خصائص المدارس النحوية وأبرز علمائها
المدارس النحوية
يشير مصطلح المدارس النحوية إلى العديد من الاتجاهات المختلفة في دراسة النحو في اللغة العربية، حيث تختلف هذه المدارس في بعض المسائل النحوية الفرعية وترتبط كل منها بإقليم أو مدينة معينة مثل الأندلس أو الكوفة أو البصرة
المدرسة البصرية
تُعدّ مدرسة البصرية واحدة من المدارس النحوية في مدينة البصرة في دولة العراق، التي تمّ تأسيسها في عهد الحكم العباسي، حيثُ قامت هذه المدرسة بتطوير علم الخليل بن أحمد الفراهيدي، قام تلميذه سيبويه ذو الأصول الفارسية مع نحويٍّ آخر حيثُ قاموا بتأسيس مدرسة نحوية عُرفت باسم مدرسة سيبويه لإحياء علم أستاذه الخليل في النحو، وقد ألف سيبويه كتابه “الكتاب” الذي يُعدّ المصدر والأساس الأول والأخير في النحو.
ضمت المدرسة العديد من العلماء والأساتذة في علم النحو، ومن بينهم تلميذ سيبويه الأخفش الأوسط، وكانت له مؤلفات عديدة مهمة، مثل `المسائل الكبيرة`، كما ضمت المدرسة كلًا من المبرد والزجاج والسيرافي وغيرهم الكثير.
المدرسة الكوفية
هي واحدة من أهم مدارس علم النحو التي تأسست في العراق في مدينة الكوفة، وكان الكسائي واحدا من أهم مؤسسي هذه المدرسة. ومن بين كتبه “مختصر النحو، الحدود في النحو”. والمدرسة شملت أيضا الفراء الجليل الذي كان تلميذا للكسائي ومن بين مؤلفاته الشهيرة “الكتاب الكبير” و “لغات القرآن”، بالإضافة إلى ثعلب وكتابه الشهير “المجالس” والعديد من العلماء الآخرين
المدرسة البغدادية
تأسست هذه المدرسة من قبل مجموعة من النحاة، بعد أن رأوا أن علماء النحو في مدرستي البصرة والكوفة ابتعدوا عن أسس علم النحو الصحيحة وجوهره، لذلك قرر مؤسسو مدرسة بغداد للنحو تأسيس منهج وسطي جديد يجمع بين مذهبي مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة
تم اعتماد واستخدام مذهب مدرسة البصرة في النحو لشرح وتفسير جميع الظواهر النحوية للناس والطلاب، مثل اعتبار فعل الأمر مبنيًا وما إلى ذلك. ومن بين أهم علماء المدرسة البغدادية:
- من أهم مؤلفات الزمخشري في علم النحو كتاب “الكشاف، أساس البلاغة”
- ابن كيسان ومؤلف كتاب “اختلاف البصريين والكوفيين”
- ابن جنِّي هو عالم عربي مشهور ومن أشهر كتبه “الخصائص، سر صناعة الإعراب” وغيرها الكثير من كتب العلوم
المدرسة الأندلسية
تأسست هذه المدرسة بواسطة مجموعة من النحاة الذين درسوا تحت إشراف أساتذة وعلماء النحو في مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة والمدرسة البغدادية، وأضافوا العديد من القواعد النحوية الجديدة
بعدما دخل المسلمون إلى الأندلس، استخدموا هذه القواعد النحوية لتعليم أولئك الذين أسلموا قواعد اللغة العربية وتعليمهم قراءة القرآن الكريم. ومن بين أبرز علماء هذه المدرسة
- ابن مضاء هو من أبرز المؤلفين في علم النحو، وله عدة كتب منها “المشرق في النحو
- يشمل كتاب ابن مالك الألفية والكافية الشافية والتسهيل وشرحه وإيجاز التعريف، وهو من أهم كتبه، حيث لا تزال الألفية الخاصة بابن مالك تستخدم في المناهج التعليمية حتى يومنا هذا
- ابن عصفور ومن أبرز أعماله “المقرب، الممتع، مختصر المحتس
المدرسة المصرية
تأسست المدرسة المصرية من قبل مجموعة من النحاة لتدريس علم النحو، وقد اعتمدوا منهجهم وعلمهم في النحو على مدارس البصرة والكوفة، وأضافوا العديد من القواعد النحوية التي تعتبر من أهم أسس علم النحو، ومن بين أشهر علمائهم:
- الأسيوطي ومن أهم مؤلفاته “المزهر، الاقتراح في أصول النحو
- ابن الحاجب، وهو من أشهر كتاباته `الكافية` و`الشافية`
- من أعمال ابنهشام هي “مغني اللبيب عن كتاب الأعاجيب”، “قطر النّدى وبل الصدى”، “أوضح المسالك”، و”شذور الذهب.
- يعتبر الأسيوطي وكتابه “الاقتراح في أصول النحو، المزهر” من أهم كتبه
أبرز علماء المدارس النحوية
تعد مدرسة البصرية هي الأولى التي وضعت أسس وقواعد علم النحو، وكانت الأساس لجميع المدارس النحوية التي تأسست بعدها، ومن أبرز علماء المدارس النحوية التالية:
سيبويه
ماذا كان يعرف عن سيبويه وما هي المدرسة التي كان ينتمي إليها؟
هو الأبو بشر، عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي ولاء، ولد عام 765م وتوفي عام 796م، وكان معروفا باسم سيبويه، ومعنى اسمه باللغة الفارسية هو التفاح، وهو أحد أهم علماء النحو ومدرسة البصرة النحوية، وحلق أيضا بلقب أمام النحاة، ولد سيبويه في شيراز ثم انتقل للعيش في البصرة
هو أحد تلاميذ العالم الكبير، الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولكنه تفوقه كذلك. كما يعتبر سيبويه هو أول من أسس علم النحو وبعدها انتقل سيبوبه إلى بغداد، حيث دارت بينه وبين الكسائي مناظرة وتفوقه وكفأه هارون الرشيد بعشرة آلاف درهم. بعد ذلك، انتقل للعيش في الأهواز وتوفي هناك. ومن أهم كتبه كتاب سيبويه في النحو، الذي وصف بأنه المصدر الأول والأخير في علم النحو حتى الآن
الفراء
يحيى بن زياد بن عبد الله بن منصور الديلمي، الملقب بأمير المؤمنين في النحو، هو أحد أهم علماء النحو في مدرسة الكوفة. ولد في الكوفة عام 751م وتوفي عام 822م. كان أعلم أهل الكوفة في عصره، حيث تفوق في النحو واللغة العربية وكافة فنون الأدب. وقد وصفه ثعلب بقوله “لولا الفراء ما كانت اللغ
عاش الفراء في بغداد وقد قام بتربية أبناء المأمون، وكان يذهب إلى زيارة أهله في الكوفة في نهاية كل عام، كان الفراء فقيهًا في علم النحو ومتحدتًا بارعًا وخطيبًا أيضًا بالإضافة إلى كونه عالمًا في أخبار العرب وأيامهم كان الفراء له خبرة كبيرة في كلاً من الطب وعلم الفلك والنجوم.
كان الفراء من أهل العزلة وأطلق عليه هذا اللقب لأنه كان يتفلسف في مؤلفاته وكتبه، حيث كان يعبر عن أفكاره بحرية ويتحدث بحرية، وقام الفراء بكتابة العديد من المؤلفات والكتب، ومن أهم هذه الكتب:
- معاني القرآن.
- المؤنث والمذكر.
- كتاب اللغات.
- المقصور والممدود.
- الفاخر في الأمثال.
- آلة الكتاب.
- الأيّام واللّيالي.
- البهيّ.
- الجمع والتثنية في القرآن.
- الحدود.
- تختلف مصاحف أهل الكوفة والبصرة والشام عن بعضها البعض.
- ما تلحن فيه العامة.
- مشكل اللغة.
ابن جني
ما هو أصل النحوي الشهير ابن جني؟
أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي هو أحد أهم علماء النحو في المدرسة البغدادية، ولد في عام 937 م وتوفي في عام 1002م. وكان والده أحد المملوكين الروميين لسليمان بن فهد الموصلي، وقد بدأ بدراسة وتعلم اللغة العربية منذ طفولته وخاصة دروس العالم أحمد بن محمد الموصلي.
انتقال ابن جني بعد ذلك إلى بغداد ثمّ عاد مرة ثانية إلى المُوصل، وبدأ تعليم الطلاب قواعد اللغة العربية في المسجد وذات مرة استمع إمام النحاة إليه في أحد دروسه وقد أشاد به وبعلمه ومدحه قائلا “لقد أصبحت زبيبًا وأنت حِصرِم” بعد هذه العبارة ظل ملازمًا له ما يقاربا لـ 40 عامًا، ولقد كتب ابن جني العديد من الكتب والمؤلفات التي قاربت نحو خمسين مؤلفًا ومن أشهرها ما يلي:
- المبهج في اشتقاق أسماء رجال الحماسة.
- شرح ديوان المتنبي.
- من نسب إلى أمه من الشعراء.
- المحتسب في تبيين.
- وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها.