اسلامياتشخصيات اسلامية

قصة إياس بن معاذ

قصة إياس بن معاذ إحدى القصص التي تروى عن الصدق الحقيقي ونقاء القلب الذي كان يتميز به المسلمون الأوائل فقد كانوا بمجرد سماعهم لبضع كلمات من الرسول تأثر قلبهم وتخلبهم عقلهم ويجدون في هذا الدين ضالتهم المنشودة التي يقدمون أرواحهم فداءً لها. وإياس بن معاذ أحد السابقون الذين أثبت بفعله وليس قوله فقط إيمانه بهذا الدين.

قصة معاذ بن إياس:
عن محمود بن لبيد قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله صل الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: «هل لكم في خير مما جئتم له؟» فقالوا له وما ذاك؟ قال: «أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله، ولا يشركوا به سيئًا وانزل على الكتاب».

قال: ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن معاذ: وكان صبيا حديث العهد. أيها الناس، هذا والله أفضل مما أتيتم به. فأمسك أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من تراب البطحاء وصفع بها وجه إياس بن معاذ، وقال: اتركونا وعدونا بالله، فصمت إياس وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، وعادوا إلى المدينة، وكانت الواقعة بعاث بين الأوس والخزر.

قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك، قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضر من قومه عند موته، أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله تعالى ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أنه قد مات مسلمًا، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صل الله عليه وسلم ما سمع.

شرح القصة:
كان هناك قبيلتان يعيشون في المدينة هما الأوس والخزرج وكان بين هاتين القبيلتين عداء وقتال استمر لسنوات طويلة ولم يستطع أحد إخماد نار الفتنة بينهم إلا الإسلام فعندما دخل الإسلام قلوبهم تيقنوا أنهم أخوة في الدين وانتهى بينهم العداء، ولكن قصة إياس بن معاذ قبل هجرة الرسول وإسلام أهل يثرب.

في هذا الحدث، حضر إياس بن معاذ مع مجموعة من قومه، وهم الأوس، لطلب المساعدة من قريش في حربهم ضد الخزرج. عندما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمرهم، شعر برغبة قوية في نقل الدعوة التي قد تهدأ بها الفتنة. دخل عليهم وجلس للحديث معهم وأخبرهم أن لديه أمرا أهم وأفضل مما جاءوا به. بدأ يعرض دعوته بكلمات قليلة وموجزة تحمل المعنى بوضوح. قال لهم: “أنا رسول الله، أرسلت لأدعو الناس لعبادة الله وحده، وعدم المشاركة به في الشر، وأنزل علي الكتاب.” تأثر إياس بهذه الكلمات وأثرت فيه بشكل خاص دون قومه. أخبرهم أنهم يجب أن ينتبهوا لأن هذا الأمر هو الأفضل بالنسبة لهم بالمقارنة بما جاءوا به. قام أحد أفراد قومه، وهو أبو الحيسر أنس بن رافع، بأخذ حفنة من التراب وضرب وجه إياس بن معاذ، وهذا يعني أنه منعه من الحديث وأخبره أن مهمتهم في قريش لها الأولوية، ونظرا لصغر سن إياس، قرر أن يستجيب لقومه ويسكت، ودعم رسول الله. وبعد ذلك، وعد قوم إياس بذلك.

حدثت بعد ذلك حرب بعاث وتوفي العديد من أفراد الفريقين، وكان أحد القتلى هو إياس بن معاذ، الذي أظهر شجاعته في الحرب وأكد على إسلامه بسبب ما شاهده منه من تهليل وذكر وتسبيح باسم الله.

المستفاد من قصة إياس:
العمل لا يقاس بكثرته، بل يقاس بصدق النوايا فيه، فالعمل الصادق للحظة مع الله أفضل من العمل السنوي بلا قلب حاضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى