قصة “طه حسين كينتش” تركي عاش في السعودية و عاد لتركيا مستشارا لداوود أوغلو
قصة فريدة لرجل تركي عاش طفولته وأكمل دراسته في السعودية، ثم عاد ليصبح مستشارا لرئيس وزراء تركيا. ولد “طه حسين كينتش”، الذي يعرف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “طه التركي”، في إسطنبول بتركيا، وغادر مع والده إلى المملكة العربية السعودية عندما كان في العام الثاني من عمره. درس طه التركي المرحلة الابتدائية والمتوسطة في المدينة المنورة، وبعد قضاء 15 عاما هناك، عاد إلى إسطنبول ليكمل دراسته الثانوية ثم التحق بجامعة إزمير في كلية العلوم الاجتماعية.
كيف ساعدت طفولته في المملكة على نجاحه؟
كان لعيشه في المملكة العربية السعودية تأثير كبير، حيث ساعدته إتقانه للغة العربية على الحصول على وظيفة في مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، وعمل كمستشار له لمدة تقارب 9 سنوات حتى الآن. يتذكر طه التركي طفولته في السعودية ويتذكر ذكريات جميلة، حيث كان يتردد على مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بدراجته النارية التي قدمها له والده. وفي هذا السياق، يتذكر طه موقفا طريفا حدث له بسبب الدراجة يوم تم منعها في السعودية.
ذكريات كينتش في حارته السعودية
ذكر كينتش أنه في يوم صدور قرار منع الدراجات النارية، خرج من مدرسة تحفيظ القرآن وتقدم إليه شرطي واستولى على دراجته، وعاد إلى المنزل سيرا على الأقدام وهو في حالة حزن شديدة. كان يعيش طه، مستشار رئيس الوزراء التركي الحالي، في حارة “السحمان” بالمدينة المنورة. ويقول طه إنه تعلم من خلال إقامته في السعودية قيم الشهامة والوفاء والكرم في تلك الحارة، ويؤكد أنه لا يزال يتذكر جو استقبال شهر رمضان المبارك في المدينة المنورة، حيث تبدأ العادات الرمضانية هناك في وقت مبكر، ولا ينسى سفرة الإفطار في الحرم النبوي.
و اكثر شيء يتذكره هي الكبسة السعودية التي كان يرسلها لهم الجيران، كما يقوم السكان هناك بمساعدة الحجاج و المعتمرين و يكرمون الضيوف. و يقول طه كينتش انه رغم أنه رحل عن السعودية منذ زمن إلا أنه مازال يشتهي الأكلات السعودية، خصوصا التي تتميز بها المدينة المنورة أي الدقة في اللبن و التميس و الفول و اليغمش و المنتو. لكن بحكم عدم وجود تقنيات للتواصل في ذلك الوقت فلم يبقى كينتش متواصلا مع أصدقائه في حارة ” السحمان”، لكنه مع الوسائل الجديدة المتاحة استطاع أن يتواصل مع عدد منهم.
شهرته في مواقع التواصل الإجتماعي
عرف حسين كينتش في مواقع التواصل الإجتماعي باسم “طه التركي” خصوصا لدى السعوديين، بعدد من المواقف، التي كان بطلها لحل مشاكل السياح السعوديين في إسطنبول و جعل حسابه في تويتر منصة لهم. ذلك لأنه يفرح كثيرا عندما يرى السعوديين يزورون تركيا، كما أنه غالبا ما يذهب إلى المناطق السياحية في تركيا كساحة السلطان أحمد أو ميدان التقسيم فقط للبحث عن السعوديين و التحدث معهم و التعرف عليهم. يعتبر طه السعودية أرضا يحبها و يحب شعبها و مستعد دائما لحل مشاكلهم في تركيا.
و يرجع الفضل كذلك لوالده “رحمه الله” حيث يقول أنه لم يسمع يوما من والده كلمة سيئة عن المدينة المنورة أو السعودية أو سكانها و لأنه قدوة تعلم منه حب السعودية التي تحبه بدورها. و أضاف طه كينتش بأنه في المملكة العربية السعودية يعيش أناس قلوبهم من ذهب يقول سبحان الله رغم كل السلبيات في العالم إلا أن سكان السعودية يعيشون في فانوس و يحافظون على خصالهم الطيبة.