اسلامياتالقران الكريم

دلائل قدرة الله في سورة المؤمنون

فضل سورة المؤمنون

من نعم الله العظيمة ورحمته بنا هي نزول القرآن الكريم علينا لتعلمنا منه وجعلنا نستخدمه كنور يضيء ظلام الأيام، وسورة المؤمنون هي واحدة من تلك السور التي أنعم الله بها علينا.

تعد سورة المؤمنين مثل العديد من السور الموجودة في القرآن الكريم، حيث لم يتم ذكر فضلها بشكل واضح في الأحاديث النبوية الشريفة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن فضل سورة المؤمنين يكون مثل أجر قراءة باقي سور القرآن الكريم، ففي قراءتها أجر كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

ووفقا للحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: `من قرأ حرفا من كتاب الله، فسيكون له به حسنة، والحسنة تضاعف عشر مراتها، لا أقول حرفا `ألم`، ولكن `ألف` حرفا، و`لام` حرفا، و`ميم` حرفا`.

ما هي دلائل قدرة الله في سورة المؤمنين

تتنوع قدرة الله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون الكريمة، إذ يوضح الله بعظمته العديد من الأدلة الموجودة في السورة التي تبين معجزات الكون، وتوجد العديد من الصور الدلالية الموجودة في السورة التي تعبر عن عظمة الخالق.

الدليل الأول هو فلاح المؤمنين 

يعتبر الفلاح للمؤمنين من أهم علامات ودلائل قدرة الخالق سبحانه وتعالى، فهو يعتبر تجسيدا لصفات عباد الرحمن التي يتحلى بها المؤمنون، وتم تحديد صفات المؤمنين في سورة المؤمنين في الدنيا للمؤمنين فقط، نظرا للفضائل الروحية والعملية التي يتمتعون بها والتي تعمل على تزكية النفس واستقامة السلوك.

الدليل الثاني لنشوء الحياة منذ البداية

يتضح هذا من خلال إنشاء عرض متناغمي كامل، يشمل النشأة الأولى لحياة الفرد وينتهي بآخر لحظة في حياته، وإذا كان هذا يدل على شيء، فإنه يدل على أن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي يتمتع بالألوهية.

يعتبر خلق الإنسان ونشأته من علامات تفرد الله سبحانه وتعالى، حيث يريد الله بهذا الخلق توضيح حقيقة كيفية بدء الخلق ونهايته بالموت وانتهاء الحياة بالكامل.

الدليل الثالث هو بيان حقيقة الإيمان وأنه إخلاص العبودية لله وحده دون غيره

يهدف إنفراد الله تعالى بالعرش إلى تذكيرنا بأنه معنا ويدعمنا في أصعب الأوقات، وهذه الحقيقة مقبولة بدون استثناء لدى جميع الرسل. يقول الله تعالى في سورة المؤمنون 23: “اعبدوا الله ما لكم من إله غيره

ثم، بعد ذلك، تم الإعلان عن تفرق الناس بعد الرسل، وتنازعهم حول هذه الحقيقة الواحدة: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون} (المؤمنون: 53).

يعد هذا الدليل بيانا لغفلة كثير من الناس عن ابتلاء الله

قد يتجاهل الكثيرون تقديرهم للنعم التي يمتلكونها، ولكن في الابتلاءات تظهر الرحمة والصبر، ويوجد من يشرك بالله لمجرد وجوده في ابتلاء من الله وهو الامتحان .

الدليل الخامس هو  خلق السماوات 

لقد لفتت الإنسانية النظر إلى خلق السماوات والأرض وعجائب خلقهما وأهميتهما، فهل تساءلت يومًا عن حقيقة خلق السماوات وما خُلقت منه؟.

يجب ملاحظة أن الله قد لفت انتباه الإنسان بأنه خلق السموات والأرض، وهذا يدل على حكمة الله تعالى، وعلى الإنسان أن يرد على هذا الخلق بتقديره، لأن الخلق كله أصله من الماء، والله الذي خلق السماوات والأرض .

يعرض الإنسان الفوائد والتفاصيل الدقيقة لصناعة الأشياء، وكيفية استغلال تلك الفوائد لخدمة الناس، وذلك بفضل الآلات والتقنيات المتاحة للفكر والتحليل .

الدليل السادس يذكر بدعوة الرسل للهداية والإرشاد

يدعو الرسل بشكل عام إلى توحيد عبادة الله عز وجل، ويحثون على العمل الصالح والمفيد، ومن ثم يتعرضون للإعراض والتهجم والانقسام، ويكون الكذب والإعراض عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم نهايته عقوبة قاسية.

الدليل السابع يحدد الأشياء المحرمة والمباحة

يتم التأكيد في سورة المؤمنون على الدعوة لتناول الأطعمة الحلال وتجنب الأطعمة السيئة والضارة، وزيادة الأعمال الصالحة والنافعة في الحياة

الدليل الثامن هو استنكار القرآن لموقف المشركين

كانت مواقف المشركين تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم غريبة، حيث كانوا يعرفونه جيدًا ولكنهم لم يؤمنوا به ونكروا وجوده تمامًا، كما نكروا القرآن الذي جاء به ونكروا البعث وادعوا أن الله ولد، واتخذوا آلهة غيره.

الدليل التاسع هو أمر النبي صلى الله عليه وسلم

أمر النبي المؤمنين بالكف عن سوء المعاملة من المشركين له ولبقية الصحابة، وأن يدفعوا بالتي هي أحسن، وتعد هذه الدرس من الدروس التي يمكن استخلاصها من سورة المؤمنون.

الدليل العاشر هو ظهور مشهد كامل من مشاهد يوم القيامة

ذُكر في السورة مشهد عظيم من مشاهد يوم القيامة، حيث يواجه المكذبون عقوبة التكذيب بالرسول والتوحيد المطلق والتوجه إلى الله من خلال طلب الرحمة والغفران.

أسباب نزول سورة المؤمنون

أما بالنسبة لسبب نزول سورة المؤمنون، فقد ذكر الله تعالى في بدايتها اسم المؤمنون، ولذلك أطلق عليها هذا الاسم. تتضمن الآيات الشريفة في السورة المؤمنون بعض صفات المؤمنين التي يجب أن يتحلى بها العبد في الحياة الدنيا، وأن هذه الصفات الطيبة كانت سببا كبيرا في نجاحهم وفلاحهم في الدنيا وفوزهم في الفردوس الأعلى والآخرة.

متى نزلت سورة المؤمنون

يجب عليك أن تعرف، عزيزي القارئ، متى نزلت سورة المؤمنون في القرآن الكريم. فقد ورد في الأحاديث النبوية العديدة سبب نزول سورة المؤمنون. روى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن هذا الأمر، ورواها عروة بن الزبير. يقول عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: `كان إذا أنزل الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسمع صوتا قريبا من وجهه مثل صوت النحل. ثم كان يستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارضنا وارض عنا.` ثم قال: `لقد أنزلت علينا عشر آيات. من أقامهن دخل الجنة.` ثم قرأ: `قد أفلح المؤمنون.` وبناء على ذلك، يكون موعد نزول سورة المؤمنون

يشير هذا المقطع إلى الوقت الذي نزل فيه الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووصف النبي الصوت الذي سمعه من الوحي بأنه كدويّ النحل، وقد دعا الله بزيادة الإيمان، وعدم الانحراف عن المنهج الصحيح، وتم إعلان بشرى تلقي الأجر العظيم على قراءة وتدبر عشر آيات من الوحي، وهي الآيات التي إذا قرأها وعمل بها الإنسان، فإنه يكون مضمونًا لدخول الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى