قصة لونجا بنت الغول من التراث الأمازيغي
هي قصة من التراث الأمازيغي تدور حول فكرة انتصار الخير ويتمثل في الأمير زهار على الشر ويتمثل في الغول والد لونجا بطلة القصة والتي تصف الروايات جمالها الفتان الذي لا يضاهيه جمال ومن خلال رحلة بحث طويلة استطاع في النهاية الوصول اليها والهروب بها والنهاية دائمًا تأتي بالزواج السعيد.
بداية القصة:
تبدأ القصة من قصر تحوطه السعادة والدفء يعيش فيه الأمير زهار بن الملك ووالديه الذين يغمراه بالود والعطف، وكان الملك والملكة محبوبان من جميع أفراد الشعب يدعون لهم ليل نهار بطوال العمر ودوام الصحة ويرجون زواج الأمير حتى تعم الفرحة على البلاد إلا أنه كان هناك من يضمر الشر للملك وابنه ويرجوا أن تزول كل أملاكهم وهو أخو الملك الذي كان يعاني الفقر نتيجة جشعه وحسده على الغير فقد ضيع كل أمواله وأملاكه وينتظر موت أخيه الملك حتى يرثه إلا أن ابن أخيه يقف عائقًا أمام تحقيق هذا الحلم.
المؤامرة مع العجوز:
وفي إحدى الأيام يذهب أخو الملك إلى العجوز الشمطاء المعروفة باختلاق الحيل والأكاذيب وتأتي بأمور الشعوذة لديها كوخ يملئه الوطوايط وبقايا حيوانات محنطة تخرج منه رائحة عفنة لا يطيق عليها أحد وبمجرد أن وصل إليها ونادى أيتها العجوز ردت عليه مسرعة أعرف طلبك عد من حيث أتيت فأنت لا تمتلك المال، فنادى عليها مرة أخرى أخرجي لنعقد اتفاقًا، فخرجت العجوز بطلتها المخيفة البشعة وقالت له ما هو عرضك قال لها نصف ثروة الملك، وهنا لمعت عين العجوز وقالت اترك لي الأمر وانصرف.
لونجا ابنة الغول:
في مكان آخر من العالم، في عالم النسيان، كانت هناك الأميرة الفاتنة لونجا ذات الشعر الذهبي المسترسل والعيون الزرقاء. كانت الزهور تستحي من جمالها والطيور تغني لها. كانت رائعة في الوصف والجمال. إلا أنها كانت محبوسة في قصر بعيد، يحفه المخاطر والأهوال، لا يستطيع أي إنسان الوصول إليها. وكان أبوها الغول، ذو الشكل المخيف والقبضة القوية والأنياب البارزة، يحرسها في هذا القصر مع كل منهما شراسة وضخامة تنافس الوحوش في القوة والشراسة. وكل من يحاول الوصول إليها ينهشه. وكان هناك صخرة كبيرة على باب الوادي، لا يمكن عبور الوادي إلا من خلالها. ولكن هذه الصخرة كانت تفتح وتغلق في ثوان معدودة، فلا يمكن لأحد المرور من خلالها. وكانت هناك محاولات للعبور، ولكنها باءت بالفشل بسبب سرعة الصخرة.
العجوز والأمير زهار:
وفي يوم من الأيام، ذهبت العجوز الشمطاء إلى القصر لتتحسس الأخبار وتعرف مكان الأمير. وجدته بجانب البئر يسقي فرسه، فذهبت إليه وسلمت عليه وتحية. رد الأمير التحية والسلام عليها. قالت له: يا أمير، كنت أسمع عن شجاعتك ومهارتك في القتال. رد عليها الأمير: وماذا قالوا لك؟ قالت: وصفوك بأنك شجاع ماهر، ولكن ينقصك العروس. رد عليها الأمير: لم أجدها حتى الآن. قالت له: كنت أعلم أنك تخاف الغول. قال الأمير: الغول؟ أي غول؟ قالت: الذي يحرس لونجا، أميرة الأميرات وأجمل الجميلات. وبمجرد أن قالت هذه الجملة، حاولت تظاهر بالرحيل. لكن الأمير أوقفها وسألها عن قصة الأميرة لونجا. وهنا لمعت عين العجوز عندما سمعت سؤال الأمير، فقررت أن تسلك الطريق الصحيح وتتخلص من الأمير الزهار. جلست العجوز بجانب البئر وبدأت في وصف جمال الأميرة لونجا وسحرها، وكيف أنها وحيدة وحزينة وتنتظر الأمير الشجاع الذي سينقذها من أسرة الغول. بعد أن قصت قصة الأميرة لونجا، تركت الأمير ورحلت، وعلمت أنها نجحت في تحقيق هدفها والتخلص من هذا الشا.
رحلة البحث عن الأميرة لونجا:
ذهب الأمير الزهار إلى أحد الحكماء يسأله عن حقيقة القصة وقد أكد له الحكيم عن صحة معلوماته إلا أنه حذره أن كل من سبقه إلى هناك فقد حياته، ولكن الحكيم وجد الأمير مصرًا على الذهاب فقال له: سر على بركة الله ولكن احذر الصخرة وتحرك بخفة واطعم الكلب وفي طريقه وجد الأمير صعوبة كبيرة ومشقات كثيرة إلا أن إصراره كان يزيد حتى وصل إلى الصخرة فوجدها تتحرك بسرعة غريبة وقد تنطبق عليه في حالة إخفاقه ولكنه عاد وشجع نفسه وتذكر مقولة الحكيم تحرك بخفة وبالفعل أسرع بخطى خفيفة وسريعة فاستطاع العبور من الصخرة وبعدها وجد القصر في أعلى الوادي فجعل يمشي إلى هناك حتى وصل فرأى كلب ضخم يحرس القصر فأخرج من حقيبته قطعة لحم كبيرة ورماها أمامه فما أن وجدها الكلب حتى لهث ورائها ودخل إلى القصر فرأته لونجا من شرفتها وسألته عن سبب مجيئه فظل ينظر لها متعجبًا من حسنها وجمالها واخبرها أنه سوف يخلصها من محبسها فأرسلت شعرها من الشرفة حتى يستطيع الأمير الصعود من خلاله وعندما عاد الغول تشمم رائحة غريبة بالمكان فسأل لونجا عن سبب الرائحة فأجابت انه قد مر غريب من هنا وقدمت له الطعام ورحل فذهب الغول لينام وهو غير مطمئن لكلام لونجا إلا أنه نام وبعد أن تأكدت أنه نام أخذت الأمير الزهار ترشده إلى مكان الخروج ولكن اعترضتهم كلبة كبيرة كان قد رباها الغول لحراسة لونجا فقامت تهاجم الزهار الذي انتصر عليها ولكمها لكمة قوية أفقدتها الوعي وأسرع مع لونجا حتى وصل إلى الخارج فوجدا حصان الغول وركبا عليه وانطلقا
الهروب من قصر الغول:
بعد تمكنهم من الهرب كانت الكلبة قد أفاقت فجرت تزمجر حتى أفاق الغول من غفوته فوجد أن لونجا غير موجود ففهم أنها هربت وجعل يجري ورائهم حتى أتى عند الصخرة إلا أن الأمير كان يعلم السر من أجل العبور منها وقد استطاع بحصانه المرور بخفة من خلال الصخرة، وعندما حاول الغول أن يمر هو الآخر انطبقت عليه الصخرة نظرًا لضخامة حجمه وعلم الغول أن يموت وجعل ينادي على لونجا التي فجعت لمنظره، وهنا أوصاها الغول أن تذهب مع الأمير لشجاعته ولفظ أنفاسه الأخيرة بكت لونجا كثيرًا إلا أن الأمير أخذها ورحل عائدًا إلى قصره.
فشل الخطة والزواج السعيد:
بعد عودة الأمير الزهار من رحلته الطويلة، وجد أباه في انتظاره، وأعلن أمام الجميع أنه سيتزوج من الحسناء لونجا. وأعلن الملك إقامة الأفراح لمدة سبع ليال للاحتفال بزواج الأمير. وعندما علمت العجوز الشمطاء بفشل الخطة، انفجرت من الحزن والغيظ لضياع الأموال التي وعدها بها أخو الملك. وتوفيت من الحسرة، وقرر أخو الملك الرحيل إلى مكان آخر. وعاش الأمير الزهار مع الأميرة لونجا في قصر سعيد، حيث استمتعوا بالعمر المديد