دراسة يابانية المسكنات لا تعجل بوفاة المصابين بالسرطان المزمن
بسم الله الرحمن الرحيم (والله خير حافظا) صدق الله العظيم. الحمد لله الذي يحمينا ويرعانا ويحافظ علينا. الحمد لله الذي يبتلينا بالأمراض وييسر لنا العلاج ويمنحنا وسائل الشفاء. وربما كان مرض السرطان هو أصعب مرض يصيب الإنسان في هذا الوقت. في الفترة الأخيرة، تنشغل الدراسات والدول الأوروبية والعالم بأسره بالأورام الخبيثة، نظرا للزيادة المدهشة في عدد المصابين والوفيات. تجرى أبحاث للبحث عن طرق العلاج. ومن الأدوية التي يلجأ إليها المصاب خلال معاناته من هذا المرض اللعين هي المسكنات، والتي يعتبرها المصاب سبيلا للتخلص من الآلام الشديدة. تسعى الدراسات اليابانية الحديثة لتوضيح ما إذا كانت هذه المسكنات تساهم في زيادة معدل الوفيات لدى المصابين، حيث يؤدي تعاطيها بكثرة إلى تدهور الوضع الصحي للمصاب وتفاقم حالته. سيسلط هذا المقال الضوء على هذه القضية لتوضيح نتائج الدراسة .
ماهي الأورام السرطانية : تعتبر مجموعة من الأمراض ذات الخصائص المتشابهة والتي تصيب جسم الإنسان. تحدث هذه الأمراض نتيجة لتحول الخلايا الطبيعية في جسم الإنسان بسبب التلف الذي يحدث نتيجة لانقسام الخلايا، وتشكل خلايا أخرى غير ضرورية للجسم، مما يؤدي إلى تشكل كتل وتجمعات تسمى الأورام. كما يمكن أن يحدث انحراف وتغير في المواد الجينية التي تشكل جسم الإنسان نتيجة تعرض الشخص لأشعة غير صحية ومواد كيميائية.
ما أنواع الأورام : تنقسم الأورام إلى نوعين، الأورام الحميدة والأورام الخبيثة. الأورام الحميدة هي تجمعات وكتل يمكن إزالتها جراحيا وغالبا لا تعود مرة أخرى ولا تشكل خطرا على صحة الإنسان. أما النوع الثاني فهو الأورام الخبيثة التي تنشأ بسبب عدم قدرة الجسم على مواجهة الأنسجة والأعضاء الجديدة وتنتشر بسرعة عبر الدم والجهاز اللمفاوي لتسبب ضررا كبيرا في أجزاء الجسم.
تظهر أعراض مشابهة لجميع أنواع الأورام على المصابين بالسرطان، وتتضمن مجموعة من الأعراض مثل
يتميز ظهور ورم أو تجمع غير طبيعي في جسم الإنسان، المعروف باسم تكتل، ويحدث في منطقة أو جزء معين من الجسم .
2- ارتفاع درجة الحرارة والإرهاق والكسل في جسم الإنسان
3-تغير في وزن الجسم بالأنخفاض .
علاج مرضي السرطان : بعد اكتشاف المرض وتحديد نوعه، سواء كان خبيثا أم حميدا، يقوم المعالج باتباع اللازم من فحوصات وأشعات وعمليات لاستئصال الورم أو الجزء المصاب بالورم، ومن ثم يحدد جلسات وجرعات كيماوية ومسكنات.
دراسة يابانية حديثة تقول أن المسكنات لا تعجل بوفاة مريض السرطان. أجريت في اليابان دراسة حديثة حول تأثير المسكنات على صحة مرضى السرطان الميؤس من حالتهم. هل ستؤدي كثرة تناول المسكنات إلى تعجيل وفاتهم بتدهور حالاتهم الصحية؟ تزعم هذه الدراسة العالم “ايسيكي مايدا” كبير الأطباء بجامعة أوساكا اليابانية. وقد دفعت مايدا للدراسة حقيقة وجود مجموعة من الناس يشعرون بالذنب البالغ تجاه مرضاهم المفقودين نتيجة تدهور حالاتهم الصحية. فهؤلاء الناس متصورون خطأ أن المسكنات قصرت أعمارهم. ومن هنا، تزعم مايدا وفريقه الطبي الدراسة لتوضيح آثار المسكنات في تعجيل الوفاة. وقام مايدا وفريقه بتحليل بيانات حوالي 1827 مريض يعانون من مرض السرطان في حالات متأخرة جدا، وكان حوالي 269 مريضا منهم يتناولون مسكنات قوية. وأظهرت الدراسة أن المرضى الذين تناولوا المسكنات عاشوا لمدة 22 يوما أطول من المرضى الذين لم يتناولوا المسكنات، وهكذا كان هناك فارق بين من تناول المسكنات ومن لم يتناولها.
ما توصلت اليه الدراسة اليابانية من نتائج حول تعاطي المسكنات : أجابت هذه الدراسة على العديد من التساؤلات التي كانت تشغل بال الكثيرين الذين شعروا بالذنب بسبب السماح لأحبائهم بتناول المسكنات في الأيام الأخيرة من حياتهم، حيث كانوا يعتقدون أن المسكنات قد تسرع من وفاتهم. وأوضحت هذه الدراسة أن تناول المسكنات لا يزيد من خطر الوفاة، وأعطت الدراسة أيضا الإشارة إلى ضرورة إجراء دراسات أخرى لتحديد تأثير تناول المسكنات على المرضى الذين يعانون من أمراض غير السرطان، حيث إن الأدوية لا تسبب وفاة المرضى المصابين بالسرطان بل تعتبر رحمة لهم لأنها تخفف من آلامهم الشديدة المصاحبة للمرض القاسي. وغالبا ما يشعر الأشخاص المحيطين بالمريض بالسعادة عند تناوله المسكنات، حيث إن ذلك يخفف الألم الذي يعاني منه المريض .
ارشادات ونصائح بشأن مرض السرطان : يتطلب الأمر الإسراع في الذهاب إلى الطبيب إذا لوحظ أي تغيير في جسمك، لمعرفة الإصابة بمرض والعلاج السريع للفائدة والنجاة بنفسك. يجب أيضا السعي للحصول على أية نصائح جديدة أو توجيهات تعزز الوقاية من هذه الأمراض في المستقبل. بشكل عام، يجب اتباع نظام غذائي مناسب والتركيز على الأطعمة المغذية التي تمد الجسم بالطاقة وتساعد الخلايا في مقاومة الأمراض والابتعاد عن الدهون والتدخين والعادات الغير صحية التي تضر بصحتك. الوقاية هي الدرع الذي نعتمد عليه للحماية من هذه الأمراض والتخلص منها نهائيا بفضل الله سبحانه وتعالى .