هل التردد مرض نفسي
هل التردد مرض نفسي
التردد يتمثل في سلوك يؤدي إلى تردد الشخص في القيام بعمل ما بسبب عدم اليقين الذي يشعر به داخل عقله، مما يجعله يتوقف قليلا قبل القيام بالعمل بسبب الخوف وعدم اليقين، ويمكن أن يعطي الأعذار لنفسه أو للآخرين.
من المؤكد أنه لا يوجد شخص في العالم بعيدا عن التردد في اتخاذ قرار ما، ولكن درجة التردد يمكن أن تختلف من شخص لآخر، فقد يؤدي التردد إلى تأخير الإنسان في اتخاذ قرار، بينما قد يصل الإنسان في حالات مفرطة من التردد الذي يعيق حياته بشكل كبير.
يمكن أن يختلف تردد الإنسان من موقف إلى آخر، فقد لا يشعر بالتردد في إلقاء خطاب أمام مجموعة من الناس، ولكن يترددفي تكوين صداقات شخصية.
بالنسبة للسؤال حول ما إذا كان التردد مرضًا نفسيًا، فالإجابة هي أن التردد قد يكون مرضيًا في بعض الحالات، وفي هذه الحالة يمكن أن يعاني الشخص من اضطراب نفسي يسمى أبو الهوس “أبولومانيا”، وهذه الحالة تتطلب العلاج النفسي.
أسباب التردد في اتخاذ القرارات
يمكن أن يختلف شدة التردد عند الإنسان بناءً على سببه، فقد يكون بسبب حالة الهوس أو اضطراب فقد الإرادة، ولكن عادةً ما يكون الخوف هو السبب الرئيسي للتردد، ويتسبب التفكير في العواقب في التردد في اتخاذ قرار بشأن فعل شيء ما، وهذه هي الأسباب العامة التي تجعل الإنسان مترددًا في حياته
- الخوف
التردد وراء الكثير من المخاوف مثل الخوف من الإهانة، وفقدان شيء ما، والأخطاء، وسوء الفهم، والرفض، وغيرها الكثير من المخاوف الصغيرة التي لا تفيد، ويمكن التعامل معها بسهولة من خلال فهمها جيداً.
يمكن بيئة الإنسان التي يعيش فيها أيضًا من صنع إنسان متردد.
- الخبرات
تجارب الأشخاص السابقة قد تسبب لهم التردد، على سبيل المثال، إذا كان أصدقاؤك يستخفون بحذائك القديم، فقد تتردد في ارتدائه مرة أخرى.
- عدم الرغبة
غالبًا ما نتردد في القيام بأشياء لا نهتم بها أو لا نحبها، فمن الممكن أن تتردد في الانضمام لدروس تعلم الموسيقى لأنك ببساطة لا تحب الموسيقى أو لا ترغب في تعلم أي آلة موسيقية، إلا أن بعض أصدقائك أو والديكمن يرغبون في ذلك.
أسباب التردد الهوسي المرضي
كما تم ذكره، يمكن أن يكون التردد حالة مرضية ويشار إليه في بعض الأحيان بشلل الإرادة، حيث يصبح الشخص مترددا لدرجة عدم قدرته على اتخاذ القرارات، ويمكن أن يؤثر ذلك على عمله وعلاقاته الاجتماعية، وتحدث هذه الحالة نتيجة للتدخل المفرط من الآباء والأمهات والضغط الشديد على الفرد في الطفولة .
هذا يزيد من تبعيته للوالدين لدى الأطفال؛ حيث يتلقون مكافآت عندما يظهرون الولاء لوالديهم ويتعرضون للعقاب عندما يظهرون سلوكا مستقلا.
الإذلال الاجتماعي هو عامل مهم في تطور التردد المرضي أو شلل الإرادة خلال سنوات نمو الطفل، حيث يشعر الأفراد الذين يعانون من التردد المرضي بالشك حول قدراتهم على أداء مهامهم وتحمل المسؤوليات والعمل بشكل مستقل، مما يؤدي إلى زيادة شعورهم بالعجز والحاجة إلى مساعدة الآخرين.
مظاهر التردد المرضي
وتشمل أعراض تلك الحالة:
- التردد الشديد أو الصعوبة في اتخاذ أي قرار دون الرجوع للآخرين لدرجة تعطل الحياة أو يصبح الإنسان مسلوب الإرادة.
- تجنب أي مسؤولية شخصية، حتى لو كانت بسيطة.
- تجنب قضاء الوقت بمفردك.
- أن يصبح الإنسان سلبيًا في العلاقات.
- التركيز بشدة على الخوف من التخلي عن الشخص
- أن يتأثر بسهولة عند مواجهة الانتقاد أو الرفض، حتى لو كان بسيطا.
تشخيص التردد الهوسي المرضي
يقوم الأطباء بتقييم حالة أبو الهوس أو التردد المرضي عن طريق إجراء تاريخ طبي كامل وفحص جسدي، حيث لا توجد اختبارات معملية محددة لتشخيص هذه الحالة، ومع ذلك، يجب استبعاد الأسباب الجسدية للأعراض التي يشعر بها المريض. ولهذا السبب يتم إجراء الفحوصات التشخيصية.
إذا لم يكن هناك سبب مادي للأعراض، يتم إحالة الشخص إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو أخصائي رعاية صحية مدرب خصيصًا لتشخيص وعلاج الأمراض العقلية، ويستخدمون أدوات مقابلة وتقييم تم تصميمها خصيصًا لتقييم حالات الهوس.
يجب أن يأخذ في الاعتبار عوامل محددة مثل العمر والعوامل الثقافية عند تشخيص التردد اللاإرادي المرضي.
علاج التردد المرضي
عموما، لا يسعى الأفراد إلى العلاج من التردد الناجم عن الضغط الأبوي في مرحلة الطفولة، بل بدلا من ذلك، يسعون للعلاج عند ظهور مشكلة في حياتهم، مما يؤدي إلى التفكير أو السلوك المرتبط بهذا الاضطراب في الشخصية. وإذا كانت المشكلة كبيرة جدا ولم يعد بإمكانهم التأقلم، يضطرون إلى البحث عن العلاج، خاصة إذا أدى ذلك إلى تطور مشكلات أخرى مثل الاكتئاب أو القلق.
يعتبر العلاج النفسي الشكل الأساسي لمعالجة مشكلة التردد النفسي، إذ يهدف إلى مساعدة الفرد على زيادة نشاطه واستقلاليته، وتعلم كيفية تطوير علاقات صحية. يفضل العلاج ذو المدى القصير، حيث أن العلاج طويل الأمد قد يؤدي إلى اعتمادية على المعالج. عادة ما يساعد تدريب الفرد على تنمية الثقة بالنفس.
كيف نتغلب على التردد
إذا كنت تعاني من حالة تردد شديدة تعيق قدرتك على اتخاذ القرارات، ولكنها لا تصل إلى مستوى الهوس المرضي، يمكنك التغلب على هذه المشكلة بنفسك دون الحاجة إلى استشارة أخصائي نفسي، ولكن عليك تغيير بعض السلوكيات الخاصة بك للتغلب على مخاوفك والتخلص منها، حيث أن الخوف هو السبب الرئيسي وراء التردد.
- افهم مخاوفك
فهم الحقائق والواقع الكامن وراء مشاعرك مثل الخوف ، فعندما نفهم حقيقة مشاعرنا نستطيع أن نصل لحلول لكافة مشاكلنا، فاسأل نفسك دائمًا عن خوفك الذي يدفعك للتردد تجاه أمر ما وحاول أن تتعامل بالحقائق والمنطق فربما تكتشف أن الخوف الداخلي الذي يمنعك من اتخاذ قرار يمكن حله والتغلب عليه.
- صدق أنك مثالي
من الضروري دائمًا أن تثق بنفسك حتى تتمكن من التغلب على مشكلة التردد في حياتك، ويمكنك ذلك من خلال تذكر بعض القصص الجيدة حول قرارات ناجحة قمت بها في السابق.
- انتقل إلى أماكن وأشخاص جدد
حاول الانتقال إلى أماكن غير مألوفة والتفاعل مع الغرباء، فهذا سيساعدك على التغلب على التردد وبناء الثقة بنفسك بشكل كبير، وهذه قد تكون خطوة صغيرة ولكنها مهمة .
- التعلم
حاول أن تتعلم أشياء جديدة في كل الأوقات، وعندما تفعل شيئًا بقصد التعلم وتختار ذلك، فلن يكون لديك داعٍ للقلق بشأن الفشل أو التعرض للإهانة.
- الممارسة
تحتاج دائمًا إلى ممارسة الخطوات السابقة بانتظام، لأن تغيير طبيعتك وسلوكياتك يستغرق بعض الوقت.