ادبفنون

ما الفرق بين السمفونية و الطقطوقة

السمفونية

تعني كلمة السيمفونية مزيجا من الأصوات، وهي كلمة يونانية الأصل، وتطلق على السوناتات المكتوبة لأوركسترا كاملة التكوين التي تؤدى جماعيا بدلا من الأداء الفردي. وتعتمد السمفونية في التعبير الموسيقي على إبراز الأداء الجماعي الذي يرتفع إلى مستوى فلسفي، من خلال إعطاء الشخصيات أدوارا تتناسب مع طبيعة الصوت الآتي منها وتمنحها دورا في النسيج الموسيقي.

أصبحت السمفونية تعمل مع المسرحية حيث يشرح حوار الممثلين الموضوع بالإضافة إلى موضوع السمفونية، ويتم ذلك من خلال الحوار الفردي أو المشترك بعناية وترتيب، حيث يتبادل الجميع الحوار ويتجاوبون مع بعضهم البعض في التعبيرات الصاخبة والعواطف الدرامية العنيفة، وذلك عن طريق أداء ألحان متناغمة أو مجموعات صوتية تم تحديدها من قبل المؤلف لخلق جو عاطفي أو بطولي أو درامي وفقا للموضوع أو الوضع.

بلا شك، فإن ألوان الآلات الموسيقية المختلفة في الأوركسترا تمنح المؤلف لوحة غنية من الألوان التي يمكنه من خلالها التعبير عن مشاعره وعرض صور صوتية لجوانب الطبيعة المختلفة، مثل الهدوء الطبيعي والبحر العاصف وصمت الصحراء وضوء القمر.

لم تتبع السمفونية شكلها التقليدي إلا في أواخر العصر الكلاسيكي، حيث كانت تسمى سابقا السيمفونية أي عمل فني للأوركسترا مكتوب، دون الالتزام بقواعد السوناتة والأنماط الأساسية الأخرى التي تستخدم في دار الأوبرا بعد ذلك، إذ تعتبر هذه القواعد جزءا من التطور التاريخي للسمفونية.

تمكنت الطبقة الوسطى من سد الفجوة العميقة التي تفصل بين الناس عموما والنبلاء في العصر الكلاسيكي، وذلك بفضل انتشار التعليم وتوفر الكتب عن الفلسفة والمنشورات المتنوعة التي تستكشف مختلف جوانب الثقافة. وبدلا من الاهتمام بالعظمة، اتجه الناس نحو البساطة، وأصبحوا متحمسين لإعطاء الأولوية لما يصل بسهولة ووضوح إلى عواطفهم وأفكارهم.

يُعد أحد أهم ملحني السيمفونيات في موسيقى العصر الكلاسيكي وساهم في تأسيس قواعد تأليف السيمفونيات بشكل عام

  • فرانز جوزيف هايدن.
  • لفنانج أماديوس موزارت.
  • لودفيج فان بيتهوفن.

الطقطوقة

تعد الطقطوقة شكلا من أشكال الغناء العامي، والتي تتميز عن غيرها من خلال طريقة الترتيب والتكوين والغناء. تتكون من مذهب وعدة مقاطع تسمى كوبليهات، والمفردة منها تسمى كوبله. يكرر المذهب ويتبعه غناء كراجيفي، وهو يستخدم لختم الغناء. تم إدخال هذا النوع من النظام إلى اللغة العربية بواسطة شعراء العامية في أوائل القرن العشرين، مثل يونس القاضي وبديع خيري وأحمد رامي وبيرم التونس.

تطورت الطقطوقة في الشكل والمضمون، حيث تم تمديد أو تقصير أبياتها. تنوعت الآيات والقوافي مع مجموعة كبيرة من شعراء العامية واهتم كثيرون من الملحنين والمغنين بتقديم هذا النوع من الغناء والإبداع. ولكنهم أبقوا على تركيبتها الأساسية وشكل الطقطوقة. أصبحت الطقطوقة الشكل الغنائي الأكثر شهرة في النصف الأول من القرن العشرين. غنت أم كلثوم “جمال الدنيا” من ألحان زكريا أحمد في مقام الشورى عام 1947. وبعد ذلك، اعتمدت الأغاني الحديثة هذا النمط.

الفرق بين السمفونية و الطقطوقة

تعتبر السمفونية هي تركيبة موسيقية تتكون من حركة واحدة على الأقل، وعادةً ما تكون مكتوبة لأوركسترا، ونشأ هذا النوع من التأليف الموسيقي في القرن الثامن عشر، ثُم تطور في أيدي بعض الشخصيات الموسيقية الكلاسيكية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفي منتصف القرن العشرين، حتى استقر على شكله الحالي.

فيما يتعلق بالطقطوقة، فهي مؤلفة من الزجل وتم تنسيقها من قبل شعراء مثل بديع خيري وبيرم التونسي وأحمد رامي. تم تحويلها إلى أغنية موسيقية بواسطة الموسيقار زكريا أحمد في الثلاثينيات. تعتمد الطقطوقة على نظام موسيقي واحد، يليه القسم الأول، ثم يتم تكراره اللازم، ثم ننتقل إلى القسم الثاني، وهكذا، ويتعين إنهاء الطقطوقة.

السيمفونية هي قطعة موسيقية رائعة يعزفها فريق أوركسترا كامل، وتتألف عادة من أربعة أجزاء أو مقاطع، وتتراوح مدتها بين 30-45 دقيقة، وتتميز كل مقطوعة بخصائصها الموسيقية الفريدة، ومن أمثلة السيمفونيات التي تتضمن Makam Rei Minor Schumann Symphony، وكل جزء منها يختلف عن الآخر في السرعة والشكل والشخصية العامة، وهذا التنوع يثري التعبير الموسيقي ويجذب الاهتمام ويظهر إمكانيات التأليف المختلفة، ومن بين أشهر الأمثلة على ذلك:

  • بيتهوفن، السيمفونية التاسعة.
  • موزارت، السيمفونية رقم 40.
  • برليوز، السيمفونية الفانتازية.
  • كورساكوف، سيمفونية شهرزاد.

ومن أبرز السّيمفونية أنّها تضم أكثر من 100 عازف، مقسمة إلى آلات وترية ومنفاخ هواء وآلات نفخ وآلات إيقاعية، وكما يوحي الاسم، فإنّها تعزف “سيمفونيات”، أي مقطوعات كبيرة تتطلب عادةً مشاركة 18 إلى 25 آلة موسيقية مختلفة، وتعتبر سيمفونية بيتهوفن وبرامز وفاجنر أفضل ما في القرن التاسع عشر.

تتميز الطقاطيق بميزة فريدة وهي أنها تحتوي على مذهب مستقل يتكرر بين الأجزاء الغنائية، وعندما ينجح لحن المذهب، ينجح اللحن بأكمله، ولذلك يعمل الملحن جاهدا على التركيز على لحن المذهب الذي يعد المفتاح للنجاح. وقد استخدم الشعراء هذه الميزة أيضا، فحاول كل منهم وضع أقوى الكلمات الفعالة والتعبيرات الجذابة في كلمات العقيدة لنفس السبب.

تتمثل الميزة الرئيسية للألحان الطقاطيق في قدرة هذا المذهب على التذكر من خلال تكرار الغناء بين المقاطع، حيث يكون أقرب إلى جزء من جمهور العمل، وغالبًا ما يتذكر الجمهور المذهب ويكرره مع المغني، بينما يترك الغناء الباقي للتأكد من صوته.

ويعتبر السبب في تكرار المقاطع في الطقاطيق هو استخدام الملحنين لتراكيب خفيفة وجذابة في تأليف العقيدة حتى تتمكن آذان الجمهور من اختيار وتأجيل الإنجازات الفنية الصعبة والمعقدة للجوقات التي يؤديها المطرب نفسه  ولذلك لجأ العديد من الملحنين إلى استخدام الجوقات في العقيدة بدون مطربين في انتظار أن تكون الجوقة فارغة ويبدأ الغناء.

وقد ساهمت هذه الميزة بشكل كبير في انتشار العديد من الأغاني في لغات البشر، وحتى نقل ألحانها من جيل إلى جيل. وهناك مثال مشهور على ذلك، وهو الطقاطيق التي ألفها سيد درويش، والتي استطاعت أن تصل إلى أذن المستمعين عبر الأجيال المتعاقبة. بينما لم تنجح أدوار سيد درويش، الذي هو نفس الملحن العبقري، في الوصول إلى جمهور واسع. ويبرز هذا النجاح أهمية القالب الفني كأداة لإيصال المادة الفنية للجمهور.

حقائق مثيرة للاهتمام حول السمفونية

أكبر أوركسترا سيمفونية: في عام 2013، كجزء من مهرجان كوينزلاند للموسيقى 2013، الذي أقيم في بريسبان، كوينزلاند، أستراليا، أشرف المدير الفني لمهرجان كوينزلاند للموسيقى، جيمس موريسون على أكبر أوركسترا في العالم، حيث قاد 7224 عازفا في أداء “Waltz Matilda” و “Ode to Joy” و “We will rock you” محطما الرقم القياسي في موسوعة جينيس للأوركسترا.

أطول سيمفونية مؤلفة على الإطلاق: آخر سيمفونية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية هي سيمفونية تستمر لمدة 13 ساعة لريتشارد رودجرز ورسل روبرت بينيت، وتم تجميعها كتسجيل صوتي لسلسلة وثائقية “الحرب العالمية الثانية” على مدار 26 ساعة من عام 1952 إلى عام 1953.

أقدم أوركسترا سيمفونية: وفقًا للأوركسترا الملكية الدنماركية، فهي أقدم أوركسترا سيمفونية لا تزال تعمل حتى اليوم، وتعود أصولها إلى عام 1448 عندما خدمت مجموعة من الموسيقيين الملك كريستيان الأول كقائد للبوق الملكي طوال تاريخها البالغ 550 عامًا، حيث كانت بمثابة “سلسلة غير ذات صلة من فرق أوركسترا البلاط المتنوعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى