكفر عنكم من ذنوبكم، والله خبير بما تعملون
إن الصدقات إذا ظهرت فهي نعمة، وإذا أخفيت وأعطيت للفقراء فهي خير لكم، وتكفر عنكم من سيئاتكم، والله عليم بأعمالكم”، وهذه الآية مأخوذة من سورة البقرة، رقمها ٢١٧، وتتحدث عن الفقراء ومساعدتهم. ووفقا لتفسير مختصر للمركز التفسير، فإنها تعني “إذا أظهرتم الصدقة التي تتصدقون بها بالمال فإنها صدقتكم، وإذا أخفيتمها وأعطيتمها للفقراء فهذا أفضل لكم من أن تظهروها، لأنه أقرب إلى الإخلاص. وفي صدقات المخلصين ستر لذنوبهم ومغفرة لها، والله عليم بأعمالكم، فلا يخفى عليه شيء من أحوالكم
- يسألونك ماذا ينفقونن؟ قُلْ ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل، وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم
في سورة البقرة، الآية رقم 215، قد سئلت عن النفقة وأجبت بقولي: `قل ما أنفقتم من خير`، وهذا يعني المال الذي قدمتموه، سواء كان قليلا أو كثيرا. فأولى من يستحق ويستحق الأفضلية في الاستفادة من هذا المال هم الوالدين، الذين لهما حق البر والاحترام، ومن بينهم من يستحق أكثر، وهما الأقرباء والأيتام والمساكين وأبناء السبيل. وكل خير تفعلوه، فإن الله عليم به
من بين أعظم الأعمال العقوق هو ترك الإنفاق على الوالدين، ولهذا فإن النفقة عليهما يجب أن تكون على الابن الموسر، وإذا لم يكن هناك ابن موسر فعلى الأقرباء الأقرباء بعد الوالدين، بغض النظر عن طبقاتهم، والأقرب في القرب والحاجة يجب أن ينفق عليهم وهذا يعتبر صدقة وصلة.
واليتامى هم الأطفال الذين لا يملكون دخلا، فهم في حاجة ماسة لعدم قدرتهم على العناية بأنفسهم وفقدانهم للمعيل، فوجد الله في حكمته أن يكونوا تحت رعاية العباد ليتم تلبية احتياجاتهم والتعامل معهم برحمة ولطف. والمساكين هم الأشخاص الذين يعانون من الحاجات والضروريات، والتي تجعلهم في حاجة إلى الدعم المادي لتلبية حاجاتهم وتحسين وضعهم المعيشي
“”( وَابْنَ السَّبِيلِ ) أي: الغريب المنقطع عن بلده ويسافر، يعاني من نفقات السفر التي تؤمن له الوصول إلى مقصده، ولأن الله تعالى خصص هؤلاء الأشخاص بالصدقة لشدة حاجتهم، فأمرهم بفعل الخير والإحسان لهم ولغيرهم.
تعتبر الصدقة من أفضل العبادات والقربات إلى الله، لأنها تُذكر في اسم الخير، وبمعرفة الله عنها، يجازي الله الإنسان عليها، ويحفظها له، ويكون الثواب على حسب نية الإنسان وإخلاصه، وكمية نفقته وقلتها، وشدة حاجته إليها، وفعاليتها ونفعها
- لا يستطيع أولو الفضل والغنى منكم إعطاء الأولى لأقربائهم والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وأن يعفوا ويصفحوا؛ ألا ترغبون في أن يغفر الله لكم؟ فإن الله غفور رحيم
والأية رقم 22 من سورة النور ( لا يستطيع أولو الفضل والغنى منكم إعطاء الأولى لأقربائهم والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وأن يعفوا ويصفحوا؛ ألا ترغبون في أن يغفر الله لكم؟ فإن الله غفور رحيم )
تم ذكر في تفسيرها في التفسير الميسر في مجمع الملك فهد أنه لا يجوز لأولي الفضل في الدين والثراء المالي أن يتركوا صلة قرابتهم الفقيرة والمحتاجين الذين لا يملكون ما يكفيهم ويسد حاجتهم، والمهاجرين في سبيل الله، ومنعهم من المساعدة بسبب خطأ ارتكبوه، وأنهم يجب أن يتجاوزوا عن إساءتهم ولا يعاقبوهم. أليس ترغبون في أن يتجاوز الله عنكم؟ فليتجاوز عنهم. والله غفور لعباده، ورحيم بهم. وفي هذا يحث على العفو والصفح، وإن كانت الإساءة تلقى ردا سيئا.
آيات قرآنية عن مساعدة الناس
يتضح من خلال الأحاديث النبوية الشريفة وآيات القرآن الكريم، أن فعل الخير والمساعدة هو جزء أصيل من تشريعات وأحكام هذا الدين، وأنه يتم الحث عليه والوعد بالجزاء عليه. ومن فضل الله وكرمه على هذه الأمة أنها تمتلك هذا الجانب الحميد في دينها
- يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات، وأولئك من الصالحين”، (آل عمران 114).
- ( وَلِكُلࣲّ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّیهَاۖ فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ ٰتِۚ أَیۡنَ مَا تَكُونُوا۟ یَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِیعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ) سورة البقرة 148.
- ( ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَـٰبَ ٱلَّذِینَ ٱصۡطَفَیۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمࣱ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدࣱ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَیۡرَ ٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِیرُ ) سورة فاطر 32.
- وإنه لشديد الحب للخير.” (سورة العاديات، الآية 8).
آيات قرآنية عن عمل الخير
إن عمل الخير بشتى أنواعه وأشكاله، جزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي، واختلف مسماه سواء أطلق عليه اسم عمل خير أوعمل الصالحات. وكل ما ينفع الناس ولا يخالف شريعة الله هو خير. لذلك، فإن باب الخير واسع وشامل للعديد من الأعمال، ومن الآيات التي تحدثت عن الخير والأعمال الصالحة ما يلي:
- وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ. ( سورة البقرة آية 110).
- وَمَا تَفۡعَلُوا۟ مِنۡ خَیۡرࣲ یَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُوا۟ فَإِنَّ خَیۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ. ( سورة البقرة آية 197).
- في الدنيا والآخرة، ويسألونك عن الأيتام، فقل: إصلاح لهم خير. (سورة البقرة الآية 220).
- تقول سورة البقرة في الآية 269: `يؤتي الحِكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا`.
- يعني ذلك أن أي خير تنفقونه سيعود إليكم مضاعفًا، وأنتم لن تُظلموا. (البقرة 272).
- تحتوي آية (104) من سورة آل عمران على دعوة للحث على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإشارة إلى أن هؤلاء هم الناجحون.
آيات قرآنية عن الصدقة
تحتل الصدقة في الإسلام مكانة عظيمة ومرموقة، وهناك جزاء كبير لمن يتصدق، وتوجد العديد من الآيات والأحاديث التي تحث الناس على التصدق وتشجعهم على ذلك، وتوجد أيضا مكافآت كثيرة في الدنيا والآخرة للمتصدقين، ومن بينها باب مخصص في الجنة لهم، وغير ذلك من الخيرات التي تشير إلى أهمية التصدق وعظم فضله، ومن الآيات التي تتحدث عن الصدقة
- لا فائدة في أسرار كثيرة إلا من يأمر بالصدقة أو المعروف أو إصلاح العلاقات بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف يحصل على أجر عظيم، كما جاء في سورة النساء الآية 114
- خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، وصل عليهم، إن صلواتك سكن لهم، والله سميع عليم.” سورة التوبة، آية 103
- إذا نجيتم الرسول، يا أيها الذين آمنوا، فقدموا بين يدي نجواكم صدقة، فذلك خير وأطهر لكم. وإن لم تجدوا، فإن الله غفور رحيم
- يذكر الآية 271 من سورة البقرة أنه إذا قمتم بإظهار الصدقات فإنها شيءٌ جيد، وإذا كنتم تخفونها وتعطونها للفقراء فهو أفضل بالنسبة لكم.
- ( یَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰا۟ وَیُرۡبِی ٱلصَّدَقَـٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِیمٍ ) سورة البقرة أية 276.
- يجب على الناس أن يعلموا أن الله هو الذي يقبل التوبة من عباده ويتقبل الصدقات، وأن الله هو التواب الرحيم، كما هو مذكور في سورة التوبة الآية 104.