طرق التغلب على مشكلة التمييز بين الأبناء في المعاملة
تشمل المساواة بين الأبناء تقديم الطعام ، الحديث والكلام الطيب ، الإهتمام بهم ، وحتى الضحك واللعب ، لذلك ينبغي محاولة تحقيق العدل في جميع هذه الجوانب قدر الإمكان ، كما يجب أن يراعي الآباء المساواة بين أبناءهم عند تقديمم الهدايا والمنح ، الإهتمام عند طلب المساعدة في إتخاذ القرارات أيضا .
بالإضافة إلى ذلك يحتاج الأبناء الحصول على حقهم في إستماع وإنصات والديهم لهم ، فلا يتمكن جميع الأبناء من البدء في الحديث مع الآباء ، لذلك ينبغي ان يلتف الجميع لهذا الأمر ويولوهم الإهتمام حتى يكون قادرين عن التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم ، كما يجب الحرص على تخصيص وقت محدد للحوار معهم بالتساوي .
المقارنة بين الأبناء :
إن المقارنة بين الأبناء بإستمرار ، توبيح أحدهما وتذكيره بصفات أخيه الشكلية أو العقلية أو العضلية ، يؤدي إلى العديد من المشاكل النفسية له ، لذلك ينبغي عدم الوقوع في هذا الخطا والحذر من المقارنة بين الأبماء في أي من جوانب شخصياتهم وصفاتهم .
فلا تقارن بينهما في الذكاء والقدرة العقلية ، مثل أخاك فلان ذكي ومتفوق ومتميز ، أما أنت ! ، فيشعر أخيه بالغيرة والإحباط ، وبالمثل فلا تقارن القدرات الحركية والعضلية فلا تخيفه من أخيه الأقوى منه ، وإذا كان لديك بنات لا تقارن بين الصفات الجمالية بينهم ، ولا تتباهي بالأجمل .
مسئولية التفرقة بين الأبناء :
يعتقد الآباء أن مسؤولية التفريق بين الأبناء تقع على الأبناء أنفسهم، ولكن هذا الانفصال في المعاملة يعود بشكل مباشر إلى الآباء، وقد يحدث ذلك دون قصد من الآباء، حيث يختلف تصرف الأبناء معهم بناءً على طبيعتهم وشخصيتهم، وربما يتم التمييز في الإنفاق أو إبداء الرأي أو العطف على الأبناء .
في بعض الأحيان يمنح الآباء الأولاد الصلاحيات والحرية الكاملة وفقا للمجتمع الذي يميل في بعض الأحيان إلى الذكور، ويجب توخي الحذر من تمييز الذكور عن الإناث أو تمييز الابن عن الابنة، مثل الأخ الأصغر. يسبب هذا التمييز الشعور بالحقد والغيرة والأنانية بين الأشقاء، وقد يؤدي إلى الرغبة في الانتقام .
سلبيات التمييز بين الأبناء :
نظر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – إلى رجل لديه ابنان، فرأى أنه يقبل أحدهما ويترك الآخر، فقال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: `لماذا لا تساوي بينهما؟` ويقول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: `ساووا بين أولادكم في العطية، فإن كنتم تفضلون أحدهما فتفضلوا على النساء`.
عندما يقع بعض الآباء في هذه الأخطاء، يشعر الأبناء بالانطواء والعزلة، ويمكن أن تنشأ الخلافات بينهم. فيشعر الطفل أنه يكره أخيه لأنه المفضل لدى والديه، ويشعر بالضغينة تجاهه، حتى يتمنى أحيانًا أن يمرض ليحصل على الاهتمام والرعاية مثل أخيه .
أهمية المساواة في التعامل مع الأبناء :
عندما يسود العدل والمساواة بين الأبناء ، يشعر الأبناء بجو صحي سليم ، خالي من الغيرة والحقد و الحسد ، ويقي من الحالات النفسية والمشاعر السلبية التي تصيب الأبناء ، وتساعد على تحقيق رغبات الأبناء والوصول إلي أهدافهم ، كما توفر الإشباع الجسدي ، النفسي والإجتماعي لديهم وتتخلص من الصراعات والتوتر بين الأبناء .
كيفية التغلب على مشكلة التمييز بين الأبناء :
ينبغي على الآباء والأمهات الحرص على فهم شخصيات أطفالهم، والتعرف على رغباتهم واحتياجاتهم المختلفة، حتى يتمكنوا من تحويل مشاعرهم إلى تصرفات وسلوكيات صحيحة، وبالتالي يشعر الأطفال بالإيجابية ويتركزون على خطوات نجاحهم وتأكيد ذواتهم .
يجب أن يراعي الآباء إعطاء الأبناء الحق في الحوار والتعبير عن مايشعرون به ويلزمهم من احتياجات مختلفة ، كما لا يجب المبالغة في إظهار الإهتمام بما يفعله الأخ الأصغر أو تلبية احتياجاته على حساب الآخرين ، بالإضافة إلى ذلك ينصح بنشر روح التعاون بين الأخوة حتى يتمكنوا من العمل معا ، مما يساعد على التقارب بينهم .
ينبغي عدم ذكر الآباء لسلبيات الابن أو معاقبته أمام الآخرين، وخاصة إخوته، بل يجب التعامل مع الأمر بشكل خاص ومنفرد، وفي الوقت نفسه ينبغي تشجيع الابن على إظهار قدراته والدفاع عن نفسه أمام إخوته، وذلك لتعزيز ثقته بنفسه وإحساسه بالاهتمام .