منوعات

قصة غريبة ابنة العجوز أفانوفا

قصة الفتاة الغريبة هي قصة من التراث الأمازيغي تحكي عن ضرورة التزام الأبناء بما يقوله الآباء، وهي قصة ابنة غريبة أفانوفا العجوز التي لم تلتزم بوصية والدها، وكانت النتيجة أنها أكلها وحش القرية، وهناك أغنية تسمى غريبة من التراث الأمازيغي وهي أغنية حزينة تحكي قصة غريبة ابنة العجوز أفانوفا التي أكلها الوحش.

غريبة ووالدها العجوز:
كانت غريبة فتاة هادئة مطيعة ومحبة للحياة تقوم على خدمة والدها العجوز الذي بلغ من العمر ما يجعله لا يقدر على العمل أو الخروج من أجل جلب القوت فكانت غريبة تخرج كل يوم لإحضار الطعام من الغابة بدلًا عن والدها، وكان لغريبة خمسة من الأخوات جميعهم صغار توفت أمهم جميعًا وكانت غريبة تقوم بدور الأم والأب لهؤلاء الخمسة تخرج طوال النهار لإحضار الطعام وتجلس طوال الليل تعده لهم.

وحش الغروب:
كانت القرية التي تعيش فيها غريبة وموجودة قرب الغابة الكبيرة والضخمة التي لا يدخلها أحد خلال الليل. وذلك بسبب وجود وحش ضخم يأكل الأطفال، حيث يخرج هذا الوحش بعد غروب الشمس للبحث عن فريسته في جميع طرق وشوارع القرية. لذلك، يجب على الآباء والأمهات إغلاق الأبواب بإحكام عند غروب الشمس وعدم فتحها لأي شخص، حيث يتمكن الوحش من تقليد الأصوات بمهارة.

وصايا الأب:
نظرا لأن والدها كان رجلا عجوزا غير قادر على حمايتهم أو حتى الخروج لإحضار الطعام لهم، اتفقت معها الغريبة على جلب الطعام يوميا من الغابة. ومع ذلك، كان عليها أن تصل قبل غروب الشمس وتطرق الباب ثلاث مرات، ثم تهز أساورها لتتأكد والدها أنها الغريبة. وفي كل يوم، تقوم الغريبة بجلب الطعام وتصل قبل غروب الشمس، ثم تطرق الباب وتهز أساورها، فيفتح والدها الباب لها. وظلت الأمور هكذا لفترة طويلة.

غريبة بين أنياب الوحش:
في يوم ما، استعدت امرأة غريبة للخروج كما هي عادتها، ولكنها نسيت أساورها المعتادة. عندما تذكرت ذلك، قالت إنه ليس مهما، فهي دائما تستطيع العودة قبل غروب الشمس، ولم يكن هناك أبدا مشكلة بهذا. خرجت الغريبة إلى الغابة وبدأت في جمع الطعام، وعندما انتهت، استعدت للعودة. وفي طريق عودتها، ضلت الغريبة ولم تتمكن من التعرف على الطريق كما هو معتاد. وكانت هذه إحدى الليالي الشتوية التي تختفي فيها الشمس ويحل وقت الغروب بسرعة. جعلت الغريبة تركض بسرعة وخوف أن يظهر لها الوحش. وعادت إلى القرية ووجدت الشوارع خالية، مما زاد رعبها. طرقت الباب بسرعة وصرخت “أبي، افتح لي!” ولكن والدها العجوز ظل خلف الباب ولم يرد عليها، فهي لم تكن ترتدي أساورها المعتادة. استمرت الغريبة في الصراخ وطرق الباب ونادت “أبي، أبي!” فقال أبوها بعيون دامعة “اعذريني يا ابنتي، فأنا لا أستطيع أن أفتح لك، سامحيني. فقد يلتهم الوحش أخواتك الخمسة، وربما تكونين أنت الوحش نفسه الذي يقلد صوت الغريبة. أين أساورك؟” قالت الغريبة “نسيتهم، افتح لي، وسألتزم بوصاياك، ولن يتكرر ذلك.” لم يرد والدها عليها، فقد ظن أنها الوحش الذي يقلد صوت الغريبة. واستمرت الغريبة في البكاء من الحسرة والندم حتى جاء الوحش وأكلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى