زد معلوماتكمعلومات

سبب تسمية الإعلام السلطة الرابعة

يعتبر الإعلام أقوى كيان على وجه الأرض، حيث يمتلك القدرة على جعل الأبرياء يبدون مذنبين والمذنبين يبدون بريئين. وهذه هي القوة التي تمكنه من السيطرة على عقول الجماهير. يعزز التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال وأساليب التواصل دور الإعلام كنافذة مفتوحة للجميع، حيث يستطيع أي شخص من خلالها توجيه الآخرين بأفكاره وتغيير توجهاتهم في أي وقت. إنه وسيلة للتواصل مع الرأي العام، بل وقد يكون سببا رئيسيا في تشكيل الأحداث بشكل جذري وتغيير الثقافة الاجتماعية والفكرية.

عندما انتشر استخدام الإنترنت، أصبحت وسائل الإعلام متاحة للجمهور بطرق غير متوقعة من قبل القراء والمشاهدين للأخبار في الماضي. فقد أصبح الإعلام مزيجا مثاليا من التكنولوجيا والموارد البشرية، حيث يستطيع المستخدمون على الإنترنت نشر وجهات نظرهم من خلال التدوينات والتعليقات ووسائل الإعلام الاجتماعية، مما يزيد من قدرتهم على نشر وجهات نظرهم والمعلومات بشكل كبير.

أهمية الإعلام

لا يمكن تحقيق الإعلام كسلطة رابعة إلا باستقلال تام عن السلطة التنفيذية، وذلك في إطار الديمقراطية التي تتطلب أن يكون المواطنون على علم بجميع القضايا التي يتم التحكم فيها. ولا يمكن لأي جهاز حكومي أن يعمل جيدا دون معرفة القضايا التي يجب أن يتخذ فيها القرارات، والإعلام يلعب دورين في هذا الإطار، حيث يعمل على إطلاع الناس وتوعيتهم، وكذلك يعمل على إيصال أعمال الحكومة إلى الجمهور.

–  الناخبين الذين يرفضون الاتجاهات الحالية في السياسة يمكنهم اتخاذ إجراءات تصحيحية في الانتخابات المقبلة، لذلك تتجلى أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام فبدونه يتم كسر حلقة التغذية المرتدة والحكومة لا تصبح مسؤولة أمام الشعب، ولذلك الإعلام له أهمية قصوى في الديمقراطية التمثيلية، فهي تلعب دورا هامًا كجسر معلومات بين الهيئات الإدارية والجمهور العام.

في غياب وسائل الإعلام العامة، لا يمكن معرفة نوع المشاريع القانونية والأفعال التي تم تمريرها في البرلمان وما هي الآثار الإيجابية والسلبية على المجتمع. إذا أغلق شخص عينيه عن وسائل الإعلام، فإن المسؤولين الحكوميين سوف يفعلون ما يريدون. لذلك، تلعب وسائل الإعلام دورا هاما ومحايدا جدا بين الأنشطة الحكومية والجمهور العام. ويمكن القول إن حرية الإعلام هي ضمان نجاح الجمهورية حكومة.

يلعب الإعلام دورا حاسما في تشكيل ديمقراطية صحية، فهو العمود الفقري، يساعد الإعلام على إدراكنا لمختلف الأنشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحدث في جميع أنحاء العالم، كما يكشف الإعلام الثغرات في النظام الديمقراطي، مما يساعد الحكومة في نهاية المطاف على سد الثغرات وجعل النظام أكثر مساءلة واستجابة للمواطنين، والديمقراطية بدون الإعلام تشبه السيارة بدون عجلات.

لماذا سمي بالسلطة الرابعة؟

بدء تداول هذا المصطلح و تسمية الإعلام بالسلطة الرابعة في الولايات المتحدة لأنهم يقومون بمراقبة العملية السياسية، وهم يفعلون ذلك من أجل التأكد من أن المشاركين لا يقومون باستغلال النظام الديمقراطي، كما أن الإعلام يلعب دورا حاسما في نتائج القضايا السياسية والمرشحين، وهذا هو الموضع الذي غالبا ما يطلق على الإعلام الفرع الرابع من الحكومة بدلا من السلطة الرابعة، وهو مصطلح مثير للجدل اعتمادا على أفكار أولئك الذين يستخدمونه.

وعند الإشارة إلى السلطة الرابعة، فإننا نشير هنا إلى جميع الصحفيين، فالسلطة الرابعة تشمل جميع الأشخاص الذين يغطون الأحداث بحرية تامة. وقد استخدم هذا المصطلح للمرة الأولى بواسطة إدموند بورك في عام 1787 خلال مناقشة في البرلمان. وعادة ما يستخدم لتسليط الضوء على حرية الصحافة. يجب عدم الخلط بينه وبين مصطلح “الفرع الرابع”، الذي يشير إلى تدخلات الحكومة في الصحافة.

سمي بذلك وسمي أيضا بصاحب الجلالة، وذلك لدوره الكبير والبارز في نشر الفكر والوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي، بالإضافة إلى تزويد الجمهور بالمعلومات والأخبار المفيدة وكل ما يسعى لمعرفته وثقافته. فهو له تأثير كبير في قضايا اجتماعية خطيرة، مثل المشكلات المجتمعية التي يمكن أن يؤثر في طريقة حلها.

–  التأثير علي الرأي العام ويُقصد بـ الرأي العام في هذه النقطة الرأي الغالب وليس الاتجاه العام، وهذا التأثير له عدة أسباب، من أهمها: أن الإعلام  يهتم بشكل كبير في الخوض في القضايا الاجتماعية والسياسية و تناولها بإسهاب، وعرض وجهات النظر المختلفة، وما يتعلق بالأنباء، لذلك فإن الأنظمة الديمقراطية في العالم، تحرص على إعطاء الإعلام حرية بشكل كبير.

مراقبة البيئة المحيطة ومحاربة الجمود الفكري الذي يعد سمة للأنظمة غير الديمقراطية والتي تتعارض مع تطور المجتمعات، وتلعب دورا فعالا في الكشف عن المعلومات وإثارة القضايا والتأثير على القرارات السياسية المهمة، ومراقبة مدى أداء السلطات واحترامها لحقوق الإنسان والقانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى