قصة حياة أدولف آيخمان
أدولف آيخمان، أحد قادة ومسؤولي الرايخ الثالث، عمل كضابط في القوات الخاصة الألمانية، وشغل منصب رئيس جهاز البوليس السري الألماني `الجيستابو`. كان مسؤولا عن تهجير اليهود من ألمانيا. تم القبض عليه من قبل الموساد الإسرائيلي في عام 1960 وحكم عليه بالإعدام بالشنق في عام 1962م. تم حرق جثته والتخلص من رفاته في البحر الأبيض المتوسط.
من هو أدولف آيخمان :
ولد آيخمان عام 1906م في مدينة سولينجين الألمانية، عاش طفولة طبيعية، انتقل في مرحلة الشباب مع عائلته ليعيش بالنمسا وأنهى فيها تعليمه الثانوي، لم يكمل عمله الجامعي حيث بدأ في التدريب على الهندسة الميكانيكية إلا أنه لم يكما تعليمه، تنقل آيخمان بين وظيفة وأخرى حيث عمل في وظيفة عامل في مكتب وكذلك عمل بائع سفرات، حتى استطاع عن طريق احد معارفه الانضمام إلى الحزب النازي بالنمسا.
حياة النازية وتهجير اليهود :
انضم آيخمان لقوات الأمن الخاصة في عام 1934م ، وفي عام 1939م عمل آيخمان في جهاز الأمن لمراقبة الأنشطة اليهودية، عمل على تهجير اليهود من ألمانيا إلا أه بعد ذهابه إلى فلسطين لدراسة عملية ترحيل اليهود الصهاينة من ألمانيا إلى فلسطين، كتب تقريراً أوضح فيه أنه يعارض عملية تهجير اليهود بشكل جماعي إلى فلسطين وأرجع ذلك إلى أسباب اقتصادية، كما أوضح في تقريره ان فكرة إنشاء دولة يهودية تتعارض تمامً مع الفكر النازي.
في عام 1938، ضمت ألمانيا النمسا، وبعدها نظم آيخمان عملية هجرة ليهود النمسا، حيث بلغ عددهم حوالي 110 ألف يهودي في عام واحد. كان هدف الحزب النازي والشرطة السرية أن تصبح ألمانيا خالية من اليهود.
في عام 1939،انتقل آيخمان إلى الجيستابو وتحديدًا إلى فرع شؤون الترحيلات، حيث تمكن في ذلك الوقت من ترحيل أكثر من 1.5 مليون يهودي من أوروبا إلى مراكز النزاع والحرب في بولندا المحتلة والاتحاد السوفيتي المحتل.
إبادة يهود أوروبا :
عام 1941م أصبح آيخمان قائد قوات الأمن الخاصة وذلك نتيجة لمجهوداته العظيمة في تهجير عدد كبير جداً من يهودي أوروبا، إلا ان فكرة التهجير أصبحت غير مناسبة وأصبحت فكرة الإبادة الحل المطروح على الساحة أمام القادة من العسكريين، وذلك من خلال برنامج منظم للإبادة عن طريق ترحيل اليهود إلى مناطق القتل.
الهروب الكبير بعد انتهاء الحرب :
بعد سقوط ألمانيا في أيدي الحلفاء وانتحار هتلر ومجموعة من قادته قرر آيخمان الهروب والتخفي واستطاع التنقل من دولة لأخرى تحت أسماء عديدة حتى استقر أخيراً في الأرجنتين منتحلاً شخصية واسم جديد “ريكاردو كليمانت” بعيداً تماماً عن اسمه وشخصيته الحقيقية حتى استطاع الموساد الإسرائيلي القبض عليه وكشف شخصيته الحقيقية في عام 1960، تم نقله بعدها على إسرائيل وقدم للمحاكمة التي أدانته بشدة نتيجة لقيامه على تهجير وإبادة يهود أوروبا فيما وصفوها بجرائم ضد الإنسانية في الفترة من 1939م إلى 1944م، وقد صدر الحكم ضد أدولف آيخمان بالشنق في عام 1962م، وتم إحراق جثته وألقيت في البحر الأبيض المتوسط لتنتهي حياة آيخمان في هدوء تام بعد ممارسته للعمل السياسي طوال 12 عام عن عمر يناهز 56 عام.
مقولة أخيرة قبل وفاته :
قبل وفاته، ألقى آيخمان خطابًا عامًا لليهود حيث عبر عن ندمه الشديد على تهريب جزء كبير من اليهود من المحرقة النازية، ووصفهم بالكلاب وأنهم سينالون من هتلر عربي يقضي عليهم ويهزمهم، ووعدهم بالمصير والنهاية المؤلمة.