الوقاية الصحية

متى يتجدد الدم في جسم الإنسان ؟.. ومتى يعوض الدم المفقود

خلايا الدم الحمراء

يقدر متوسط كمية الدم في الشخص البالغ بحوالي 10 باينتات من الدم، أي ما يعادل حوالي 8٪ من وزن الجسم. يتم التبرع بحوالي نصف لتر من الدم، وبعد ذلك يتم إحلال وتعويض جميع الخلايا والسوائل التي تم فقدانها بشكل مدهش من قبل جسم الفرد. يوجد داخل جسم الإنسان ملايين من خلايا الدم الحمراء التي تم إنتاجها وتطويرها ووفاتها كل ثانية

عند التبرع بالدم، يفقد الجسم خلايا الدم الحمراء ويحتاج إلى مجهود إضافي لاستبدالها، وتشعر الخلايا الكلوية المحيطة بالأنابيب بنقصان مستوى الأكسجين في الدم بسبب فقدان الخلايا الحمراء، فيبدأ إفراز بروتين يسمى إريثروبويتين وينتقل عبر الدورة الدموية إلى نخاع العظم الدهني في التجاويف العظمية

باستخدام نخاع العظم، يتم إنتاج الخلايا الجذعية التي تعد الأساس لإنتاج الخلايا المختلفة في الدم، مثل الخلايا الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. يقوم الإريثروبويتين بإرسال إشارة للخلايا الجذعية لتحفيز تحولها إلى خلايا حمراء بدلا من البيضاء أو الصفائح الدموية.

الصفائح الدموية

ينتج الجسم كميات هائلة وكبيرة من الصفائح الدموية التي يمكن أن تصل إلى 100 مليار في اليوم، وهذا هو السبب وراء عودتها إلى مستوياتها الطبيعية داخل الجسم بسرعة وغالبًا في غضون أيام قليلة، كما تشكل الصفائح الدموية الصغيرة التي تبدأ الجلطة نسبة أقل من 1٪ من مجرى الدم

الخلايا البيضاء

يبدأ جسمك في عملية إعادة بناء إمداد الخلايا البيضاء التي تحارب أي عدوى، حيث تشكل الخلايا البيضاء نسبة 1% أو أقل من مجموع الدم.

البلازما

وهو السائل الذي يحمل حول الخلايا الحمراء والبيضاء وكذلك الصفائح الدموية داخل الجسم، كما يتم استبدال البلازما المفقودة في التبرع بالكامل خلال من 24 إلى 48 ساعة، وتشكل البلازما نسبة حوالي 55٪ من مجرى الدم، ونظرًا لأن الصفائح الدموية تتجدد بسرعة يمكنك التبرع بها كل سبعة أيام حتى 24 مرة في السنة.

إذا قمت بالتبرع النموذجي بالدم الكامل، فيجب عليك الانتظار 56 يومًا للتأكد من عودة عدد خلايا الدم الحمراء إلى المستويات الطبيعية داخل الجسم، وإذا تبرعت بخلايا الدم الحمراء فقط، فيجب عليك الانتظار 112 يومًا، حيث يتم جمع خلايا حمراء أكثر من التبرع بالدم الكامل

متى يتجدد الدم في جسم الإنسان

ينتج الجسم حوالي مليوني خلية حمراء جديدة كل ثانية لذلك يستغرق الأمر عددًا من الأسابيع لتكوين مخزون منها مرة أخرى، كما أن المدة التي يمكن للجسم أن يعوض فيها الدم المفقود متفاوتة بين الذكور والإناث حيث يحتاج الذكور إلى الانتظار لمدة 12 أسبوعًا على الأقل حتى يتم تعويض دم الجسم بالكامل ويحتاج جسم الإناث 16 أسبوعًا

حتى يتم تعويض دم الجسم بالكامل، على عكس الخلايا البيضاء والصفائح الدموية حيث يستغرق استبدال جميع الخلايا الحمراء عدة أسابيع، ولكن بالنسبة خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية تعمل عدد من البروتينات على تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في نخاع العظام وعلى مدار الأيام القليلة التي تليها تعود المستويات إلى وضعها الطبيعي.

يوجد رابط مهم بين صحتك وخلايا الدم الحمراء، حيث تحتوي هذه الخلايا على الهيموجلوبين الأحمر الذي ينقل الأكسجين في الجسم، ويحتوي الهيموجلوبين على الحديد الذي يفقد مع التبرع بالدم، ويتم تعبئة الحديد من مخازن الجسم للحديد للتعويض عن ذلك، ويزيد الجسم من كمية الحديد عن طريق الطعام والشراب. وتعتبر هذه الخلايا مصنع الدم لإمداد الجسم، وعادة ما يكون لدى الرجال مخزون من الحديد أكثر من النساء .

مستويات الهيموجلوبين في الجسم

قبل التبرع بالدم، يتم فحص مستويات الهيموجلوبين للتأكد من أن مستوى الهيموجلوبين أعلى من 125 جم / لتر للنساء و 135 جم / لتر للرجال، لأن أي نقص في الحديد يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات الهيموجلوبين. إذا لم يتم علاج هذا النقص، فقد يؤدي إلى فقر الدم والتعب.

تخزن الجسم الحديد على شكل بروتينات، ويمثل الفيريتين حوالي 70٪ من الحديد المخزن عند الرجال و80٪ عند النساء، بالإضافة إلى الهيموسيديرين. توجد البروتينات أيضا في الكبد ونخاع العظام والطحال والعضلات. إذا تم إخراج كمية كبيرة من الحديد من التخزين ولم يتم استبداله عن طريق المصادر الغذائية، فقد ينخفض مستوى مخازن الحديد ومستوى الهيموجلوبين.

وبعد التبرع تعود مستويات الهيموجلوبين لدى معظم الناس إلى طبيعتها بعد من 6 إلى 12 أسبوعًا لهذا السبب نطلب من المتبرعين الانتظار لمدة لا تقل عن 12 أسبوعًا بين التبرعات وتحديداً 12 أسبوعًا للرجال و 16 أسبوعًا للنساء للتأكد من أننا لا نخاطر بخفض مستويات الهيموجلوبين داخل الجسم على المدى الطويل.

  • الشعور بالإغماء

قد يحدث الإغماء بعد التبرع بالدم عندما يفقد الجسم نسبة كبيرة من الدم أو ينخفض نسبة الهيموجلوبين داخل الجسم، حيث تشعر الخلايا العصبية الموجودة في جدران شرايين الرقبة، والمعروفة باسم مستقبلات الضغط، بانخفاض ضغط الدم، مما يدفع الأوعية الدموية للانقباض لتعويض هذه الخسارة والحفاظ على ضغط الدم الطبيعي

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب الوقوف بسرعة كبيرة، على سبيل المثال، في انخفاض مفاجئ لضغط الدم والشعور بالدوار، في حين يعيد الاستلقاء تدفق الدم إلى المخ حيث يكون رأسك في نفس مستوى قلبك، وتساعدك أيضا الجلوس على حافة السرير مع تعليق قدميك لمدة دقيقتين على الأقل لإعادة استقرار ضغط الدم قبل الوقوف.

ماذا يحدث للجسم عند التبرع بالدم

التبرع بالدم يُعَدُّ فعلاً منقذاً للحياة ويجلب الفائدة لكل من المتلقي والمتبرع، ولمعرفة ما يحدث لجسمك عند التبرع بالدم، ينتج تأثير ذو مدى قصير

تأثير تبرع الدم على الجسم لفترة قصيرة

في الأيام التي تلي التبرع بالدم، يتم تجديد الخلايا الحمراء بمعدل عال، حيث يستلم النخاع العظمي إشارات تدل على تقليل مستويات الأكسجين العامة بسبب فقدان الخلايا الحمراء، وبالتالي يزيد إنتاج الخلايا الجذعية التي تتطور في النهاية إلى خلايا حمراء أو بيضاء أو صفائح دموية، ويكون لهذا التأثير المباشر على الجسم نتيجة التبرع بنصف لتر من الدم تأثيره في فقدان خلايا الدم الحمراء.

في المدى القصير أيضا، قد تعاني بعض الأشخاص الذين يتبرعون بالدم من أعراض مثل الصداع أو التعب أو الغثيان بسبب فقدان الحديد والماء المرتبط بفقدان مكونات الدم بشكل مفاجئ. ومع ذلك، ستمر هذه الأعراض بسرعة عندما يتم تجديد المخزون داخل الجسم. للحد من أي ردود فعل سلبية، من المهم أن يكون المتبرعين مستعدين للتبرع بالدم عن طريق تناول وجبة غنية بالحديد وشرب الكثير من السوائل. كما يجب استبدال السوائل فور التبرع والحفاظ على تغذية الجسم بشكل جيد لاستعادة مستويات الدم إلى طبيعتها وتلاشي أي أعراض غير مرغوب فيها.

فوائد طويلة المدى لجسمك عندما تتبرع بالدم

تكشف الكثير من الدراسات عن العديد من الفوائد المحتملة للتبرع بالدم بانتظام ووفقًا للمجلة الأمريكية لعلم الأوبئة فإن 88٪ من المتبرعين بالدم أقل عرضة للإصابة بنوبة قلبية، وقد يكون هذا جزئيًا لأن التبرع بالدم يساعد على تدفق الدم مما يمنحه لزوجة أقل (resstance) وبالتالي يجعله أقل ضررًا للأوعية الدموية.

يساعد التبرع بالدم أيضًا في تنظيم مستويات الحديد في الجسم، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الحديد إلى الإضرار بالأوعية الدموية. ويمكن أن يؤدي الانخفاض المنتظم في الدم الغني بالحديد، الذي يحدث بسبب التبرع بالدم، إلى تخفيض مستوى الحديد بشكل أكثر فعالية.

كما يميل الرجال إلى تخزين الحديد في أجسامهم أكثر من النساء وهذا هو سبب ندرة نقص الحديد لدى الرجال، حيث أولئك الذين يعانون من نقص الحديد غالبًا ما يجدون صعوبة في التبرع وقد يرغبون في التفكير في تناول مكمل الحديد عن طريق الفم ونادرًا ما يساعد التبرع بالدم لهؤلاء الأفراد على تنظيم مستويات الحديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى