مجموعة من طرائف العرب
تضم مجموعة من طرائف العرب الذين اشتُهِروا بخفة الظل والدهاء والفراسة والسرعة في الرد، وفيما يلي بعض الطرائف التي تناولتها الروايات العربية القديمة، والتي نشأت نتيجة لحياة البادية البسيطة التي كان يعيشها العرب والتي كان لها تأثير كبير عليهم.
1- هذا الشبل من ذاك الأسد :
ذهب رجل مسن إلى القاضي يشكو ابنه الذي يتناول الخمر ليل نهار ولا يتركه أبداً تاركاً فروض دينه من الصلوات والصوم، فأحضر القاضي الإبن أمام الأب وبدأت المحاكمة فقال الأب: أيها القاضي هل تصح صلاة بدون قراءة قرآن، ففهم القاضي وقال للابن : هل تقرأ شيئاً من القرآن، فقال الإبن : نعم بل أجيد القراءة، فقال القاضي : اقرأ علينا شيئاً مما تحفظ .
قال الإبن : بسم الله الرحمن الرحيم
علق القلب ربابا بعدما شبت وشابا
دين الله حق، ولا يوجد شك في ذلك
وقبل أن ينطق القاضي صاح الأب: يا سيدي، هذه الآيتين لم يتعلمهما سوى البارحة، حيث سرق مصحف الجيران، وهنا انطلق القاضي: “اخرجوا وإلا عاقبتكما.
2- رد الإمام على الأمير :
كان هناك إمام يؤم المسلمين اشتهر عنه التطويل في الصلاة وفي احد الأيام صلى خلفه الأمير فأطال، فنهره الأمير ونهاه عن التطويل في الصلاة قائلاً له : اقرأ في كل ركعة آية واحدة، فقرر الإمام الرد على الأمير ولكن بطريقة ذكية، فشرع في الصلاة ومن خلفه الأمير والناس، وبعد أن انتهى في الركعة الأولى من قراءة الفاتحة قرأ “وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا” ، وفي الركعة الثانية بعد أن انتهى من الفاتحة “رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا” وما أن انتهى الإمام من الصلاة حتى ناداه الأمير يا هذا طول ما شئت، واقرأ غير هاتين.
3- منقذ الحجاج بن يوسف الثقفي :
في أحد الأيام أراد الحجاج بن يوسف الثقفي أن يستحم بالخليج وبالفعل نزل إياه وما ان بدا في الاستحمام حتى أحس بالغرق فظل ينادي ويستغيث حتى سمعه احد المسلمين وسارع بإنقاذه وما أن خرج الحجاج من الماء حتى قال للرجل أطلب تجاب، فأجابه الرجل ومن أنت حتى تجيب طلبي ؟، فرد : أنا الحجاج بن يوسف الثقافي، فقال له الرجل : لي طلب وحيد، قال الحجاج : اطلب، قال الرجل : استحلفتك بالله لا تخبر أحد أنني أنقذتك.
4- الشعبي ذو الطرائف :
اشتهر الشعبي برده الطريف على أسئلة الناس له، ويتمثل ذلك في قصة أحدهم الذي زاره وسأله عن امرأته التي تزوجها ووجد أنها عرجاء، فسأل إذا كان يمكنه طلاقها، فرد الشعبي بطريقته الطريفة قائلاً: إذا كنت تنوي أن تتسابق معها، فاطلقها،
ويحكى ان أحدهم قال له : إذا كنت تريد الاستحمام في النهر، فهل يجب أن يكون وجهي تجاه القبلة أم بعكسها؟ فأجاب الشعبي: يجب أن يكون وجهك تجاه ملابسك حتى لا يتم سرقتها.
يقال إن أحد الحجاج كان يستفسر عن مناسك الحج والإحرام. وأثناء سؤاله، قال له: هل يجوز لي حك جلدي وأنا في حالة إحرام؟ فأجاب الشعبي: لا مانع من ذلك. ثم قال الرجل: إلى متى يمكنني حك جلدي؟ فأجاب الشعبي: حتى يظهر العظم.
5- تسبيح السقف :
يحكى أن رجلا استأجر منزلا، وعندما وجد السقف متهالكا، خشي على نفسه منه، وعندما جاء صاحب المنزل لاستلام الإيجار، قال له الساكن: لن أدفع الإيجار حتى يتم إصلاح السقف المتهالك، فأجاب صاحب المنزل: لا تقلق، إنه يسبح الله، فقال الرجل: أخشى أن يأخذني الخوف فيسجد.