قصة نجاح طفل توحدي
يعاني الكثير من الأطفال من مرض التوحد الذي يصيبهم منذ الولادة، ويعزلهم عن العالم الخارجي ويمنعهم من التواصل مع المجتمع، ولكن هناك بعض القصص الملهمة عن الشفاء من هذا المرض، ومنها قصة الطفل جاكسون الذي يعاني من مرض التوحد، ويعيش مع والدته وأخوته في بورتلاند، أوريغون، حيث تمكنت والدته من العناية به حتى تماثل للشفاء من هذا المرض اللعين .
قصة الطفل التوحدي جاكسون
ولد جاكسون في عام 1996 في أسرة بسيطة تتكون من أم و أخت كبرى و أخت أصغر منه بحوالي أربعة أعوام ، بدأ جاكسون في الوقوف و السير في سن مبكر ، و كان طفل ذكي ، فقد تعلم الألعاب بسرعة ، كما أنه أصبح ينجذب لكل ما يدور ، مثل العجلات في الألعاب أو حتى عجلات السيارات ، مرت الشهور حتى بلغ عامه الثاني ، و قد تقدم بشكل ملحوظ في مستواه العضلي و حركات جسده ، فهو كان في نفس مستوى ذكاء و بنية جسم أخته الكبرى ، مما كان فخر لعائلته .
ومع ذلك، لاحظت والدته قريبا أنه لا يتحدث بشكل طبيعي، فهو قليل الكلام ولا يحب اللعب مع الأطفال في نفس سنه. وعلى الرغم من أن معظم من يراه يصنفه كطفل طبيعي إلا أنه قليل الكلام فقط. وبينما تتقدم أخته الكبرى في الحديث والنمو والتواصل مع الأطفال، وتطور مهاراتها الاجتماعية، يبقى جاكسون متحفظا ولا يتحدث كثيرا. ولكن الأهل دائما يؤكدون صحة جاكسون وأنه سيتحسن عندما يكبر .
و لكن بعد مرور عدة شهور ، لاحظت أمه تكرار نوبات الغضب العنيفة التي تصيب أبنها ، و التي تأتي بدون سبب يدعي لذلك ، فقد كانت عند ذهابها من المنزل إلى السيارة يبدأ في الصراخ و البكاء حتى تغلق باب السيارة ، و عند وجوده في أي مكان مفتوح مثل الشارع كان يصاب بنوبات بكاء شديدة و غضب و صراخ ، و بدأ في نطق بعض الكلمات التي يسمعها في بعض مقاطع الفيديو إلا أنه كان من الصعب عليه نقط أسم والدته أو والده .
اضطرت والدته لتأخذه إلى طبيب الأطفال ، الذي قام بتحويلها بعد ذلك إلى أخصائية التخاطب و التي قامت بتحويله إلى برنامج تدخل مبكر للأطفال ، و كان عمره حوالي عامين و نصف تقريبا ، و هنا قد اكتشفوا إصابته بمرض التوحد ، و الذي أكد الأطباء من تشخيصهم للمرض ، الأمر الذي جعل والدته تبحث بشكل مكثف عن أعراض هذا المرض ، و لكن بعد نوبة من الإنكار الطويلة حيث أن والداه لم يكن مصدقين مرض أبنهم ، حتى وجدوا تشابه بين أعراض التوحد و بين تصرفات جاسكون .
ومن بين الأعراض التي يعاني منها جاكسون عدم إشارته بيده إلى أي شيء طوال حياته، وعدم التواصل البصري لفترات طويلة مع الآخرين. كما أنه لا يظهر اهتماما بالأطفال ولا يطلب منه أي طلبات. يركز جاكسون فقط على لعبه بقطار خشبي يحمل عجلات. خضع جاكسون لعلاج في المدرسة يستمر عشر ساعات في كل أسبوع، ويتم تقديم المساعدة من قبل والديه في اللعب معه. تم تطوير برنامج تعليمي خاص لحالة جاكسون مستوحى من أبحاث الدكتور لوكاس. ومن بين الخطوات الرئيسية التي اتخذوها هو إزالة منتجات الحليب والقمح والمكملات الغذائية من طعام جاكسون .
ثم بدأ جاكسون بحضور المدرسة للعلاج السلوكي لمدة خمسة وعشرين ساعة بعد ذلك، وأيضا عشر ساعات أسبوعيا. وفي النهاية، حدث تحسن واضح في سلوك جاكسون، ولكن قرر والداه اللجوء إلى الدكتور دان، وهو أخصائي سلوكي للأطفال، بعد ستة أسابيع من التشخيص. ومن ثم، بدأ جاكسون في اتباع حمية جديدة تشمل التخلص من الكازين والقلوتين في الطعام وزيادة تناول الفيتامينات وزيت كبد الحوت في الطعام، بالإضافة إلى الانضمام إلى برنامج تعليمي مخصص للأطفال المصابين بالتوحد .
بعد اتباع الحمية وحضور البرنامج التعليمي بانتظام، تبين أنه مصاب ببعض الطفيليات في الأمعاء، وتم علاجها على الفور، مما جعله يتناول التراب ويحرك نفسه بشكل غريب وزادت نوبات غضبه، وتم علاج الطفيليات باستخدام دواء الأمعاء الذي يطرد السموم من الجسم. بعد شفائه، تم تطبيق حمية جديدة وأكثر صحة، وأظهرت نتائج إيجابية حيث اختفت الهالات السوداء تحت عينيه وتحسنت سلوكياته .
بعد ذلك، تم اللجوء إلى العلاج الطبي الحيوي الذي يستند إلى إزالة العديد من المعادن الضارة في الجسم، بما في ذلك الزئبق والرصاص والأنتمونيوم والألومونيوم، وعلى الرغم من بعض الآثار الجانبية، إلا أنه بدأ يتحدث بشكل أفضل وأصبحت النتائج إيجابية، حيث بدأ يتحدث مع الأطباء. استمر في هذا العلاج حتى عامه الرابع، وبدأ يتحدث ويصف شعوره بشكل جيد ويتحدث بالتفاصيل .
و بدأ في اللهو مع باقي الأطفال كما أنه أصبح خفيف الظل أيضا ، أما بالنسبة للتقدم الأكاديمي فإنه في عامه الخامس كان يستطيع القراءة و الرسم و القيام بالعمليات الحسباية البسيطة ، و لكن المشكلة كانت في حركة جسمه التي مازالت تحت الإشراف و المتابعة حتى يتحسن ، و بمساعدة أبويه استطاع الطفل جاكسون من تحدي مرض التوحد و النجاح في هزيمته ، و في النهاية هذه القصة مأخوذة من كتاب Treating Autism الانجليزي الشهير .