إعتلال الشرايين المحيطية وعلاجها
أثارت الزيادة الكبيرة في معدل حدوث أمراض القلب مخاوف لدى الكثيرين، وبدأت هذه الزيادة بارتفاع معدل حدوث ارتفاع ضغط الدم وداء السكري، فأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري هي الجانب الآخر لأمراض القلب، حيث أن فشل التحكم في ضغط الدم ونسبة السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين، ومع بداية ارتفاع معدل حدوث أمراض القلب، بدأ العلماء والأطباء المتخصصون في هذا المجال بإجراء العديد من الدراسات والأبحاث العلمية لفهم كل مرض وتحديد أعراضه وأسبابه وتطوير أفضل طرق العلاج، وزاد الوعي الطبي والصحي لتجنب الإصابة بأمراض القلب والتخلص من العادات الضارة التي تزيد من احتمالية الإصابة بها .
أحد أخطر أمراض القلب هو إعتلال الشرايين المحيطية، وقد أجرى الباحثون العديد من البحوث والدراسات حوله، ويرى أطباء القلب أنه من بين الأمراض الأكثر شيوعًا بين الناس، حيث إنه مرض يصيب جزءًا آخر من الجسم بسبب خلل أو مشكلة في عمل القلب .
إعتلال الشرايين المحيطية هو مرض يحدث عند زيادة نسبة الدهون والشحوم في الشرايين، مما يؤدي إلى منع تدفق الدم إلى الشرايين بشكل طبيعي، وبالتالي يسبب آلامًا في الساق، حيث يتمنع الدم من الوصول إليها نتيجة إنسداد الشرايين .
الأسباب التي تؤدي للإصابة بإعتلال الشرايين المحيطية :
يحدث إعتلال الشرايين المحيطية نتيجة مشكلة بالقلب ، حيث يزيد ترسيب الدهون الضارة في شرايين الساق فتمنع هذه الدهون الدم من المرور والتدفق بشكل طبيعي ، مما يترتب عليه ضعف وصول الدم للساق ، وهو ما قد يسبب آلاما مزعجة للبعض ، وقد لا يشعر البعض الآخر سوى بوخزات عند عمل مجهود سرعان ما تختفي بالتوقف عن بذل مجهود كبير ، ويختلف ذلك بإختلاف نسبة الترسيب بالشرايين .
هناك أسباب أخرى تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الشرايين المحيطية، بالإضافة إلى الأسباب المعروفة
1 – إرتفاع نسبة الكولسترول الضار فالدم ، فيؤدي ترسيب الكولسترول الضار في الشرايين إلى التسبب في المرض .
– يعتبر ارتفاع ضغط الدم والإصابة بفرط ضغط الدم من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب بشكل عام .
يتعرض المدخنون المفرطون بشكل كبير لأمراض القلب والشرايين بشكل عام، وهم من أكثر الفئات عُرضة لهذه الأمراض .
ويلاحظ أن الفئات الأكثر عرضة للاصابة بأمراض الشرايين المحيطية هم كبار السن مع بداية سن 60 أو 70 عاما، كما أكدت العديد من الدراسات أن الرجال هم الأكثر عرضة من النساء للاصابة بهذا المرض، خاصة قبل سن 60، ونسبة الاصابة بالمرض لدى أولئك الذين لم يتجاوزوا سن 60 هي نسبة قليلة ولكنها موجودة بشكل أكبر لدى الرجال .
أعراض الإصابة بالمرض :
1 – شحوب جلد الساق .
يحدث الشعور بوخز أو نغز قوي أو شديد في الساق خاصة عند بذل المجهود .
3- عدم القدرة على الوقوف حتى لفترة قصيرة .
التشخيص والعلاج : يمكن للطبيب تشخيص المرض بسهولة دون الحاجة لإجراء فحوصات وأشعة معقدة، حيث يكفي الفحص السريري، بالإضافة إلى أهمية قياس ضغط الدم في الساق ومقارنته بضغط الدم في الذراعين، حيث يشير الفرق بينهما إلى وجود اضطراب في الشرايين المحيطية .
في معظم الحالات ، لا يحتاج العلاج إلى تدخل جراحي ، ولكن يتم من خلال بعض الأدوية الطبية التي تساعد على منع ترسب الدهون في شرايين الساق .
وكعادة جميع أمراض القلب فإن هذا المرض يتطلب بعض التغييرات في اسلوب الحياة والتخلي عن العادات الضارة التي تسببت في المرض ، كأهمية التحكم في ضغط الدم والسكر بالإضافة إلى خفض نسبة الكولسترول في الدم ، والإقلاع عن التدخين ، مع أهمية ممارسة تمارين رياضية بسيطة وأهمية الإنتظام على العلاج الذي حدده الطبيب .
المضاعفات : تسبب الإهمال مرضا وعدم اتباع التغييرات الصحية في نمط الحياة يؤدي إلى الضرر في الجسم والقلب. يسبب المرض العديد من المضاعفات مثل السكتة الدماغية وأمراض الشرايين التاجية. هناك أيضا احتمالية ضئيلة ولكن موجودة لبتر الساق، وهو أخطر المضاعفات على الإطلاق. وتعتبر مشكلة انسداد الشرايين المسببة لهذه المشكلة في الساق هي المشكلة الرئيسية التي يجب علاجها قبل أن تتطور وتسبب هذه المضاعفات الخطيرة للساقين والقلب أيضا .