ما هي اللغة التي يتكلم بها الله عز وجل يوم القيامة
هل يكلم الله الناس يوم القيامة
من أكثر الأمور التي تجعلك تتطلع لها كثيرا، وتبحث عن كافة المعلومات الكافية لكي ترضي فضولك كمسلم، هو معرفة ما إذا كان الله سوف يتكلم مع المؤمنين يوم القيامة أم لا، وما هي اللغة التي يتحدث بها الله عز وجل.
يعتبر السؤال عن ما إذا كان الله سيتحدث إلى عباده في يوم القيامة أم لا من التفاصيل الدقيقة التي سوف تناقش في ذلك اليوم وما بعده، فهل سبق لك أن سألت نفسك هذا السؤال
يجب عليك أن تعلم، عزيزي القارئ، في البداية، أن يوم القيامة هو يوم عظيم. وقد وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بأنه يوم تُشخص فيه الأبصار، ويضع كل نفسٍ حملاً حملته. وهو يوم تُرد فيه الحقوق لأصحابها، ويقتص الله من كل ظالم وكافر قد سعى في الأرض خرابًا.
يُكلم الله سبحانه وتعالى الناس، يوم القيامة، ويحاسب كل واحد منا بمفرده، ويحاسبه على عمله في الدنيا، بالخير كان أو بالشر فسوف يُحاسب، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم” مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ”
لذلك، لكل منا لقاء موعود مع الله عز وجل، يتحدث الله إليه ويفهمه العبد دون حاجة إلى مترجم، لتفسير الكلام، وبالإضافة إلى ذلك، ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم أنه سيتحدث مع أهل الجنة، فقال الله تعالى: “إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون، لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون، سلاما قولا من رب رحيم
إذا كانت تلك الآية تشير إلى شيء، فإنها تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى سوف يقول لأهل الجنة `سلام قولًا من رب رحيم`.
وروى ابن جرير الطبري في تفسيرة، عن مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ : ” أنه حدث عن عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أنه قَالَ : إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ، أَقْبَلَ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاَئِكَةِ ، قَالَ : فَيُسَلِّمُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ، قَالَ الْقُرَظِيُّ : وَهَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ : (سَلاَّمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) فَيَقُولُ : سَلُونِي ، فَيَقُولُونَ : مَاذَا نَسْأَلُكَ ، أَيْ رَبِّ ؟ قَالَ : بَلْ سَلُونِي ، قَالُوا : نَسْأَلُكَ أَيْ رَبِّ رِضَاكَ ، قَالَ : رِضَائِي أَحَلَّكُمْ دَارَ كَرَامَتِي.
ما هي اللغة التي يتحدث بها الله مع العباد يوم القيامة
ذكر في كثير من النصوص أن اللغة التي يتحدث بها الله جل وعلى هي اللغة العربية، وتبين ذلك في النصوص التي جاءت من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد أي دليل أو علامة تشير إلى أن الله يتحدث بغير اللغة العربية، فالله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، فهو سبحانه يعلم كل شيء، وهو أعلم وأدرى بجميع لغات العالم بأسرها، فلا يخفى عليه شيء، فالله يخاطب الناس يوم القيامة باللغة العربية، ويتحدث إلى أهل الجنة أيضا باللغة العربية
ما هي الأدلة على كلام الله مع عباده باللغة العربية
أشارت الأحاديث والنصوص الإسلامية إلى أن كلام الله سبحانه وتعالى مسموع ومكتوب أيضًا
حديث الله مع سيدنا موسى
- فعندما تحدث الله سبحانه وتعالى مع موسى من على ظهر الجبل، قال له: `أنا اخترتك، فاستمع لما يوحى إليك`، وذلك يعني أنه يجب عليه الاستماع جيدا لوحي الله والعمل به، والاستماع في القرآن الكريم يحدث فقط عند سماع الصوت .
- قال تعالى `وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا`، ويتضح من السورة السابقة أن الله تعالى يتحدث وينادي موسى عليه السلام، وبالتالي، التواصل والنداء يحدثان بالصوت .
- هل وصلك خبر موسى عندما ناداه ربه في واد طوى المقدس؟
احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول الله سبحانه وتعالى ” يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ قَالَ: الْعِبَادُ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْمًا ؟ قَالَ: لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةُ، قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ؟ قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ))
من خلال قول رسول الله في الحديث السابق، نستنتج أن الله سبحانه وتعالى سيرحش العباد معا، وتم استشارة أهل الشام في النص، وكانوا عراة، فسألهما عن سبب حالتهما، فأجابهما أنهما ليسا معهما حسنات، فينادي الله سبحانه وتعالى بصوت عال يسمعه البعيد كما يسمعه القريب.
ويقول أنا الملك وأنا الديان، فليس هناك أحدا من أهل الجنة قد يدخل الجنة وقد ظلم أحداً من أهل النار، وبالمثل لا يجب لأحداً من أهل النار أن يدخل النار، وله أحدا من أهل الجنة يطالبه بمظلمة، فلا يأتي لأحداً من العباد شيئاً إلا بمعادلة الحسنات والسيئات وذلك بالطبع يدل على حديث الله مع العباد باللغة العربية.
وفي حديث آخر، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: `قال الله عز وجل في يوم القيامة: يا آدم، فيقول: ها أنا هنا، مستجيبا لك ومسرعا بطاعتك.` زاد في الرواية: `والخير بيدك.` ثم ينادي بصوت عال: `إن الله يأمرك أن تخرج ذريتك بعثا إلى النار.` فيقول: `يا رب، وما هو بعث النار؟` فيقول: `من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين.` حينئذ تضع الحوامل أحمالها، وتشيب الأولاد، وترى الناس في حالة سكر وهم ليسوا سكارى، ولكن عذاب الله شديد
في هذه الحديث، يُبيِّن أن الله سبحانه وتعالى تحدث إلى سيدنا آدم وأمره بأن يخرج من ذريته أناسًا يدخلون الجنة وأناسًا يدخلون النار.
حديث الله مع أهل الجنة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا )
هل يكلم الله الكفار
من نعم الله على المؤمنين أن جعلهم يتحدثون ويرون الله يوم القيامة، وقد حرم ذلك على الكافرين، حيث يقول الله تعالى” إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “
تشير الآية السابقة إلى سخط الله على الذين كفروا، وأنه من بين أشد العذابات أن لا يخاطبهم الله ولا يتحدث إليهم، وأنهم لن يمتلكوا القدرة على رؤيته.