النموذج الأمثل للإدارة الاستراتيجية
إن أي إدارة استراتيجية لمؤسسة أو منظمة أو كيان ما، لابد وأن تخضع لمعايير وضوابط معينة تحدد خطوات ومراحل تطور تلك الإدارة فيما يسمى بنموذج الإدارة الاستراتيجية، والحقيقة أنه توجد العديد من الأمثلة والنماذج الإدارية منها ما يصلح ومنها ما لا يصلح، لكن النموذج الاستراتيجي في الإدارة غالبا ما ينحصر في نمط واحد مثالي ويكون تلخيصه في الاثنتي عشرة خطوة التالية :
تشمل الخطوة الأولى في الإدارة الاستراتيجية عادة تحديد رؤية وأهداف المنظمة، وتقييم الوضع الحالي للشركة من خلال دراسة مختلف الاتجاهات وتحليل كل التفاصيل والاحتياجات والمتطلبات للشركة وموظفيها وعملائها.
تأتي الخطوة الثانية بعد دراسة وضع المؤسسة من الخارج؛ حيث نقوم بتحديد العقبات والعراقيل والتهديدات التي قد تعوق سير المؤسسة وتمنعها من تحقيق أهدافها، كما نتعرف على الجوانب الإيجابية الخارجية
يتضمن الإجراءات: إجراء بحوث داخلية للقطاعات والإدارات والأقسام المختلفة للتعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف، ومن ثم العمل على الاستفادة منها أو معالجتها بقدر الإمكان.
تأتي تحديد رسالة الشركة في الخطوة الرابعة، حيث توضح إدارة المؤسسة سياستها وكيفية عملها ورسالتها للجمهور والعملاء، بالإضافة إلى التعريف بالشركات والمصالح والكيانات المنافسة.
يتم البدء بعمل تقويم وتحليل للاستراتيجية بعد وضع رسالة الشركة وتحديد سياساتها، وذلك لتقييم جودة الاستراتيجية وصلاحيتها، ووضع بدائل وخطط فرعية بديلة لمواجهة أي ظرف طارئ.
بعد الانتهاء من جميع المراحل السابقة، تتم تحديد الأهداف الرئيسية والأساسية التي تم العمل من أجلها في الشركة، والعمل على توضيح الأهداف والغايات الفرعية التي تتكامل معًا لتحقيق الهدف النهائي المرجو تحقيقه.
بعد ذلك، نبدأ في وضع العديد من الاستراتيجيات والخطط البديلة التي تساعد في تطوير الخطة الأساسية وتدفع القائمين عليها إلى تحقيق الهدف بشكل أسرع.
في الخطوة الثامنة، يجب الانتباه إلى الأهداف التشغيلية، وهي الأهداف الفرعية التي تعتمد عليها لتسهيل وتشغيل فريق العمل وتحقيق الأهداف الثانوية لتحقيق الأهداف الرئيسية تباعاً.
يجب وضع السياسات وأطر العمل داخل المؤسسة لتحديد كيفية العمل والتعامل مع العملاء والكيانات الأخرى، وهذا شيء لابد منه.
بعد وضع السياسات، يتعين علينا التعرف على الميزانيات والموارد المخصصة للشركة، وتصنيفها وتوزيعها بشكل عادل.
من المعروف أن هناك العديد من المبادئ والمواصفات التي تحكم سير العمل داخل الشركة وخارجها، وفي هذه الخطة نبدأ في تطبيق تلك المبادئ وفقًا للاستراتيجيات الحالية .
تتم الخطوة الأخيرة في عملية القياس وتقييم الأداء عن طريق تقييم سير العمل بشكل إيجابي أو سلبي، واتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات.
ما سبق عرضه من مراحل النموذج أو العملية المثلى للإدارة الإستراتيجية يجب أو ينصح التمسك به واتباعه حرفيا مع تغيير بيانات وتفاصيل كل شركة وفق ماهيتها، والأكيد بعد ذلك أنه سيحقق نجاحات مبهرة، فهذا النموذح يسمح لأية منظمة بأن تتعرف جيدا على بنود وجوانب القوة والضعف فيها من أجل تحقيق أقصى استفادة من الفرص الخارجية المتاحة وأيضا تقليل أثر التهديدات الخارجية إلى أقل درجة ممكنة.
تتميز هذه الخطة بالقدرة على مساعدة المؤسسة في تطوير استراتيجيات هجومية أو دفاعية، وتحقيق العديد من المميزات، ولكن يتطلب ذلك استمرارية تطبيق الخطة، حيث تعد إدارة الاستراتيجية عملية ديناميكية مستمرة لا تتحمل المعوقات أو العراقيل.
ويجدر التنبيه هنا على أن أي تغيير يحدث في أحد خطوات ومراحل النموذج الرئيسي للإدارة الاستراتيجية سيترتب عليه بالضرورة تغييرا في كل أو بعض النموذج، ولذلك يجب مراقبة ومتابعة سير الخطة بشكل دوري، كما يجب إعادة النظر في تحليل كل من مكونات البيئة الداخلية والبيئة الخارجية للمنظمة من وقت لآخر.