من هو خازن الجنة ؟.. وخازن النار
من هو خازن النار
خازن أو مالك النار هو ملك من الملائكة التي يأمرها الله -سبحانه وتعالى- بالوقوف أمام أبواب النار. والسبب وراء تسميته بخازن النار يعود إلى العذاب الشديد وجحيم جهنم. حيث تعتبر النار هي الدار التي صنعها الله -سبحانه وتعالى- لمعاقبة وتعذيب العباد الكاذبين، والكافرين بالله ورسله وملائكته، والظالمين، والعاصين.
: يوجد نوعان من المذنبين الذين يدخلون النار، الأول هم المذنبون الموحدون العاصون، وبعد أن يقضوا عقوبتهم يغادرون النار، أما الثاني فهم المنافقون الكافرون ودار النار هي مكانهم الأبدي، وتم ذكر مالك النار في القرآن الكريم عدة مرات.
في هذه الآية القرآنية الكريمة ينادي أهل النار لحارس النار لكي يدخلهم إلى النار لم يجيبهم حارس النار في نفس اللحظة، ولكن بعد مرور أربعين عام أجابهم فقال (إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) ثم قالوا أهل النار( (رَبّنَا أَخْرِجْنَا منها فإن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قال اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تكلمون)).
صفات خازن النار
يوجد الكثير من الأحاديث النبوية تتكلم عن خازن النار وصفاته، ومن أبرز صفاته أنه لا يضحك أو يبتسم أبداً، حيث روى عن ابن إسحاق (وحدثني بعض أهل من العلم عمن حدّثه عن رسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال: تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا، فلم يلقني مَلَك إلا ضاحكًا مستبشِرًا، يقول خيرًا ويدعو به، حتى لقيني ملك من الملائكة، فقال مثل ما قالوا، ودعا بمثل ما دعوا به، إلا أنه لم يضحك، ولم أر منه من البِشر مثل ما رأيت من غيره
فقلت لجبريل: يا جبريل، من هذا الملك الذي قال لي مثلما قالت الملائكة ولم يضحك كما لم أر من البشر مثلما رأيت منهم؟ قال جبريل لي: إذا ضحك إلى أحد قبلك أو بعدك، لكنه لم يضحك. إنه مالك صاحب النار، ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لجبريل وهو من الله -سبحانه وتعالى- في المكان الذي وصف لكم
فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: قلت لجبريل، الذي هو من الله تعالى، في المكان الذي وصفتموه (مطيعا وأمينا): أليس لديك أمر بأن تظهر لي النار؟ فقال: بالطبع، يا مالك، أريد أن أرى النار التي يواجهها محمد. قال: فتم كشف غطاءها، فهربت وارتفعت، حتى اعتقدت أنني سأأخذ ما أراه. قلت لجبريل: يا جبريل، أمرها بالعودة إلى مكانها. فأمرها بالذهاب، وقال لها: اختبئي، فعادت إلى المكان الذي خرجت منه. لم يكن عودتها مشابهة لسقوط الظل.
حتى عندما تدخل من حيث خرجت، يلتف حولها غطاءها، وهذا يعني أن حارس النار يدعو إلى الخير مثل حارس الجنة، لكنه لا يبتسم أبدا، بالإضافة إلى شكله الغريب الذي لا يشبه أي شخص.
يذكر أن الله -سبحانه وتعالى- حدد لمالك النار أعوانًا، ويشير بعض علماء الدين إلى أن الملك الخازن للنار هم نفس الأشخاص الذين ذكرهم الله سبحانه تعالى في القرآن الكريم بقوله تعالى `عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ`.
من هو خازن الجنة
خازن الجنة أو الرضوان هو المالك الذي كلفه الله -سبحانه وتعالى- بالوقوف أمام أبواب الجنة في يوم القيامة عندما يتم تفريق العباد بالحق، منهم من يدخل إلى الجنة وهم الذين قاموا بعبادة الله -سبحانه وتعالى- وآمنوا بكتبه ورسله وملائكته، والذين كفروا بالله -سبحانه وتعالى- وكتبه ورسله وملائكته يدخلون إلى النار الأبدية.
تم ذكر اسم الخازن الجنة في العديد من الدلائل المقدمة من علماء الدين، ولكن لم يذكر اسمه المشتق وهو الرضوان. ومع ذلك، تم ذكره في القرآن الكريم بقوله تعالى: `وقالوا يتخذ الرحمٰن ولدا`، وفقا لدراسة علماء الدين، فإن اسم الرضوان ليس الاسم الأساسي لخازن الجنة، بل هو مشتق. وتم ذكر اسم الخازن الجنة في العديد من الأحاديث النبوية، بما في ذلك حديث أنس المروي عن ابن حبان
وابن عدي في الكامل، والعقيلي: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: `إذا كانت أول ليلة من رمضان، ينادي الله رضوانه خازن الجنة قائلا: `نجد جنتي وزينها للصائمين`.
في حديث آخر، وحديث أبي بن كعب عند القضاعي في مسند الشهاب، وهو حديث طويل يذكر أنه يقال: `أي مسلم قرأ سورة يس وهو في سكرات الموت، لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيءه رضوان خازن الجنة بشربة من الجنة فيشربها وهو على فراشه، ثم يقبض ملك الموت روحه وهو ريان`.
صفات الجنة
توجد في الأحاديث النبوية وآيات القرآن الكريم الكثير من الوصف لنعيم الجنة وسعادتها، فهي دار المؤمنين المتقين الذين يخافون الله، وتعد الجنة أفضل مكان في الكون، فكل مؤمن يدخلها يعيش في نعيم لا يمكن تحديده ولا إحصاؤه
أماكن الدفن تم تحديدها من الله – سبحانه وتعالى – لكل عبد من المتقين، لكي ينالوا في الآخرة الجنة ونعيمها وسرورها، وذلك وفقًا لما رواه الرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث تحاجت الجنة والنار، فقالت النار:
أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتْ اَلْجَنَّة: فَمَا لِيَ لا يُدْخِلنِي إِلا ضُعَفَاءُ اَلنَّاس وَسَقَطُهُمْ وَغَرَّتْهُمْ، فَقَالَ اَللَّه لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رِجْلَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا)).
ومن الجدير بالذكر بأن أول نعيم يحصل عليه المؤمن عند دخوله إلى الجنة هو الخلود، فلا يخاف بعدها من الموت أو المرض، ومن النعم الأخرى في الجنة خازن الجنة أو الرضوان الذي خصصه الله -سبحانه وتعالى- لرعاية عباده الصالحين، والدليل على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى- في سورة الزخرف( (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنفس وَتَلَذُّ الأعين وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)).
وفي سورة الرعد قال الله سبحانه وتعالى( (﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)).
أسباب دخول الجنة
يوجد الكثير من الأسباب التي تكون سبب لدخول الجنة، ومن أهمها:
- اولاً: الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وكتبه، ورسله، وبسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبالملائكة، وبالقدر، وباليوم الآخر.
- ثانياً: التزام تنفيذ أوامر الله -سبحانه وتعالى- في جميع أوامره، والابتعاد عن جميع الأمور المرفوضة، والطاعة والإخلاص له في تنفيذ جميع أوامره والواجبات، مثل أداء الصلاة في وقتها وصيام شهر رمضان المبارك والالتزام بأذكار الصباح والمساء وأداء قيام الليل.
- ثالثاً: التطوع لأعمال الخير، سواء كانت بسيطة أو كبيرة، مثل بناء المساجد، وكفالة الأيتام، ونطق الكلمة الطيبة، ومواجهة الناس بالوجه الحسن.
- رابعاً: تشمل السعي والدراسة في سبيل الله -سبحانه وتعالى-، وعدم تسبب الأذى لأي كائن حي، سواء بالكلام أو بالفعل.