قصة أسطورة النداهة وحقيقتها

النداهة هي أحد الأساطير المصرية المشهورة في الريف المصري، تحكي عن امرأة جميلة وجذابة تظهر في فترة الظلام الليلية في الحقول أو بجوار المصارف المائية والترع، وتنادي أي شخص يمر في تلك الأوقات وتسحره. وفي اليوم التالي يجدونها جثة هامدة، وقد ساعد الجهل وانعدام الوعي الثقافي في انتشار مثل هذه الأساطير التي لا يوجد لها أي دليل حتى الآن.

أسطورة النداهة بين الواقع والخيال :
تفسير علمي لانتشار هذه الأسطورة وغيرها من الأساطير التي تعتمد على الحكايات المنقولة، ولا يوجد أي دليل على حقيقة وجودها. في تلك الفترة، لم تكن هناك وسائل إعلامية لنقل الأخبار أو إذاعتها بين الناس، ولم توجد وسائل إنارة ليلا في الطرق والحقول. وبالتالي، كانت هذه القصص هي المادة الرئيسية للحكايات والتسلية، حيث يجد الكثيرون من المتعة والتشويق في ظل غياب التعليم وانتشار الجهل، مما جعل الخوف مسيطرا على الجميع.

حكايات النداهة :
يروي أحد الذين يزعمون أنهم صادفوا النداهة أو قابلوها هذه الحكاية المثيرة عن أسطورة النداهة حيث يقول: قررت أن أذهب إلى أحد الأفراح مع زوجتي وكنا نعيش في إحدى القرى النائية التي لا توجد بها كهرباء أو إنارة للطرق. في طريق العودة، كنت أمر بجوار إحدى الترع ولاحظت شخصا يناديني، فالتفت ووجدت امرأة جميلة في عمر العشرين تجلس بجوار الماء. توجهت نحوها حتى لاحظت زوجتي وصرخت بصوت عال، مما جعلني أستعيد وعيي. وهنا قفزت المرأة في الماء وقالت لزوجتي إنها أنقذتني، ولكن في المرة القادمة لن يكون هناك من ينقذني.

 الجنون أو الموت :
غالبًا ما تكون النتيجة النهائية لهذه الحالة التي يدخل بها الشخص ويعتبرها “نده النداهة” هي الجنون أو الموت، حتى أنهم أطلقوا على الأشخاص الذين انتابتهم حالات الجنون بعد لقاء لهم مع النداهة بـ “المندوه” ونتيجة للجهل والإيمان بالخرافات كانوا لا يلجئون لعلاجه أو الذهاب به للطبيب فهو حالة ميؤوس منها، كذلك فسرت الكثير من جرائم الغرق في الترع والمصارف على أنها من فعل النداهة التي سحرت هؤلاء الناس حتى وقعوا في الماء وأغرقتهم.

الزواج من النداهة :
استكمالًا للخرفات المنتشرة في ذلك الوقت ادعى البعض الزواج من النداهة والنزول معها للعالم السفلي تحت الأرض والاطلاع عليه، إلا أن أغلبهم كانوا يوجهون مصير الموت في اليوم التالي للظهور، وهو ما كان يزيد الأمر إثارة وتشويق لدى البعض ويجعلهم يبحثون عن الدجل والشعوذة من أجل الدخول على هذا العالم الغريب، وكان خط الدفاع الوحيد لمهاجمة النداهة لدى البعض الآخر الذين يخافونها هو ذكر الله تعالى وقراءة آيات معينة من القرآن الكريم أو رش الملح عليها مع تجنب النظر إلى عينها حتى لا يسحر وحتى تختفي.

رأي علماء النفس والأطباء في أسطورة النداهة :
يعتقد العلماء أن النداهة التي تظهر على شكل امرأة جميلة ذات صوت جذاب وجميل، هي عبارة عن تفريغ لبعض الرغبات المكبوتة لجذب الانتباه، ويتم هذا التفريغ على شكل هلوسات إرادية أو غير إرادية تعبر عن اهتمام النداهة بالشخص الذي ينتظرها.

وصف الأطباء هذه الأسطورة بأنها واحدة من العديد من الأساطير التي انتشرت على مر العصور بسبب الجهل، وفي اليابان، هناك أسطورة المرأة ذات الفم الممزق، وفي الخليج العربي، هناك أسطورة أم الدويس وغيرها من الأساطير.