مفهوم الوعاء الزكوي .. والفرق بينه وبين الوعاء الضريبي
تعريف وعاء الزكاة
إن الوعاء الزكوي هو المقدار أو الحصة التي تقدر والتي يُلزم الزكاة بها عندما يبلغ النصاب، فهي تقدم لمستحقي الزكاة على أسس وقواعد مخصوصة ووفق شروط معينة، وإن الزكاة تتعدد ولها عدة أوعية وقد قُسمت من قِبل فقهاء الأموال إلى أنواع متعددة، فالوعاء الزكوي هو ما يتم فيه الجمع من قِبل المزكي أي الشخص المؤدي للزكاة أمواله من جميع أصناف الزكاة التي لديه.
على من تجب الزكاة
إن الزكاة تجب على المزكي الذي تتوافر لديه الشروط التالية:
- يعني أن يكون المال مملوكًا بشكل كامل للشخص الذي سيتم تسجيله كمالك له.
- يجب أن يصل المال إلى الحد النصابي المحدد حتى يجب على الشخص دفع الزكاة.
- يعني السلامة من الدين خصم ديون المزكي من المال الذي يجب أن يتم الزكاة عليه.
- يجب أن يكون المال الذي سيتم دفع الزكاة منه قابلًا للزيادة والنمو، حيث أنه لا يوجد زكاة على المتاع الشخصي.
- يجب أن يمر عامان قمريان على المال قبل فرض الزكاة عليه، ولكن هذا الشرط يصبح ملغيًا إذا كان الأمر يتعلق بزكاة المحاصيل المستخرجة من الأرض مثل الفواكه والخضروات وغيرها، لأنه يجب دفع الزكاة على الدخل الذي يتم تحقيقه.
الفرق بين الوعاء الزكوي والوعاء الضريبي
وهنا نجد الفرق بين الوعاء الزكوي والوعاء الضريبي بما يلي:
يتطلب الوعاء الزكوي الذي يتم استخدامه لدفع الزكاة، توافر شروط خاصة يجب تحقيقها، وقد وضع فقهاء وعلماء الدين هذه الشروط بناءً على الشريعة الإسلامية، وتتضمن الشروط ما يلي:
- أن يكون المال قابلاً للإنماء والتطور.
- أن يكون المال أكثر من احتياجات الفرد الأساسية.
- أن يكون المال مملوك لصاحب الزكاة.
- أن يخلو من الديون.
- أن يصل المال إلى نصاب محدد.
- أن يمر عليه حولاً كاملاً عليها.
- أن يكون هذا المال حلالاً.
تشمل الأموال التي تخضع للضريبة الأرباح والإيرادات، وأحيانًا رأس المال، وتتجلى الثغرات والعيوب في هذه العملية
- يفتقر النظام الضريبي إلى حماية رأس المال، ويظهر ذلك في ارتفاع أسعار الضرائب التي لا تتناسب مع رأس المال في بعض البلدان، حيث وصلت الضرائب إلى أكثر من 40 بالمائة، مما يؤدي إلى إحباط المستثمرين وتأثيرها على رأس المال لديهم، بينما الزكاة لا تؤثر على رأس المال وتتوافق مع العدل والطبيعة البشرية، فهي نسبة قليلة للغاية مقارنة بالوعاء الضريبي.
- لا يهتم النظام الضريبي بالحفاظ على مستوى المعيشة المناسب للمواطنين، بينما يهدف الوعاء الزكوي إلى تحقيق مستوى حياة كريمة للمحتاجين.
- تتضمن الوعاء الضريبي عملية محاسبة معقدة وتحتوي على عيوب وثغرات، بينما الوعاء الزكوي يتميز بتسهيل عملية المحاسبة على الزكاة.
نطاق نظام جباية الزكاة في المملكة السعودية
صدر أول نظام جباة الزكاة في المملكة العربية السعودية وفقا لمرسوم ملكي رقم 17/2/28/8634 وتاريخ 29/6/1370، وتم استثناء المواطنين من ضريبة الدخل المفروضة عليهم، مقابل استوفاء الزكاة الشرعية على أسس الأحكام الشرعية الإسلامية، ويدخلون تحت نطاق جباية الزكاة
- الأشخاص الذين يخضعون لنظام الجباية وهم:
- الأشخاص الذين لديهم رعاية سعودية أو تحت رعاية أي دولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج، سواء كانوا ذكورا أو إناثا، قاصرين أو بالغين، ويتواجدون في المملكة العربية السعودية ويمارسون كافة نشاطاتهم فيها.
- تشمل الشركات المسجلة في المملكة أو في أي من دول مجلس التعاون الخليجي، سواء كانت للأفراد أو للشركات المالية. ويمكن أن يكون الشركاء من جنسية سعودية أو غير سعودية، ولكن يجب أن يتم معاملتهم بنفس معاملة السعوديين، ويتمارسون كافة أنشطتهم داخل المملكة، ويخضعون لنظام الزكاة المطبق على السعوديين.
- الأموال التي تخضع لنظام الجباية حيث أن الزكاة تُفرض على رؤوس الأموال وغلاتها، بالإضافة إلى أنها تفرض إلى كل الأرباح والمكاسب الداخلة على الأفراد والشركات التي تنتج من تجارة أو صناعة أو حتى أعمال شخصية، أو من الممكن أن تكون ناتجة عن ممتلكات ومقتنيات نقدية، وبصورة إجمالية نستطيع القول أن الأموال التي تخضع لنظام الجباية هي كل الأموال التي نصت الشريعة الإسلامية بوجوب الزكاة عليها.
تتضمن المؤسسات والهيئات التي لا تخضع لنظام الجباية، على الرغم من ممارسة نشاطاتها في المملكة العربية السعودية:
- المؤسسات الحكومية تعتبر جزءًا من الأموال العامة التي تساهم في تحقيق رفاهية المواطنين.
- الشركات الوطنية التي تعنى بالتأمين التعاوني، مثل صندوق الاستثمارات العامة ومصلحة معاشات التقاعد وغيرها.
- تشمل المؤسسات الخيرية ضمن الهيئات التي تشارك في تحكيم الوقف.
- المؤسسات الدولية مثل بنك الخليج وغيرها من البنوك.
- الشركات الأجنبية هي تلك التي تكون مسجلة في دول غير دول مجلس التعاون الخليجي ولكنها تملكها سعوديون.
شروط وجوب الزكاة
إن من شروط الزكاة هي:
- إن الزكاة واجبة على المسلم.
- لا يجب على المسلم غير البالغ دفع الزكاة، ولكن يجب دفع الزكاة بماله، وذلك من خلال الأشخاص المسؤولين عنه.
- وجود الحرية الكاملة في التصرف بالمال.
نموذج احتساب الوعاء الزكوي
يتم تحديد حجم الوعاء الزكوي وقياسه للمكلفين الذين يملكون حسابات منظمة بالشكل التالي
يلزم نظام جباية الزكاة الأشخاص الذين لديهم أعمال تجارية أو صناعية والذين يملكون حسابات منتظمة توضح رأس المال والدخل والمصاريف في جميع أعمالهم سنويا. يجب أن تكون هذه الحسابات مصدقة من قبل الغرفة التجارية والصناعية المحلية التي يتخذون فيها مقرا لأعمالهم. إذا كان المكلف غير قادر على تقديم حسابات منتظمة أو إذا كانت الحسابات غير مقنعة، يجب اتباع الأسلوب الجزافي لتحقيق جباية الزكاة وتحديد مقدارها وفقا لنظام الجباية، والذي يستند إلى مصادر الأموال. تعرف هذه الطريقة باسم طريقة حقوق الملكية، وتشمل قواعد تحديد الزكاة في هذه الحالة العناصر التالية
- يتم دفع رأس المال في بداية العام، ولا يتم احتساب أي زيادات تحدث في رأس المال في وقت لاحق لأنها لم تمر بفترة معينة، ولا يمكن استخدام رصيد حساب الجاري كبديل لرأس المال سواء كان الرصيد مدينًا أو دائنًا.
- يتم تعديل صافي الأرباح في نهاية السنة بناءً على تعليمات مصلحة الزكاة والدخل، ويتم تعديل الخسائر التي يتكبدها المكلف أيضًا.
- تتضمن قواعد تحديد الزكاة العناصر التالية: الأرباح المرحلة عن السنوات السابقة، والإعانات الحكومية التي تم استلامها، والأرباح التي لم يتم توزيعها بعد، بالإضافة إلى رصيد الحساب الجاري المدين، ورصيد الديون التي يتحملها المكلف بالزكاة.
أما بالنسبة للأشخاص المكلفين الذين لا يمتلكون حسابات منتظمة، فلم يتم تحديد وعاء الزكاة المناسب لهم. فقد أشار النظام إلى أنه يجب التقدير بشكل تقريبي، من خلال تحديد قيمة البضائع والأدوات، بالإضافة إلى تحديد الممتلكات الثابتة والأموال التي تخضع للزكاة استنادا إلى الاستنتاجات المستندة إلى الموجودات بأكملها في نهاية العام. وفي حالة عدم وجود موجودات واضحة، يمكن التقدير بواسطة صورة تقديرية. ويجب الأخذ في الاعتبار أن وعاء الزكاة يختلف حسب نوع الدخل.
يتم تقدير وعاء الزكاة بتحديد رأس المال بحيث يتناسب مع حجم نشاط المكلَّف وبتطبيق المعادلة التالية:
(المبيعات مقسومة على 8)+[المبيعات*15%]
يتم تحديد رأس المال اللازم للنشاط التجاري وفقاً للسجلات التجارية أو التراخيص الصادرة للنشاط، ولا يقل عنه.