ما هو مشروب ” اللاقمي” ؟.. وهل هو حلال ام حرام ؟
ما هو مشروب اللاقمي
يشتهر مشروب اللاقمي في البلدان والمناطق التي تزرع النخيل، وبشكل خاص في القرى والمناطق النائية عن المدينة أو العاصمة. على سبيل المثال، في جمهورية مصر العربية، يعرف بـ `اللاجني` في سيوة، وفي المحافظات الجنوبية في الجزائر يعرف أيضا باسم `اللاقمي`. لا يستغني الناس هناك عن هذا المشروب رغم ندرته، وخاصة في فصل الحر، وهو عصير النخلة الذي يستهلكه الفقير والغني على حد سواء. ومع ذلك، هذا المشروب ليس منتشرا بشكل واسع.
اللاڤمي هو مشروب معتق بطبيعته ويمكن الحصول عليه فقط من النخيل، وبالتحديد من النخيل الذي تجاوز عمر الأربعين سنة. يعتبر اللاڤمي خلاصة لكل تلك السنوات. ومع ذلك، يقال أن هذا المشروب يفقد طعمه بسرعة، حتى أن الشخص الذي يشربه لا يشعر إلا بلذة مؤقتة لفترة قصيرة، ومن ثم ينشأ الرغبة القوية في شربه بشكل زائد.
يمكن استخراج مشروب اللاقمي من نخيل اليافع، وليس العتيق فقط، دون الحاجة إلى قطع جميع أوراق النخلة بالكامل، وذلك عن طريق القيام بذلك على فترات متفاوتة، حتى لا يتم إيذاء أو قتل النخلة.
يستغرق الحجامة حوالي نصف ساعة بينما يحتاج ملء وعاء كبير إلى يوم كامل على الأقل، ويقول الخبراء إن نخلة واحدة يمكن أن تنتج حوالي 50 لترا من اللافمي تقريبا
يحظى اللاقمي الطازج بشعبية كبيرة في المناطق الصحراوية، وخاصة في فصل الحر، حيث يقال إن شرب اللاقمي يساعد على مقاومة العطش، ويزداد الإقبال عليه خلال شهر رمضان في فصل الصيف، وهذا ما يحدث في السنوات الأخيرة.
يتم وضع اللاڤمي عادة في أواني من الفخار بعد تصفيته باستخدام قطعة قماش، ليتم تخزينه واستهلاكه باردًا، حيث تعتبر هذه البرودة جزءًا من طعمه، وإذا لم يتم تناوله باردًا فإنه يفقد حلاوته.
هل مشروب اللاقمي حلال أم حرام
من المعروف أن بعض المشروبات تتحول من حلال إلى حرام بسبب بعض الخواص التي تحتوي عليها، مثل المشروبات القميئة، لذلك من الضروري معرفة خواصها ومدى حلاليتها أو حرمانها من تناولها.
يقال أن مشروب اللاقمي إذا كان حلوا فهو بذلك حلال أما إذا كان حامض فهو حرام، بقول الخبراء عنه أن هذا المشروب حلال مباح، ولكن لا مانع من أن يتحول فجأة إلى شراب محرم، ولذلك بات يتم بيعه تحت مظلة الظلام، ليشتريه من يريد خمرًا من الفقراء حيث يصعب عليهم شراء المشروبات الكحولية، لارتفاع سعرها.
يمكن لـ `اللاڤمي` أن يتحول إلى مُسكِّرٍ خلال 72 ساعة في حال تم تخزينه بشكل غير صحيح وتعرضه لأشعة الشمس، وخاصةً في فصول الطقس الحارة.
يوجد أساليب أخرى لجعل `اللاڤمي الحلال` يصبح حرام، ويُعرف هذا بـ `اللاڤمي الميت`. ولتحويل اللاڤمي إلى الميت، يقوم الخبراء بإضافة خميرة معينة في ظروف معينة، وذلك لتسهيل موت اللاڤمي وجعله حرامًا.
إذا كان مشروب اللاقمي طازجًا ولم يتم تخميره بطريقة تحوله إلى مُسكر، فإنه لا يوجد مشكلة في حلاليته. ولكن إذا تم إضافة الخميرة الخاصة لتحويله إلى مُسكر، أو تركه لفترة طويلة في درجة حرارة عالية، فإنه يكون حرامًا.
فوائد عصير النخيل
تبدأ عمليات استخراج عصير النخلة في الصباح الباكر، حيث يتسلق الشخص العامل النخلة ويزيل الأوراق والأجزاء التي تحيط بلب النخلة، ويتم حفر الشحمة باستخدام آلة حادة تسمى `الحجامة`، وتسمى هذه العملية تحجيم النخلة أو قتلها
ثم تبدأ النخلة في إفراز قطرات تجمعها فرق العمل في إناء خاص مصنوع من الفخار، بعد نقل المنتج عبر قناة بلاستيكية، ويتم حرصًا على تغطية وسط النخلة بقطع من القماش لمنع دخول الحشرات.
وحتى يتم في نهاية المطاف الوصول لمشروب اللاقمي ويتم بيعه في الأسواق بعد تصفيته، فإن مشروب اللاقمي يتمتع بمميزات صحية متعددة، كما يوضحها المختصون في التغذية
- يساعد مشروب اللقمة في الحماية من الكولسترول.
- تعزز اللاقمي الأوعية الدموية في الأمعاء
- يقوي أوعية الدماغ
- يساهم اللاقمي في حماية الجسم من الجلطات الدماغية.
- يحتوي اللاقمي على كميات كبيرة من الحديد والألياف.
- اللاقمي يحتوي على أنواع مختلفة من البروتين وفيتامين ج وأ
- تساهم السكريات الموجودة في اللقيمات في تقليل الشعور بالإرهاق والتعب بعد يوم الصيام.
وبالرغم من منافع وفوائد اللاقمي فإن له أيضاً كذلك أضرار في حالة استهلاك كميات كبيرة منه، مثل الإسهال، والألم في البطن، لذلك يشدد، ويؤكد في هذا الأمر، على مدى ضرورة وأهمية النظافة للشخص الذي يقوم بعملية استخراج المشروب من النخيل، هذا إلى جانب نظافة الفخار والآنية والمعدات المستخدمة.
ومن حيث قدرة اللاقمي على نقل الميكروبات، فإن فوائده تتفوق على أضراره، خاصةً إذا ما قورن بغيره من العصائر والمشروبات الموزعة في السوق، شرط تناولها بالكميات المقبولة.
كما يرى بعض خبراء التغذية، إنّ لذلك المشروب فوائد غذائية كثيرة، نظرا لما يحتوي عليه من السكريات السريعة في امتصاصها، وهي تساعد الصائمين حتى يعوضوا ما فقدوه من أجسامهم من تلك المواد في وقت قليل، كما أن له فوائد للسكر في الدم وينظف المعدة، ويساعد في تنظيف المجاري البولية.
عصير النخل في تونس ومصر
يهتم سكان مدينة قابس التونسية الواقعة في جنوب البلاد بالحصول على كوب أو زجاجة من مشروب اللاقمي في الساعات الأولى من الصباح، وهو عبارة عن عصير النخيل الطازج، ويعتبر هذا المشروب شهيرا في المنطقة ويباع في معظم أجزاء المدينة، ويوجد قول شعبي مرتبط بهذا المشروب يقول “كلما حل عليه الناموس، زاد الناس حوله
يزداد الطلب على هذا المشروب خلال شهر رمضان بسبب احتوائه على سعرات حرارية وكميات كبيرة من السكر، مما يجعله مشروبًا أساسيًا لسكان قابس مع وجبة الفطور.
يشكل “اللاقمي” الشراب المميز في الواحات الصحراوية، ويطلق عليه اسم مختلف في مناطقأخرى من العالم، فمثلاً يُعرف باسم “غواروبو” في جزر الكناري.
وتتوقف السيارات والدراجات، في فترات الصباح، في قابس ويتجمع الناس حول مجموعة من الباعة الذين يجلسون على الأرض بالقرب من الوعاء البلاستيكي الذي يحتوي على هذا المشروب الهام بالنسبة لهم، ليشتروا بكميات كبيرة لإرواء العطش وتخفيف حرارة الجو
فيما يتعلق بعصير النخيل في مصر، فإن واحة سيوة هي واحدة من أهم واحات جمهورية مصر العربية وتعتبر فريدة من نوعها، حيث يقع موقعها على بعد أكثر من 300 كيلومتر جنوب غرب مدينة مرسى مطروح، ويتميزموقع واحة سيوة بالسحر الخاص بها.