ما الأسلوب الذي استخدمه الرسول في محاربة المسألة
ما هو الأسلوب الذي استخدمه الرسول في محاربة بعض المسائل
كان النبي صلى الله عليه وسلم شخصا ذا خلق حميد وأسلوب عظيم في تعامله مع الناس ومع المسائل التي تواجههم في حياتهم، وكيفية إنشاء مجتمع إسلامي جديد يبدأ بمبادئ جديدة ويحارب المسائل القديمة التي تحتاج إلى حل. وكان هناك العديد من المسائل والمواضيع التي تعامل بها النبي صلى الله عليه وسلم لترسيخ وتغيير ما يتعلق بالإسلام، سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الديني أو السياسي. ومن بين هذه الأساليب:
الأسلوب الذي استخدمه الرسول في محاربة المسائل الاجتماعية
كان لزاماً على المسلمين مراجعة المسائل، التي اعتادوا عليها في حياتهم السابقة قبل دخول الإسلام، وكانت تلك مهمة النبي صلى الله عليه وسلم، أن يغير ويحارب ما يجب تغييره، ويترك ما يتوافق مع روح الإسلام، وكان من المسائل الاجتماعية التي حاربها النبي صلى الله عليه وسلم، هو شرب الخمر.
استخدم النبي في هذا الأمر أسلوب التدريج، حيث بدأ بتحذير الناس من شرب الخمر وذكر المضار الناجمة عنها، وتدرج معهم حتى وصل إلى التحريم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد سكرانًا، فأمر بضربه. فكان منا من ضربه بيده، ومنا من ضربه بنعله، ومنا من ضربه بثوبه. وعندما ذهب الرجل، قال رجل: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم. هذا الحديث رواه البخاري.
وفي رواية لأبي داود وصححها الألباني قال صلى الله عليه وسلم: يتضح من هذا الحديث أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الخمر، حيث يطبق شرع الله ويمنع أصحابه من الدعاء على شارب الخمر، بل يدعو للمغفرة والرحمة له، عسى أن يتوب ويعود إلى ربه.
ومحاربة وئد البنات، قال الله تعالى: تقول الآية في سورة النحل: `وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به. أيمسكه على هون أم يدسه في التراب. ألا ساء ما يحكمون.`.
وقال تعالى: وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت” (التكوير، الآية 8: 9). وفيما يتعلق بمسألة وئد البنات، قدم مثالا للمسلمين جميعا في حبهم لبناتهم، وكان أسلوب تعامله مع بناته ومع النساء هو اللين والود، والرحمة، والتوصية بهم
الأسلوب الذي استخدمه الرسول في محاربة المسائل الاقتصادية
كان من عادات وأخلاق العرب في الجاهلية قبل الإسلام، الكثير منها السئ، ومن بينها كانت بعض المسائل الاقتصادية، على سبيل المثال الربا، وكان أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الربا، هو الأسلوب الحاسم القاطع، لأنه من عظائم الأمور في الإسلام، فكان النبي صلى الله عليه وسلم، يرفض الربا، ويرهن ما يملك، لكن لا يقبل الربا.
الأسلوب الذي استخدمه الرسول في محاربة المسائل الدينية
وأما من الناحية الدينية فقد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم، مع العقائد الدينية التي كان عليها العرب في الجاهلية في الأمور العقائدية، بشكل صارم لا يقبل المهادنة، فكان أسلوب النبي في الناحية العقائدية أشد وأقوى من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، لما في هذا الجانب من خطر، باعتباره أساس كل التغيرات.
كان قويًا في العقيدة ولم يتهاون في التعامل مع الشرك والدعوة للتوحيد، ولم يكن يهادن أو يلين، وكان أسلوبه صارمًا عند التعامل مع الكفار، حتى في المواقف الودية، إذ لم يتخلى عن الجدية والحزم، وقد قام بتحطيم الأصنام وإزالتها من حول الكعبة ومنع الحلف بغير الله وغير ذلك.
الأسلوب الذي استخدمه الرسول في محاربة المسائل السياسية
أما من الناحية السياسية فكان أسلوب النبي في محاربة بعض المسائل السياسية، فيه ما يتناسب مع طبيعة العرب، ومع الإشكاليات التي كانت تحدث، فإن جنحوا للسلم، فهو لا يعارض، وإن أرادوا الحرب استعد وجهز جيشه، ولو عقدوا هدن. التزم، ووافق، فكان أسلوب النبي في المسائل السياسية رائع، وبذلك استطاع أن ينشئ الدولة الإسلامية، ويرسخ قواعدها، وركائزها.
أمثلة حول منهج الرسول في الدعوة والتعليم
كان النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة والمعلم الأول للأمة الإسلامية على مر الزمان منذ نزول الوحي، والبعث، وحتى وفاته، وبقى كذلك حتى بعد الوفاة، حيث ترك السيرة، والسنة والأحاديث النبوية المبينة والمعلمة للبشرية، كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الداعي الأول والمعلم الأول، ومن أمثلة منهج النبي في ذلك ما يلي:
- أثناء الهجرة، اختار الصديق الذي يمكن الاعتماد عليه، ليكون قدوة للناس في أهمية الصحبة الصالحة
- أخوة بين المهاجرين والأنصار، لتعليمهم التعاون والإيثار، والتكافل الاجتماعي
- كان لا يغضب إلا إذا تجاوزت الناس حدود الله، وكان يحثهم على ضبط غضبهم.
- كان رفيقًا للمسلمين وكان يتابع حالتهم ولا ينفصل عنهم.
- كان يزور المريض ويدعو له ويصلي على الميت، طالما لم يتعارض ذلك مع شريعة الله.
- كان يشارك رأي أصحابه، ويتعامل بالمشورة، ويرجع عن رأيه إذا وجد أفضل منه، كما حدث في غزوة الخندق، حيث اتبع رأي الصحابة.
- لا ينبغي إهانة أو جرح الآخرين، حيث قام رجل بالبول في المسجد وأراد الصحابة معاقبته، لكن النبي شرح لهم برفق خطأهم.
- عندما أرسل أنس رضي الله عنه لحاجته، وتأخر ولم يعاقب، بل تم مزاحه، ووجهه.
- عندما اشتكت ابنته فاطمة من مسؤولية المنزل، تعاطف معها وطمأنها بالدعاء والذكر لتخفيف معاناتها.
- يدعو إلى المساواة بين السادة والعبيد، والرجال والنساء والغلمان.
- صبره على أذى المشركين من قومه.
- يتمثل الصمود في مواجهة الإغراءات التي يحاول بها الكفار إجبار المؤمنين على التراجع عن دعوتهم للتوحيد.
- يجب التعاطف مع الضعفاء والخدم، وكل من يظهر عدم القدرة.
- عندما جاء علي رضي الله عنه يرغب في الزواج من السيدة فاطمة، لكنه يشعر بالحرج لأنه لا يملك مالًا، فخفف عنه الحرج وفاتحه ليطلب يدها بدلاً من انتظار مفاتحة علي له.
- كان يتصرف بلطف مع أفراد عائلته، وكان يتفهم متطلبات حياته في عمله.
- كان يجتمع بأصحابه في المسجد ليعلّمهم دينهم.
كيف كان يتعامل الرسول مع من يؤذيه
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض للإساءة والظلم من قبل قومه والمشركين والكفار طوال الوقت قبل الهجرة وبعدها، وحتى نصره الله بالفتح. فقد تعرض للإساءة من قبل عمه أبو لهب وزوجته، وكان رده أنه اكتفى بالدعاء عليهم
وقدتعرض الرسول صلى الله عليه وسلم لأذى عندما تحدث المنافقون عن السيدة عائشة رضي الله عنها، وانتظر صلى الله عليه وسلم الرد من الله على هذا الأمر، حيث أرسل الله آيات من القرآن الكريم لبراءة السيدة عائشة رضي الله عنها، وذلك بعد صعود هذه الآيات إلى سبع سماوات.
لم يتعرض النبي صلى الله عليه وسلم لأي ضرر من المشركين إلا عندما هاجموا بيوت المسلمين ونهبوا أموالهم، وكان رده قويًا وأعاد التحضير لحربهم ومواجهتهم، واستعادة الأموال التي نهبوها.
كان رد النبي دائمًا في حالة تعرضه للإساءة هو التسامح والغفران، أما فيما يتعلق بحقوق المسلمين وما يؤثر عليهم، فكان النبي يتخذ المواقف المؤثرة والمباشرة لمدافعتهم وحماية دينهم.
فن تعامل الرسول مع الناس
النبي صلى الله عليه وسلم كان حكيما ورحيما بالناس ولم يفرق في التعامل بناء على العرق أو اللون أو الجنس، بل عامل الناس بناء على التقوى والإيمان بالله، وكان ميزانه في التعامل مع الناس يقوم على حدود الله، فمن تجاوزها سيواجهه النبي، ومن اتبعها سيعين عليه ذلك، وكان يتعامل مع الناس بالآية الكريمة “وقولوا للناس حسنا
هو الذي جعل بلال العبد الحبشي الأسود مؤذن الناس، وأحبه، وأشاد بسلمان الفارسي الذي جاء من بلاد بعيدة وحيدا بدون عائلة، وصفه بأنه منا أهل البيت واحتضنه، وكان يعطي الأولوية في العطاء للصغير قبل الكبير، صلى الله عليه وسلم