يقدم الشيخ محمد الغزالي في كتابه `جدد حياتك` حلولا سحرية لمشاكل حياتنا. وقد قرر الغزالي كتابة هذا الكتاب بعد قراءته لكتاب `دع القلق وابدأ الحياة`. ويريد الشيخ توضيح شيء يجهله البعض، وهو أن تعاليم الدين الإسلامي تساعد الفرد على التمتع بحياة سعيدة .
حول كتاب جدد حياتك
قدم الغزالي في بداية الكتاب رسالة واضحة لكل من يجهل تعاليم الدين الإسلامي وتأثيرها على حياة الفرد قائلاً :”أحب أن ألفت الجاهلين بالإسلام والقاصرين في فقهه إلى الخاصة الأولى في هذا الدين وهى أنه دين الفطرة. فتعاليمه المنوعة في كل شأن من شؤون الحياة هي نداء الطبائع السليمة والأفكار الصحيحة وتوجيهاته المبثوثة في أصوله متنفس طلق لما تنشده النفوس من كمال وتستريح إليه من قرار .”
تناول الشيخ محمد الغزالي مجموعة من الموضوعات الهامة التي تخص الفرد والمجتمع، ومن بين هذه الموضوعات الأبرز:
1- الفطرة الإنسانية
تناول الكاتب موضوع تعريف الفطرة الإنسانية وفوائدها وكيف خلقنا الله بحيث نستطيع التفرقة بين الصالح والطالح بدون تعاليم البشر، وأشار إلى أن حاجة الدين لحماية أصحاب الفطر السليمة وجهدهم في تصور الحقائق الدينية بجانب صدق العمل بها .
2- دين الفطرة
يصف الكاتب الدين الإسلامي بأنه دين الفطرة ( حيث أن تعليمه التي أنزلها علينا الله تعالى تحدثنا عن شئون الحياة والمعاملة بما ينفع الفرد والمجتمع ، حيث يقول (فقد تختلف طبيعة إنسان عن آخر في الحكم على شيء واحد أنا اذهب لتقبيحه وأنت تذهب لتحسينه والفطرة المقصودة هنا هي الفطرة السليمة فإن كل خلل يلحق بالطبيعة لأي سبب لا يجوز أن يحسب منها) .
وكم حامل للفقه ليس بفقيه؟ (الرقم 3)
يوضح الكاتب الفرق بين الفقهاء الذين يفهمون تماما العلاقة بين الطبيعة البشرية والوحي السماوي ويفيدون الناس ويكونون نموذجا جيدا للدين، والفقهاء الذين لا يعيرون اهتماما لما سبق، ويشير إلى هؤلاء الفقهاء الذين يعانون من عيوب في فهم الدين بطريقة صحيحة. يعتبر غياب البصيرة والفطرة السليمة ضروريين لاستيعاب الدين، ولذلك يعتبرون سببا رئيسيا للأمراض النفسية في الديانات .
4- ثلاثية الفطرة والمرجعية والعمل
يعلمنا الشيخ أن هناك ثلاثة عناصر تجمعهم معادلة واحدة وهم الفطرة السليمة والعقل والنقل. ويقول الشيخ في هذه النقطة موضحا: `صاحب الفطرة السليمة وحده هو الذي تستقر في ذهنه صورة الدين على النحو البين، ولكن الفطرة السليمة والعقل مهما سما لا يستغني أبدا عن النقل. كما أن الذكاء لا يستغني عن قواعد العلم وفنون المعرفة. كذلك، تحتاج الفطرة والعقل السليم للمرجعية التي تضبط الأمور في أطار مقاصد وكليات الدين. والفطرة والمرجعية يجب أن يكون بجانبهما ضميمة أخرى، ألا وهي صدق العمل الذي ينقل الأمور إلى أرض الواقع وميدان الإنتاج والفاعلية. فإن علاج مشكلات الناس وأدواتهم لا يقدر عليه الأرجل. حل مشكلات نفسه وداوي عللها بالحقائق الدينية التي يعرضها. فالمعرفة لا قيمة لها بدون أن يحل المرء الحلال ويحرم الحرام .
5- نصيب الإسلام والغرب من الفطرة
يمثل الشيخ هذه النقطة من خلال المقولة الشهيرة `الناس رجلان، رجل نام في الظلام ورجل استيقظ في الظلام`. ويصف الفرق بين الفطرة لدى أمة الإسلام والغرب قائلا `إن للفطرة في بلاد الإسلام كتاب يتلى ودروس تلقى وشعوب هاجعة بعيدة كل البعد عنه، أما في الغرب فيوجد للفطرة رجال ينقبون عن هديتها كما ينقبون عن الذهب في أعماق الصحاري، فإذا تحصلوا على شيء منها يستغلونه ويستفيدون منه
نبذة عن الكاتب
ولد المفكر الإسلامي المصري الكبير محمد الغزالي في 22 سبتمبر 1917 في قرية نكلا العنب في محافظة البحيرة ، حفظ القران الكريم وهو في العاشرة من عمره وبدأ دراسته في معهد الإسكندرية وتخرج منه بعد اجتياز المرحلة الثانوية الأزهرية ، والتحق بعد ذلك بكلية أصول الدين في الأزهر الشريف ، وذهب إلى الجزائر عام 1984 وقام بتدريس العلوم الإسلامية في جامعة الأمير عبد القادر ، كما أنه اعير عام 1971 إلى المملكة العربية السعودية وقام أيضاً بتدريس علوم الدين في جامعة أم القرى ، وفي عام 1981 عين وكيلاً لوزارة الاوقاف المصرية ، أنه قام بتأليف العديد من المؤلفات الهامة في علوم الدين ، وأيضا الأقوال المهمة والتعاليم الدينية .
أبرز مؤلفات الشيخ محمد الغزالي
السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.
– عقيدة المسلم.
– فقه السيرة.
– كيف تفهم الإسلام.
-هموم داعية.
– سر تأخر العرب والمسلمين.
– دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين.
– خلق المسلم.
– معركة المصحف.
– مشكلات في طريق الحياة الإسلامية.
وفاته
توفي في عام 1996 في المملكة العربية السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر، ودُفن في مقبرة البقيع في المدينة المنورة، وفقًا لرغبته الشخصية قبل وفاته.