الفرق بين المصادر الحرة والمصادر المغلقة
تتنوع المصادر والبرامج الحاسوبية بشكل كبير فيما يتعلق بطريقة تقديمها للجمهور، حيث توجد المصادر المجانية والمصادر الحرة والمصادر المفتوحة والمصادر المغلقة .
الفرق بين المصادر الحرة والمصادر المغلقة
أولا المصادر الحرة
المصادر الحرة هي مصادر يمكن استخدامها، دراستها، وإجراء تعديلات عليها دون أي قيود، كما يمكن نسخها وتداولها سواء كانت معدلة أو غير معدلة بقيود أو بدون قيود، وهي برامج مجانية على الأغلب، إلا أن بعضا منها يكون بمقابل مادي، وتعد طريقة نشرها عن طريق ترخيصها للمستخدم تحت رخصة حرة، أو القيام بوضعها كملكية عامة، مع نشر شفرتها المصدرية، وقد ظهرت المصادر الحرة لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، وذلك بعد انتشار نظام تشغيل يونكس يونكس، وهو عائلة من نظم التشغيل الذي بدأه وطوره موظفين شركة إي تي أند تي، وذلك في مختبرات بيل في نيو جيرسي بالولايات المتحدة .
ظل نظام التشغيل يونكس يكون مفتوح المصدر حتى عام 1983، عندما قررت الشركة المالكة للنظام عدم توفير شفرته الخاصة وطلب ترخيص من المستخدمين لاستخدامه. استاء مطورو البرنامج من هذا الإجراء، بدأهم البروفيسور ريتشارد ماثيو ستالمان، أستاذ مختبر الذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. أطلقوا مشروع جنو في عام 1984 ليكون برنامجا مفتوح المصدر مثل يونكس، ثم أنشأوا منظمة غير ربحية لدعم جنو ماليا وقانونيا في عام 198 .
في العام 1991، قدم الطالب لينوس تورفالدز نظام تشغيل حر يسمى جنو-لينكس، وأعجب الجميع بهذا النظام، وانتشر وتطور بشكل كبير بسبب نشر الشفرة المصدرية له، وهذا فتح المجال للطلاب والهواة لإجراء التعديلات عليه وتصحيح جوانب الضعف فيه، وأصبح من أشهر الأنظمة المعروفة في هذا الوقت. وفي أواخر التسعينيات، تم تسمية هذا النوع من البرامج باسم “المصادر المفتوحة .
مميزات المصادر الحرة
من أهم مميزات المصادر الحرة هو إتاحة المصدر، أي أن لكل مستخدم الحق في الحصول على الكود المصدري الخاص بالبرنامج، لتعديله وتطويره، وإضافة مميزات جديدة عليه، بما يتناسب مع حاجاته ورغباته، وبالتالي تسمح بمشاركة المستخدمين للبرنامج بخبرات بعضهم بعضا، حيث أن المصادر الحرة تعد ملكا للجميع .
تتميز المصادر الحرة بالقوة في الأمان، حيث يعمل الجميع على حل أي ثغرة تهدد الأمان بسرعة دون الحاجة إلى طلب إذن من المطور الأصلي، كما يمكن الترويج والتسويق للمصادر الحرة عبر الإنترنت، وهي تسمح بتشجيع الإبداع في التفكير وتطوير المهارات، وليس الهدف منها تحقيق أكبر عدد من المستخدمين .
ثانيا المصادر المغلقة
المصدر المغلق هو أي منتج يكون مغلق بكود، وبالتالي لا يستطيع المبرمج أو المطور إجراء تعديلات عليه، وذلك لأن نظام التعديل فيه يكون غير مرئي، ويعد هذا من أكثر عيوبه إزعاجا، حيث أنه لا يسمح بتعديل العيوب التي قد تظهر فيه، والمصدر المغلق هو مصدر لا يمكن الحصول عليه إلا بدفع مقابل مادي له، وهو يحافظ على حقوق الملكية الفكرية للشركة التي تطلقه، وبالتالي فإن حدوث الأخطاء به أمر وارد بصورة كبيرة، مما قد يضطر المستخدم إلى تغييره بسبب هذه الأعطال التي تعمل على تضييع الوقت والجهد .
تسمح لك المصادر المغلقة بشراء منتجها بشكل شخصي، ولا تسمح بعملية التوزيع، وتكلفتها المادية عالية جدا، وبالتالي لا يسمح للمشتري ببيع المنتج أو نسخه أو تأجيره، ولا يتم تطوير المنتج أو إجراء أي تعديلات عليه إلا من الشركة المنتجة، وبالتالي فإن تعديل جوانب الضعف فيه يتطلب وقتا طويلا، ومن أشهر شركات المصادر المغلقة: شركة مايكروسوفت بنظامي تشغيل ويندوز إكس بي وويندوز 7 وويندوز 8، وشركة آبل .
مميزات المصادر المغلقة
تكمن مزايا المصادر المغلقة بشكل كبير في الشركات المنتجة لها، حيث توفر لهم عوائد مالية كبيرة جدا، إذ تجبر المستخدم على شراء نسخة خاصة بها. أما الفائدة للمستخدم فتكمن في أن البرامج المغلقة هي برامج حيوية قد لا يستغني عنها، والتي غالبا لا تتوفر في المصادر المفتوحة والحرة. ومع ذلك، تعتبر المصادر المفتوحة أفضل سواء من حيث الأمان والحماية من برامج التجسس والفيروسات، أو من حيث التكلفة المادية التي لا تتوفر في المصادر المغلقة .