حقائقزد معلوماتك

حقائق عن تاريخ البصمة الوراثية و استخداماتها

من المتعارف عليه أن لدى كل إنسان بصمات أصابع فريدة من نوعها، وهناك العديد من الأساليب التي تمكن الشرطة من تسجيل البصمات وتطابقها لتسهيل عملية القبض على المجرمين الذين يتركون آثارا لهم في مسرح الجريمة، وقد عمل العلماء في مجال الوراثة على تطوير طريقة تسمح بالتعرف بسهولة على البصمات الوراثية وتحديد هوية الشخص من خلال تمييز جيناته .

تاريخ البصمة الوراثية :
تشكل الاختلافات الوراثية الموجودة بين الناس الأساس في تكوين صفاتهم و أشكالهم التي تجعلهم مختلفين تماماً عن بعضهم البعض ، حيث يحتوي كل شخص على عدد كبير جداً من الجينات التي تتجمع في الحمض النووي ، و كل شخص يتميز بشفرة وراثية معينة لا يمتلكها غيره و لا يمكن أن تتطابق شفرته مع شخص آخر إلا إذا كانا توأمين ، و يُطلق على نوع الحمض النووي للشخص إسم البصمة الوراثية .

في عام 1948م، قام الباحث الإنجليزي إليك جيفري بتطوير تقنية تعرض الشفرة الوراثية للأشخاص على شكل صورة باستخدام حزم من الأشعة السينية. نتجت هذه الحزم بسبب اتصال الأجزاء المشعة الخاصة بالحمض النووي مع أجزاء أخرى محددة من الحمض النووي، وأدت إلى ظهور نمط مختلف .

استطاع هذا التحليل المباشر للحمض النووي أن يُظهر الاختلافات الموجودة في الشفرات الوراثية الخاصة بالناس ، فمن الممكن أن يكون جزء صغير موجود بالشفرة الوراثية دليل على وجود العديد من الصفات المختلفة الخاصة بالفرد ، حيث يقوم هذا الجزء بتوضيحها و يمكننا من التعرف عليها و التوصل إلى الاختلافات بين الناس .

كيفية تطوير تقنية البصمة الوراثية :
بعد مضي ثلاث سنوات على تقنية الباحث الإنجليزي إليك جيفري ، جاء العالم هنري إرليش ليقوم بتطوير طريقة أخرى سمحت بطباعة البصمات الوراثية ذات الحساسية العالية ، و التي من خلالها يُمكن أن يتم التوصل إلى هوية الأشخاص بسهولة ، و ذلك من خلال استخراج عينة بسيطة من الشعر أو الجلد أو الدم او السائل المنوي الخاص بهم ثم تحليلها و الحصول على البصمة الوراثية .

تم دمج تقنيتي إرليش وجيفري معا لتطوير تقنية جديدة تعرف بإسم التفاعل البلمري المتسلسل. كانت تقنيتان قادرتان معا على تحقيق نتائج مذهلة. تمكنت التقنية الجديدة لإرليش من تسهيل فصل أجزاء من الحمض النووي مرارا وتكرارا من جذور الشعر باستخدام الحرارة. وبعد تضاعف الحمض النووي، يتم استخدامه لتحديد البصمة الوراثية ومعرفة الهوية .

استخدمات البصمة الوراثية :
في البداية يجب معرفة أن البصمة الوراثية و الحمض النووي من الأشياء الدقيقة للغاية لذلك من الضروري التأكد من أنهما لم يتعرضا لأي تلوث من خلال لمسهما من قبل أشخاص آخرين لم يقوموا بتعقيم يديهم ، أو القيام بخلطهما بعناصر أخرى لأن هذا ينتج عنه ظهور نتائج كاذبة إذا تم تحليلهما و بالتالي يُمكن حدوث كوارث خطيرة في الإجراءات القانونية ، لذلك من الضروري توخي الحذر الشديد في فحص البصمات الوراثية للوصول إلى نتائج صحيحة و دقيقة .

استطاعت البصمة الوراثية أن تثبت مدى أهميتها من خلال استخدامها في مجال العلوم الجنائية و القانون ، فقد سهّلت هذه التقنية الكثير على ضباط الشرطة حيث من الممكن القبض على المجرم فقط إذا قام بترك قطرة واحدة من الدماء في مكان الجريمة ، كذلك يتم الاستفادة من البصمة الوراثية في حالة محاولة التعرف على الأم و الأب لطفل ما ، و يتم ذلك من خلال مطابقة الحمض النووي الخاص بالأبوين مع الطفل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى