منوعات

كيف دخل اليهود فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم، “إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده” صدق الله العظيم، لعل قضية فلسطين من أبرز قضايا النزاع التي عرفتها البشرية على الأرض، فلها تاريخ ممتد منذ زمن بعيد، وفي سطور هذا المقال نعرض محطات من تاريخ الأزمة الفلسطينية وبداية دخول اليهود فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي القائم بها.

تاريخ فلسطين
تشير الوثائق التاريخية إلى أن القبائل الكنعانية كانت ساكنة في فلسطين منذ العصور القديمة. تعتبر القبائل الكنعانية قبائل عربية قديمة، وليس لها أي صلة تاريخية أو دينية باليهود أو الصهاينة. نظرا لكون هذه الأرض كانت عربية منذ البداية، فمن الطبيعي والمنطقي أن يستمر تاريخها وتطورها وفقا لما بدأت عليه وأن تستمر العلاقة العربية بها. ولكن الأحداث التي جرت بعد ذلك لم تسير وفقا للمنطق والتطور البشري والاجتماعي المعتاد. فقد تحالف اليهود من جميع أنحاء العالم للمطالبة بفلسطين كأرض الميعاد ووطنهم الأصلي الذي طردوا منه على يد الرومان قبل مئات السنين.

بداية دخول اليهود إلى فلسطين
كانت البداية في أيام الدولة العثمانية، حينما قام الثري اليهودي موشى مونتفيوري في عام 1855م  بالقدوم إلى فلسطين وإنشاء مستشفى خاص به وبدأ في تجميع اليهود حوله فيما عرف بالحي اليهودي بعد ذلك، دون الإفصاح عن قضية الوطن أو غيره في ذلك الوقت، وبذلك مكن اليهود لأنفسهم موطئ قدم في فلسطين وبعد ذلك بدأ المهاجرين اليهود يتوافدون على فلسطين بأعداد قليلة وعلى دفعات متفرقة.

بعد ذلك، قامت السلطة الاستعمارية الأقوى في ذلك الوقت “بريطانيا” بمساعدة اليهود على الهجرة إلى فلسطين من خلال الثري الإنجليزي اليهودي البارون آدموند روتشيلد، الذي بدأ في تمويل هجرات اليهود إلى فلسطين كأرض الميعاد في الفترة من 1886 وحتى 1890، وتشكلت بعد ذلك الجمعية اليهودية للاستيطان التي تولت مهمة توطين اليهود في فلسطين.

وعد بلفور 1917
كان اليهود يشكلون شوكة في حلق الدول الإستعمارية دائماً، فقد كانوا يتمتعون بالثراء والنفوذ دون وجود وطن ثابت لهم، فهم متشرذمون في جميع أنحاء العالم، وللتخلص منهم فقد تفتق ذهن المندوب السامي البريطاني على مصر وفلسطين اللورد  آرثر بلفور عن إعطاء وعد للثري البارون روتشيلد بإنشاء وطن لليهود بفلسطين عن طريق بعض التسهيلات التي تمنحها لهم بريطانيا، وذلك خلال فترة الإنتداب البريطاني على مصر، حيث كانت فلسطين ومصر كتلة واحدة في ذلك الحين، ويتضح أن وعد بلفور وعد غير منطقي، فمن يكون بلفور ليعطي هذا الوعد؟ وماعلاقته السياسية أو العرقية بدولة فلسطين ليعطي هذا الوعد؟ ولقد تم تسمية وعد بلفور بأنه أعطى مالا يملك لمن لا يستحق، ففلسطين ليست ملكية خاصة ببريطانيا ليصدر مثل هذا الوعد، واليهود والصهاينة من جميع أنحاء العالم ليس لهم الحق في القدوم إلى فلسطين وإستيطانها وإخراج أهلها منها.

فالأرض ملكاً لمن ولد ونشأ وتربى عليها منذ آلاف السنين، ليست ملك لأصحاب ديانة معينة أن يتركوا أوطانهم في جميع أنحاء العالم ويأتوا إليها، فاليهودية ليست جنسية ذات وطن معين فكما أن المسلمون في جميع أنحاء العالم وكما أن المسيحيون في جميع أنحاء العالم كان لابد وأن يبقى اليهود هكذا، دون البحث عن وطن يجمعهم.

النتائج المترتبة على وعد بلفور
منح هذا الوعد اليهود حق العودة إلى فلسطين وتأسيس وطن لهم هناك.

بدأت مجموعات من اليهود من جميع أنحاء العالم في الهجرة إلى فلسطين، باعتبارها أرض الموعد، وذلك عن طريق هجرات منظمة تم التنسيق لها من قبل بريطانيا والدول الاستعمارية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأ الصراع العربي الإسرائيلي بين أبناء فلسطين، الذين اعتبروا فلسطين وطنهم ومنشأهم، واليهود الذين جاؤوا للاستيطان في الأرض وتهجير أهلها منها.

حاول اليهود على مر التاريخ وعلى مدى السنوات إثبات أن فلسطين هي وطنهم الأصلي وأرض الميعاد التي ستجمع اليهود المشتتين في جميع أنحاء العالم، ولكن في كل مرة يتم تفنيدها وتكذيبها تاريخيًا ودينيًا.

في عام 1948، أعلنت دولة إسرائيل قيامها وبدأت الاتحاديات الدولية في الاعتراف بها، ولكن تاريخيًا لا يوجد دولة تسمى إسرائيل، بل فلسطين أرض الرسل ومهد الحضارات، وستظل كذلك حتى قيام الساعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى